الاثنين، 29 يناير 2018

موجز تمهيدي لمفهوم فكرة ( التراكمية السببية ) ج 1 بقلم : جاسم آل حمد الجياشي

موجز تمهيدي لمفهوم فكرة ( التراكمية السببية ) / بقلم جاسم آل حمد الجياشي // العراق

موجز تمهيدي مبسط لمفهوم فكرة ( التراكمية السببية ) 
ألية تفكير وتحليل شاملة :وصولاً ألى كونها 
أسلوبأ كتابياً معرفيا تغييرياَ 
*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلم : جاسم آل حمد الجياشي / ج : أول 
قد يفهم من يقرأ لنا حين نأتي على ذكر (التراكمية السببية) نقصد فيها اسلوباً كتابياً للشعر فقط بينما هي اوسع بكثير ، لذا توجب علينا إيضاح بعض جوانب تلك الفكرة والتي هي نحن على ثقة تامة بأن من سيتفهم ما نبتغي الوصول اليه من خلالها سيشاركنا بانضاجها والاضافة لها وتطويرها ووضعها على شكل منهج تصلح لان تطبق في الأجناس الادبية الأخرى كونها لاتنحصر بالتراكم اللغوي المتعارف عليه كما تصور او يتصور البعض من زملائنا الاعزاء جل احترامي لهم ، كما انها تصلح لان تكون منهجا نقديا ليس ادبياً فقط ، بل يشمل جميع النواحي الفكرية والعلمية والادبية لوجودنا الانساني ، اجتماع ، فلسفة ، سياسة ، اقتصاد ، أدب، علم نفس ، قانون ، الخ وجميع العلوم الانسانية الاخرى التي تتعلق بالعقل البشري والطبيعة التي من حوله ، لكننا طبقناها في الشعر كونه همنا الاول وكونه ايضا ، يحمل بين طياته جل ما اتينا على ذكره آنفاً، ولان الحاجة للمعرفة منذ وجود الانسان هي الاساس الدافع، بالتالي تتحول هي الى سبب مُنتِج سري ذاتي الحراك ، أختياري الاتجاه، وبالتأكيد حين يكون حر الاختيار يكون أرادياً ، بالاضافة إلى كونه مُنتِجأ – فهو مُتَجْ مصدر أنتاجه وارادته هوَ العقل البشري ، منُتجَهُ وعمليته الانتاجية تتلخص بفتح باب السؤال ؟ مَن ؟ كيفَ؟ متى؟ أين؟ لماذا؟ لتتحول تلك الاسئلة أسباباً لمعرفة ! وبذات الحراك السري تتشظى متنامية تلك المعرفة لتنتج اسباباً اخرى ، ذلك التشظي المتنامي هو ما نطلق عليه هنا بالحراك السري الذي يُنتِج لنا كماً هائلا من المعرفة كونه أمتلكَ خاصية حرية الاختيار! وحرية الاختيار تلك تمنحه وبشكل لايقبل الجدل سمة القصدية ! كون مصدرها العقل ، الذي اختار أن يسير بدروب المعرفة ، التي تتطلب منه البحث فيها ، أعمق / أبعد / أعلى / - هذه الابعاد توصيفات مجازية لما نود أيصاله في فكرتنا- فيكتشف أن هناك كائنا محسوسا غير ملموس هوَ الزمن ترتسم ملامحه من خلال دورة الحدثية ( الحدث ) من خلال الحاجة لتاريخيته – أي الحدث- بعد توافر السبب . والذي اقتناه العقل من حدث الليل والنهار – شروق غروب + المواسم وظواهرها الطبيعية ، ليؤرخ عمر وكمية المعرفة التي حاول التوصل اليها. من البديهي :
إن لكل حدث أول دافع يكون سبباً ، ولكل سبب مكوِن / ولكل مُكوَن مُكوِن / ولكل ذلك نتيجة / ولكل هذه الدورة سمات خاصة بها تحدد ملامح اشتغالاتها الزمنية كلٌ حسب خاصيته ومحدوديته الزمنية من عدمه .
زمن الدافعية / الفضول / الرغبة / الحاجة / زمن ظاهر مفتوح 
زمن التكون / زمن محدود
زمن السبب / زمن محدود
زمن الحدث / زمن محدود
زمن النتيجة / زمن محدود
إذاً لدينا هنا الذي هوَغير بديهي ،- زمن ما بعد النتيجة / زمن خفي مفتوح / التشظي التراكمي الخفي .
والذي نطلق عليه ، الحراك الخفي ، ذاتي الحراك ، اختياري الاتجاه ، وهو محور- التراكمية السببية- 
ليأتي العقل البشري مبدعا وبداعي الدافع – الحاجة – وزمنيتها المتفاوتة ليخترع علم الحساب ، كأضافة لتراكميته ، مروراً بالدورة السببية التقليدية والتي سبق وأن وسلسلنا سياقاتها الزمنية والوصفية ، من ثم تبدأ عملية إاشتغال التشظي التراكمي الخفي ، والذاتي الحراك ،
*
مثال تقريبي : 
ـــــــــــــــــــ
لو عمدنا لحساب عمر حضارة ما بدأت عامها الأول ، ثم يليها عاماً آخراً تكون النتيجة لدينا ، عمر تلك الحضارة 
1 + 1 = 2 ، بيد أن الحقيقة عمر تلك الحضارة معرفيا هو ، 1+1 = 3 ، السؤال البديهي هنا ، من اين لنا بذلك الفائض أو تلك الزيادة الزمنية والعددية ؟؟ ، الجواب هوَ أنَ العام الاول ومن خلال النجاحات والمنجزات المعرفية التي تمت فيه فتحت أبواباً معرفية مشرعة لعام تلك الحضارة الثاني ، بذلك يكون اشتغال العام الثاني على تراكم النتائج والتي سيستثمرها العقل المُنتِجْ لها ، ولكي نوضح كيف سيستثمر العقل راسماله المعرفي ؟!!، 
علينا بتقسيم نتائج العام الاول إفتراضاً ، إلى نسب بعد تمريرها بدورتها الانتاجية السببية وما يرافقها ويليها من حراك ذاتي خفي - لنفترض بأن المُنتَج المعرفي الذي تم في العام الاول ، 
*
1- الدافع + الرغبة + الفضول = عوامل مكونة لسبب واحد هو الحاجة الملحة . خصيصتها أنها تتمتع بزمنية تراكمية مفتوحة غير محدودة اطلاقاً، طالما أن هناك أنساناً على وجه البسيطة!، كما أن هناك زمنا تراكمياً مفتوحا اخراً هو زمن ما بعد النتيجة ، هو ذلك – التشظي التراكمي الخفي ، ذاتي الحراك ، بعد هذه الاشارة التي نراها ضرورية جدا ، علينا بتقسيم عام الحضارة الاول زمنياً ومعرفياَ ليتبين لنا واضحاً ، من أين أتت لنا تلك الزيادة العددية الزمنية في بداية مثالنا .
*
- تقسيم العام الاول
ـــــــــــــــــــــــــــ
ما تحقق كنتائج منجزة يمكن ان نصفها بالنجاح ، هو نسبة 60% خلال الستة أشهر الاولى .
30%، تحقق جزء من نتائجها خلال الاشهر الثلاث الاخرى من العام ، بنسب متفاوتة لم تنل درجة الشرف لان تكون نتيجة ناجحة كاملة ! ، مع احتفاظها بنسب من النجاح ونسب من الاخفاق، 
و10% محاولات بائت بالفشل تماماً خلال ما تبقى من العام وهو ثلاث أشهر .
*
3- النتيجة 
ـــــــــــــــــ
نظريا يبدو لنا أن لازيادة ولا تراكم حصل من خلال عملية التقسيم التي قمنا بها ، فعدديا إن قمنا بجمع عدد الاشهر سيكون مجموعها عام واحد ، 
بينما إن أخذنا بعين الاعتبار مستوى تحقق الجانب المعرفي المتحقق (بسبب) – الحاجة الملحة الدائمة والتي هي مفتوحة زمنيا سنكتشف أن ما تحقق لايعادل عدديا ! عاما واحداَ ، وذلك من خلال تحقق قاعدة معرفية واسعة ترتكز على نتائج (منجزات) قد تكون فتحت ابوابا مشرعة لمنجزات أخرى اكثر تطورا واسرع تحققا من الناحية الزمنية ، بالاضافة فارق زمني ومعرفي أخر وإن كان جزئياً من خلال النتائج غير المكتملة والتي تحتفظ بخاصية جزئية نجاحها ، تضاف للفارق الزمني والمعرفي الذي سبقه ، هذا بالاضافة لفارق زمن المحاولات التي اخفقت ، هنا سيعمل وبشكل رئيس رغم كونه عاملا مساعدا لكن لايرضى إلا أن يكون عاملا رئيسا ، واكتساب رياساته وانفتاح زمنيته تلك من خلال أقترانه بالسبب الاول (الحاجة ) وانفتاح زمنيتها ، وهو التشظي التراكمي ، دائم الحراك ، حر الاختيار ، والذي هوَ مُنتَج ، ومُنتِج في ذات الوقت ، فمن خلاله تتم الاضافة الزمنية والعددية التراكمية ،وللتاكيد على دوره الرئيس الخفي ، نجده يتمحور بالاسئلة ؟ التي ينتجها العقل البشري ذلك المستثمر الرائع لغرض استثماررصيد رأسماله المفتوح زمنيا . ولنستمر ولو قليلا في عامنا الاول من تلك الحضارة استكمالا لمفهوم الاضافة التراكمية وسرية اشتغالاتها!! 
*
الاسئلة 
ـــــــــــــــــــ
بما ان هناك منجزات ( نتائج ) سواء كانت ناجحة ،او حققت نجاحا نسبياً، أو اخفاقات ( بدايات غير ناجحة ) سيكون لزاما وبحكم حاجة التطوير ، سيكون لزاما على تلك الحضارة البحث ، عن كيفية تطوير ما انجز ، ,اين الخلل؟ في تلك التي تحقق جزء من نجاح فيها والجزء الاخر فشل ، ولماذا حصل الخلل ؟، ومتى حصل الخلل ، كل ذلك يجري لاجل تحقيق منجزات ( نتائج) بشكل زمني معرفي مختزل ، كونها أمتلكت تراكم خبراتي ، أذا ستدخل تلك الحضارة الوليدة عامها الثاني وهي مزودة بمنجزات عمرها عام وخبرات عمرها نصف عام ، وحين تعمل العام في عامها الثاني متمترسة خلف خبرة معرفية أمدها عام ونصف سابقة ، ستُطبَق عليها نفس العملية التراكمية ويكون لديها في نهاية عامها الثاني ثلاث اعوام واكثر كزمن معرفي ! بل سنذهب اكثر من ذلك قليلا ونقول أن تلك العملية ستذهب نحو المتتالية الهندسية تراكميا ! وما يجيز لها ذلك الامر هو ذلك التشظي الخفي التراكمي ، وانفتاح زمنه من خلال انفتاح زمن الحاجة . والدليل القاطع على ما ذهبنا اليه هوَ ، أن هناك وعبر التاريخ البشري حضارات امتد عمرها مئات السنين لكنها حققت منجزات معرفية تتعدى بكثير عمرها المحدد عددياً ، كونها تجاوزت عمرها من خلال زمنها المعرفي المُتحقق !! كما يتوجب علينا أن لاننسى تأثير التشظي التراكمي الخفي والمعلن عن طريق التلاقح الفكري مع ما سبق من حضارات او ما جاورها، فلم يثبت العلم للان ولم يُقر تاريخياً، بأن هناك حضارة نشأت من فراغ !
بقي أن نشير إلى قضية مهمة جدا ، وهي أن تلك العملية ( التراكمية السببية ) عملت هنا في مثالنا وطرحنا وتمهيدنا لها ، على الجوانب البنائية للمعرفة وهي الجوانب الايجابية . لكن هناك سؤال غاية في الاهمية يطرح نفسه خصوصا على المعنيين بالأمر وهم المثقفين ، والسؤال هوَ ؟؟
ماذا لو أن تلك (التراكمية السببية )عملت وهي عاملة الان ذاتيا وقصديا لهدم المعرفة وتجهيل الانسان والامم والغاء حضاراتها بل ومحاولة رميها خارج التاريخ البشري ، بشكل منظم ،وهوَ ما يحصل لنا كأمة ، الا يكون الجواب لدينا باننا سائرون لاريب نحو كل هذا وغيره ؟؟!! 
من هذا السؤال ؟ المريب والمُستَفِز ستكون انطلاقتنا لشرح كيفية استثمار العقل، لأمة انتجت حضارات كبرى ، بانتهاج اسلوب كتابة شعرية تلمُ بجميع الاسباب الذاتية والموضوعية ، المحيطة بنا ويحدد مواطن الضعف في تركيبتنا الآنية لردم تصدعاتها ، التي آلت بهذه الامة 
إلى هذا المآل ، ويؤشر على مواطن قوتها المعطلة .. وسنتناول في الجزء القادم من بحثنا التمهيدي هذا، اسلوبنا الكتابي الشعري المنبثق من الية تفكيرنا التراكمية السببية والتي تعتمد رفض الاستسلام للثوابت والمسلمات والتوابيت المعدة مسبقا التي يتعامل معها البعض على انها مقدسات لايجوز المس بها ، وسنضع امثلة لوسائل تعبير تتجاوز تلك المسلمات مؤمنين بأن لافكرة أنسانية وضعية مكتملة غير قابلة للاضافة والتطوير والتحديث وحتى الحذف والاستبدال، خصوصا إذا ما اخذنا بعين الاعتبار أن الامم، والشعوب ، والافراد ما هم إلا ناتج وعي معرفي تلاقحي تم عبر مراحل بما فيها شعرنا العربي القديم ، فلو اجرينا بحثنا بسيطاً لانحتاج فيه إلى التعمق سنثبت ذلك الامر ، أكرر ما قلته آنفاً ( لافكرة أنسانية ولدت مكتملة !) وهذا الايمان يدفعنا باتجاهين الاول هو! استثمار حاجتنا الماسة لتطوير أدواتناالتعبيرية ووظائفها ، كيما نستطيع اللحاق بحركة التاريخ ذاتياً ، و عدم الركون للامبالاة والاستسلام بدافع الغرور الكمالي ، بينما نتعرض وبشكل ممنهج لعملية الغاء تام لنا موضوعياً ، ختاماً : تحياتي وأكباري لكل عقل يتمتع بحيوية المرونة وتقبل الآخر دون الارتكاز على - شيفونية - الأنا المرضية الفردية أو الجمعية .. يتبع

موجز تمهيدي مبسط لمفهوم فكرة ( التراكمية السببية ) ج 2 // بقلم جاسم آل حمد الجياشي

موجز تمهيدي مبسط لمفهوم فكرة ( التراكمية السببية ) 
ألية تفكير وتحليل شاملة :وصولاً ألى كونها 
أسلوبأ كتابياً معرفيا تغييرياَ 
*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلم : جاسم آل حمد الجياشي : الجزء ( 2) 
كنا قد تناولنا في الجزء الاول من تراكميتنا السببية ، اشتغالاتها الايجابية المعرفية ، وفي هذا الجزء سنتناول اشتغالاتها السلبية وكيفية ضبط ضررها المتشظي من حولنا .
أن الاستخفاف الحاصل بالجانب العقلي وعدم تضمينه للنص الأدبي بشكل مؤثر ليكون سبباً ومن ثم أثراً ، أنما يدل على أمرين لاثالث لهما 
أ- عدم قدرة الناص على الاحاطة بالمتغيرات ، الجارية من حوله كفرد ، ومجتمع ،وذلك مرجعه عجز منه على قراءة تلك المتغيرات السلبية ،( الجغرواقتصادية ، السياسية ، الاجتماعية ، النفسية ، الفكرية ، العلمية ، الخ ) سواء كانت تلك المتغيرات مدفوعة بقوة موضوعية أو ذاتية ، لكنها في الغالب يكون مخطط لها من خارج دائرة مجتمعنا رغم أن معظم ادوات تنفيذها داخلية ، بالتالي نجده – اي الناص - يقوم بالهروب للامام ، وترك كل ذلك خلفه ، ليستقر عند شاطئ العاطفة الصرف ! لينتج نصاً حتى وأن تعرض لبعض مما ذكرناه من متغيرات، نراه يتناول هذه المتغيرات ، بمضمون وشكل عاطفي ، أما على شكل شكوى، أو صرخة ، أو بكاء على اطلال حضارات قامت على الارض العربية نال أنسانها بأستحقاق وجدارة احترام الامم بعقله النيرالمُستمِرِ المنتج اسبابا تراكمية معرفية ، آخذا بعين الاعتبار وبوعي تام كل أنتاج تشظياتها المعرفية ، وليس بعاطفته فقط ، بل باقرانهما معاً وحسب الحاجة لكل ظرف وزمن ، وهنا يكون الاستخفاف عفوياً هروبياً ! . أما الانحدار الشعري نحوَ (الايروتيك) او مقاربته فحدث ولا حرج! 
ب – وجود ناص ينتج نصا خادما لخارطة المتغيرات السببية السلبية ، ولنا في ذلك مقال كنا قد نشرناه قبل ثمان أعوام في صحيفة الاخبار العراقية آنذاك بعنوان ( - الركمجة- بين الشعر والسياسة ) والركمجة اشارة لرياضة ركوب الامواج ولايخفى على من اطلع على هذا النوع من الرياضة كم يحتاج ممارسوها الى مهارات خاصة من سرعة ، رد الفعل ، ومرونة في الحركة ، وذهنية بهلوانية ،لاعتلاء الموج بكل رشاقة، تناولنا فيه شعراء مارسوا كتابة الشعر بنفس المواصفات حيث استطاعوا ركوب الموجات القادمة بكل بساطة واستثمارها لمصالح أسياد ما لهم ، أو طائفة ما ، أوعرقٍ ما ،أو آيديولوجيا ما ، إبتغاءً لمصالح شخصية ، (وجرى هذا الامر حتى في شعرنا العربي القديم) ، مما خلق جوا فكرياً منحرفاً وعاطفة مشوشة ، سواء كان على مستوى الفرد أو المجتمع ، ولم يخرج هذا الناص عن طوع العاطفة الصرف ، بل استغنى وبشكل قصدي عن الجانب العقلي في النص .
بذا يكون الناص – المثقف – قد تنازل عن دوره الايجابي كعنصر عضوي فاعل في التراكمية السببية البناءة المُحصِنة للفرد والمجتمع من خلال انتاجه نصا، سببياً ، راصداً ، مُحللاً ، مُتنبئأ بما قد يحل بأنسانه ومجتمعه في حال اُستخدمت التراكمية السببية بالضد من مجتمعه ،وهوً ما يحصل لنا الان كشعوب عربية ، بل الاكثر من هذا ، بات المثقف جزءاً من عملية تراكمية سببية هادمة! من خلال السلبية التي اشرنا اليها في الفقرتين، ألف ، وباء. 
وهنا لابد لنا من الاشارة لمسألة غاية في الاهمية ، كنا قد ذكرنا في الجزء الاول من تمهيدنا ، لحراك سري اصطلحنا عليه ، التشظي الخفي ، ذاتي الحراك ، حر الاختيار في الاتجاه ، وكان ذلك اصطلاحاً وظفناه في حال اشتغال التراكمية السببية الايجابية _ المعرفية- لكنا سنصطلح عليه هنا تحديداً، حين تستخدم كفعل هادم بالضد من كيان ما أوحياة ما ، الانشطار الخفي ، ذاتي الحراك ، حر الاختيار في التوجه ! كونه يعمل بفعل عقل عبقري شرير، مُريد لتعجيل النتيجة زمنياً وقطف ثمارها .
إن أراد عقل ما أن يستثمر رصيده من يُفعل التراكمية السببية ودورتها التفاعلية وتقوية علائقها المرتبطة بعنصر الزمن ارتباطا وثيقا ، لابد له أن يتجه لتسريع دورتها التشغيلية لقطف اسرع لثمار أفضل وهي التي أشرنا لازمنتها ، محدودة كانت أو مفتوحة! ، من خلال توفير - أسباب – هادمه ليحصل على اسرع –النتائج- وأفضلها في تعجيل تفعيل عملية الانشطار الداخلي التراكمي السببي لتحقيق حاجته ، المفتوحة زمنياً.
*
مثال تراكمي علمي تقريبي :
ــــــــــــــــــــــــــ
(عندما يتفاعل النيوترون، مع نواة اليورانيوم وعلى الأخص اليورانيوم-235 تنقسم النواة إلى قسمين متساويين تقريبا مع انطلاق عدد 2 من النيوترونات . فيتفاعل هذان النيوترونان مع نواتي ذرتي يورانيوم-235 ، وينشأ عن ذلك التفاعل عدد 4 من النيوترونات ، التي تتفاعل بدورها مع اليورانيوم-235 وينتج عدد 8 من النيوترونات ، وهكذا يستمر التفاعل بين النيوترونات مع اليورانيوم بإنتاج 16 ثم 32 ثم 64 ،... من النيوترونات ، ولذلك سمي هذا التفاعل، التفاعل المتسلسل .هذه هي فكرة القنبلة الذرية حيث يتم هذا التفاعل بسرعة هائلة في ظرف فترة زمنية أقل من الثانية الواحدة ، ويصحب ذلك انطلاق لطاقة هائلة على هيئة حرارة تقدر بملايين الدرجات كما يظهر جزء من تلك الطاقة على هيئة إشعاع ذري بالغ الشدة مميت للأحياء التي تـُصاب به ) 
إذاً من خلال هذا المثال ، يظهر جلياً التشابه ما بين ـ التشظي التراكمي السببي الخفي المعرفي – والانشطار التراكمي السببي الخفي الهدمي – ذاتي الحراك – حر الاختيار، فكل منهما يخضع للمتتالية الهندسية في التراكم ، لكن الفارق بينهما يكمن في عنصر الزمن ، إذ نجد الحراك السري التراكمي الهدمي – الانشطار- ينطلق بسرعة زمنية قصوى مانحاً العقل المستثمر له وإن كان شريراً أفضل النتائج وانجعها !!. 
ونرى هنا من الضرورة بمكان أن نقوم بمقاربة مجازية ، من خلال طرح سؤال ؟ مفاده 
كم هي نسبة الضرر المعرفي الذي تعرضنا له منذ أنهيار الدولة العباسية الى يومنا هذا ، قياساً بالضربتين الذريتين اللتين تعرضت لهما اليابان ؟!! مع اننا لم نتعرض لضربة ذرية واحدة ، ستكون الاجابة هي ، ان ضررنا يفوق ضرر اليابان مئات المرات إن لم نقل الاف المرات !
لعوامل عديدة منها موضوعي وهي كثيرة لايمكن عدها واحصاؤها الان لكن ما يهمنا هو العوامل الذاتية المكونة لشخصية الفرد العربي ومجتمعه والتي يقف على رأسها ، العامل العاطفي ، والذي بات من أهم (الاسباب ) الذي اُستخدمَ كسلاح ماضٍ فتاك يتفاعل كتفاعل النيوترون مع اليورانيوم في دورته التراكمية السببية إن تم جمعه مع عنصرٍ آخرَ، هوَ الفكر المؤجج لتلك العاطفة ، والتي تتحول بالتالي لسلاحا نووياً ، يكون – سبباً- ينتح عنه – نتيجة- انشطارية الاثر! تعادل عشرات اضعاف حجم الضرر، فيما لو ضُربنا بسلاحاً نووياً، ولكي نؤكد مذهبنا التفكيري التحليلي – التراكمي السببي ، لنأخذ مثالاً وسنحاول الاختصار فيه قدر ما استطعنا .
*
مثال تراكمي فكري تقريبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو الأعلى المودودي : الذي ولد في مدينة -حيدر اباد- الهندية في العام 1903 وتوفى عام 1979– في نيويورك ، هو مؤسس ( الجماعة الاسلامية) ليتم اختياره أميراً للجماعة في أول مؤتمر يعقد لها في الهند قبل استقلال الباكستان حيث أنتقل الى مدينة –لاهور- بعد استقلالها ، وينطلق منها لنشر فكره الاسلامي الخاص ، الذي لم يعتمد فيه لا على فقه السنة ولا فقه آل بيت النبوة ، من خلال تأليفه كتباً عديدة منها كتاب ( المصطلحات الاربعة ) والتي دعا فيها لاقامة الدولة الاسلامية ( الدولة الفكرية ) وتعتمد مبدأ -الحاكمية – لادارتها واعتبر ان العالم من حوله جاهلياً ، لذا يتوجب تغييره واخضاعه بالقوة لأسلامه الخاص، معلناً العداء للغرب وامريكا حصرا واسرائيل!! مضمراً الهدف الحقيقي ، (منطقتنا العربية) ، مناغاة ودغدغة لعاطفتنا التي تم التأسيس لها منذ القدم في شخصية الفرد والمجتمع العربي لاسباب واساليب متعددة – عفوياً أو قصدياً – ومن ثم تقوم الجماعة بفتح فروع لها في العديد من البلدان منها الولايات المتحدة الامريكية !! ومن جانب آخر كان يجري العمل على بث فكر اسلامي خاص آخر ، ظاهره أكثر اعتدالاً في مصر بقيادة مرشدها الاول - حسن البنا- صاحب كتاب( رسالة الجهاد) تحت أسم جماعة الاخوان المسلمين ، ومن ووفق الحراك السري لكل سبب ونتيجة ( التشظي التراكمي السببي الخفي ، الذاتي الحراك، حر الاختيار ) يلتقي سيد قطب بعد سفره الى الولايات المتحدة الامريكية لغرض الدراسة ب ( الجماعة الاسلامية ) التي تتبنى افكار المودودي ، فيتبناها ، ليعود الى مصر، ويعمل في صفوف جماعة الاخوان المسلمين ، باعثا فيهم روح التشدد خصوصا بين قواعدهم من خلال دعوته لبعث الاسلام من جديد ، أي اسلام يقصد ؟؟ الأجابة- مبدأ الحاكمية - ايضا امتدادا للمودودي، فيبدأ بتأليف الكتب لهذا الغرض ، ( ظلال القرآن ) والذي ضمنه الكثير من افكاره الخاصة وما استقاه من فكر المودودي ، ومن ثَمَ ( معالم على الطريق ) حتى حين تم عرض هذا الكتاب على المودودي نفسه ، قال وكأني أنا كاتبهُ ،!! لكثرة اعجابه بهضم هذا الشاب لفكره وما يدعو له .- أي المودودي - وتبدأ فكرة التكفير من نقطة شروع لديهما هي اعتبار، أن العالم جاهلياً من حولهم ولابد من اعادته 
الى نور الهداية من خلال بعث الاسلام من جديد وإن اقتضى الامر استخدام القوة ، ومما جاء في كتاب معالم على الطريق ، ( إفلاس البشرية في عالم القيم - ويشير بذلك نصاً الى- الديمقراطية ، الإشتراكية، وكذلك القومية والوطنية ، والجديد لابد أن يتمثل في واقع عملي . لابد أن تعيش به أمة .. وهذا يقتضي عملية بعث، وتبدأ عملية البعث الإسلامي بطليعة تعزم هذه العزمة .. وتمضي في الطريق !! ، ولابد لهذه الطليعة من معالم في الطريق تعرف منها طبيعة دورها و حقيقة وظيفتها وغايتها ) 
ثم تنبري تلك الطليعة التي تم الاعداد لها اعدادا فكريا استثنائياً ، وتلك الطليعة هي تنظيم القاعدة ولانود أن ناخذ الامر تفصيلا كيف ومتى واين ومن ، اسس ذلك التنظيم المرعب لكننا سنأخذ فقط لماذا؟؟ لكن قبل الاجابة على هذا السؤال علينا الاشارة الى كتاب ( ادارة التوحش ) ومؤلفه وهمي الاسم يدعى – ابو بكر ناجي – كتاب بثلاث اتجاهات الاول ، عسكري ، والثاني ايديولوجي ، والثالث جهادي ، وهذا الكتاب هو بمثابة الستراتيج لهذا التنظيم والذي يشرح فيه مؤلفه كيفية ادارة الدولة الاسلامية بعد اقامتها ، أي بمعنى ان مسألة اقامة الدولة تحصيل حاصل لامحال وذلك يبدو جلياً من خلال اعداد كيفية ادارتها!، اذا تتبنى تلك الطليعة مشروع الدولة الاسلامية وتختار لها اهدافاً لتحقيقها وتنحصر تلك الاهداف في الوطن العربي ، فتكون الجزائر الهدف الاول لاقامة هذه الدولة لكن المحاولة تبوء بالفشل ، وادراكاً من قبل العقل المستثمر الذي يدير هذه التراكمية السببية السلبية وتشظياتها بالضد من هذه الامة ، تعمل على الايذان ببدء الربيع العربي المشبوه ، خصوصا وأن اولى دعوات هذا الفكر هي هدم الدول وكياناتها كونها تمثل الجاهلية لاقامة دولتهم على انقاضها ، فيشتغل السبب الاول المُنتِج للعملية برمتها لتهيئة الارضية من خلال اطلاق عملية الفوضى الخلاقة! لتستثمرها تلك المجاميع مستغلة العنصر الاهم في تكوين الفرد العربي وهو العاطفة التي من خلالها يسهل قيادته ، فتم تثويرعاطفة الشباب العربي لتعم الفوضى تارة ضد الدكتاتورية وتارة لبناء مستقبل افضل لكن الاهم هو تثوير عاطفته الدينية وبابشع صورها كونها بالتالي ستؤدي به للتخلي عن هويته الوطنية والقومية من خلال استبدال هذا الانتماء ، بالانتماء للدين الجديد !! والذي لم يبقي من الاسلام القديم إلا اسمه وما ينفعه والغاء كل ما يتقاطع معه وإلا بماذا نفسر ان تلك التنظيمات استطاعت ان تجلب مقاتلين من كل اصقاع الارض ، الاجابة فقط هوَ عاطفة دينية ناتجة عن جهل ديني والدليل ، ان يوم هاجر النبي ص مجبراً من مكة قال ( (والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت) فأي عشق لارضه وداره ووطنه ، بينما نجد هذه الدعوة مفادها التنصل عن الانتماء للوطن والهوية القومية وأي انتماء آخر،
قد يتبادر لذهن القارئ باننا تناولنا في مثالنا شخوصا وكتباً نبتغي منها استعراضاً ما واننا قد ابتعدنا عما ابتدئناه ، بينما نحن نقصد بأن هؤلاء يمثلون لنا اسباباً ونتائج وتشظيات – انشطارات- فحين اجتمعت تلك الافكار على اختلاف بعض مساراتها انتجت لنا وقائع َملموسة وانشطارات ملموسة ، محسوسة ، مُدرَكة ، كما هو اجتماع – النيوترون – واليورانيوم – كأسباب ونتائج وحراك سري انشطاري ليولد طاقة تدميرية هائلة للحياة!، ولو قارنا الآن الضررالذي لحق بنا بسبب هذا التراكم السببي الناتج عن لقاء هذه الافكار برعاية عقل جباروشرير يوجه دفتها بضرر قنبلة نووية ، ترى هل سيتساوى الضرر بينهما ؟، بالتأكيد سيكون الجواب كلا ، بل سيكون الجواب باننا تعرضنا بمثل هذه الحال لضرر عشرات القنابل النووية !، إذا ما تم حساب الضرر بشكل دقيق وعلى جميع الصُعد، ورب سائل يسئلنا ، أين الوهابية من تلك الاسباب ؟ فسنكتفي بالاجابة، بمعلومة واحدة تغنينا عن الشرح والاطالة ، هناك جائزة عالمية يطلق عليها اسم الملك فيصل تقدم في السعودية ، أول من فاز بها تكريما لما قدمه للاسلام من خدمات جليلة هو- أبو الأعلى المودودي!- 
*
اذاً نجد أنفسنا أمام سؤال نُلزم أنفسنا الاجابة عليه ، هو كيف يكون المثقف عامل ضبط لاشتغالات التراكمية السببية السلبية وتحويلها الى تراكمية سببية ايجابية عاملة لصالح الفرد والمجتمع ؟، قد تبدو المهمة عسيرة ، لكنها ليست مستحيلة على المثقف الحقيقي الملتزم ، بذلك سنضطر للعودة لمثالنا العلمي كونه يتضمن الاجابة العلمية الدقيقة على هذا السؤال وإن كان مجازاً، 
*
الجواب 
ــــــــــــــــــــــــ
(يتم هذا التفاعل أيضا في المفاعلات النووية التي تولد الطاقة ولكن بطريقة منتظمة ، بحيث لا يتزايد معدل تفاعل النيوترونات مع اليورانيوم-235 ، بل يـُضبط هذا المعدل عند مستوى مرغوب فيه لتوليد الطاقة . ونحصل على هذا الانضباط أولا بالماء الموجود في المفاعل وهو يعمل على امتصاص الزائد من النيوترونات ، بالإصافة إلى تزويد المفاعل بقضبان من مادة تمتص بشدة النيوترونات ، وهذه المادة هي معدن الكادميوم . وبوساطة تلك القضبان يتم تشغيل وضبط المفاعل الذري ، كما بواسطة تغطيس قضبان الكادميوم كليةً في المفاعل يمكن توقيف سريان التفاعل وإغلاقه . ويُستفاد من الطاقة المولدة في المفاعل بتحويلها إلي طاقة كهربائية نستغلها في الصناعة ، والإنارة ، وفي الاستعمال المنزلي) 
وبالعودة ل إلى ما بدأناه فأن من هذا الجواب العلمي ، يمكننا ان نفترض بأن القارئ أو المتلقي هو عنصر الماء الموجود في المفاعل ، الذي يعمل على امتصاص ما هو زائد - تشظي - او انشطار سببي- والذي يتحول إن بقي يتزايد إلى – اثر- ضار، والمثقف هو عنصر مادة معدن -- الكادميوم – التي تمتص بشدة الاسباب – النيوترونات – وبواسطته يتم ضبط وتحويل عملية اشتغالات التراكمية السببية من ضارة الى نافعة ، من خلال الغطس الكامل في دواخلها لضبطها واستقراء تفاعلاتها وتشظيها وانشطارها ، ومن ثم صياغة فهمه وقراء ته المستفيضة ما من حوله وبكل اتجاه كناص ، في نص يشتغل على تثوير دور العقل الارشادي ايجابياً للعاطفة ، بذلك نحن لاندعو لافراغ النص من العاطفة تماماً بل ندعو للموازنة بينهما . يتبع

الجمهورية السائبة // للشاعر الاستاذ : عبد الزهرة خالد // العراق

الجمهورية السائبة
———————
مذ ولادة التراب من رحم الأرض تكفل بدفن سوءة البشر ، وخروج الوطن من بطن الحوت نشأت لليل التضاد ، والشمس باتت تقطن السماء تعاين حركات التضاريس تتبسم على أفعال القدر ، وعلى السفوح تعيش الوحوش . نحن كسكان أقبية الركام بلا بدل الإيجار نعاشرُ الحزن والفرح على حدٍ سواء ، الرّيح يملأ فراغاتنا ويسد رمقنا فتات الضفاف ، ينتمي الجرح فينا الى رمال الجفاف ، يأبى الظمأ أن يمس نبيذ الترنحِ ولا يُقلبُ الجوع مواعين الوقت في ساعة رملية مكتظة بالانحطاط.
يتكأ العجز على عصا الغيوم وينسى حديثنا المطر ، ونحن بين أعواد الاشتعال ورماد الاحتراق على المواقد أجسادنا تمتد بطول جغرافية البلاد ، حدوده الأربعة تختزل أقطاب البوصلة نحو اتجاه واحد لا تميل الى اليمين والى الشمال ، الوطن الغريب يحمل على عاتقه علامات الهمِّ كالعائد من الحرب منكسراً من وقف أنبعاث الدخان ، ومسافات النصر تقيسها أشرطة المواسم فيه يشرب الفرات عطش النحور ، ودجلة بطول المنارة توزع على النسائم لتنعش ستائر الشفق ويبقى الموج يقص على القرى أساطير المدن. 
الجمهورية المدللة ربيبة الوطن تأكل منسأة الشيوخ والنواب وتتبدل الوجوه ، في حين الشعب مشغول في تركيب صناديق الاقتراع من توابيت العادين الى الطبقة الأخرى من الجو الخانق للأثير . قد يختلف الأفراد في خلق الأحزاب لكل قبيلة كتلة ولشيخ العشيرة حزب يدون فيه اسماء الولاة . مضمونة حرية الأصوات ومضمونة احتساب الهمهمات .كل له أصبع واحد يتلو فيه آيات البنفسج ، مسموح للتجاذبات هذا يريد التأجيل وذاك يريد الانتخاب وآفة الفساد قد ينفعها رش المبيدات يحملها الدعاة والتقاة يدعون القساة أن يحملوا على أكتافهم عتاد الحروب . الحفرة تتعمق في الجوف تأخذ قسطاً من النوم على عزوف المقابر من الأكفان ، اليتامى تلعقُ حساءَ البردِ بملاعقٍ من صقيع ومناديل التعساءِ تمسح جبين الشرفاء وتمحو الحياء من النبلاء بلون أبيض فاقع الدهاء. عيون ظمأى ترتجي هلالاً يحمله أعمدة الفضاء يتوحم بحلوى الديمقراطية ليظهر على قفا الوليد ومعروف عند الأجداد هذا من نسل العناد يوم ذبحَ النهر أمواجه بسكين ناعم قرباناً لإله الشتاء، لا مجال لتحديث المعلومات فقد أكتفى القرار بالبيانات الموعد أؤجل أم لم يؤجل الأصبع ضممناه في صندوق منجم أسود يحتوي على وليمة مملوءة بالحساء ، سوف تغلق الغيوم أهدابها عندما يجرفُ السلطانُ العنقاءَ الى رأس الخرابة والغضب الكامن كلون البشر يرسمُ البسمة على لوحة الحزن .هكذا سيقرأ الأصبع السطرَ بإمعان … بإمعان.وإلا ما كان للتراب مكان .
————
عبدالزهرة خالد
البصرة /٢٨-١-٢٠١٨

يشتمني العراف // للشاعر الاستاذ // فياض عجيل المبروك // العراق

يشتمني العراف....فياض عجيل المبرك2018/1/27
(1)
يشتمُني...لاني
مَزقتُ تعاويذَه.
الملفوفة بخرقٍ بالية
وخيوط الشعوذة المنسوجة
من شعرِ الشيطان...
يقتلني العراف....لاني
أجهضْتُ تعاليمَ الزيفِ
المحفوفة بالعتمةِ والتزوير...
يشتمُني...لاني
ارشدُ جاريةً مهوسة
بالرقعِ المكتوبةِ
بالخطِ المغلوط....
وهناكَ النازل تقبيلا
فوقَ كفوفاً سرَقتْ
خبزالمعوزين...
(2)
يقتلني....لاني
لاارغب في عملِ حجاباتٍ
مشفوعة بالهلوسةِ والترغيب...
من اعلى...
منصات الوعظ
وسبابات التاشير تنادي ضدي
هذا مصدر ازعاج الشارع...
اياكم ومطالب هذا المتمدن......
اياكم من هذا وذاك....
من يحلم بالحريةِ...
من يزرع في الارضِ سلام...

خاب ظني //للشاعر الاستاذ : عباس حسين العبودي // العراق

،،،،،خاب ظني،،،،،
بإقبال الحياة خاب ظني
ولم تطربني دنيا او أغني
فمنذ الصغر قادتني لدهليز
وضيع كل طموحاتي التمني
رأيت الجسم ملقيا علئ الارض
ومن وقع الهموم زاد أني
فما اقساها دنياي علي
تعد القسوة إبنا بالتبني
وأدركني الشباب لم تبارح
قساوتها من الصغر بسني
يراودها الهيام تبدي عشقا
وللمعشوق تصرخ لا تدعني
بلغت العمر خمسينا ونيف
فلم تجزع ولا يوما رمتني
بهذا الحب مامثلي بلته
ولاآشتاقت لغيري بالتمني
بهذا الوصل مسرورة سعيدة
وتكرم من يبارك أو يهني
تمر ايامي كل لحظة بساعة
وآهات الليالي عذبني
وأقضي الليل مهموما وباكي
دموعي للنهار سلمني
فلم تبخل علي بالعطايا
هداياها الئ القبر تصلني
يراني من يمازح قد ضحكت
وما حسب مواجع كدرني
بممشاي فلا ارجل تقلني
تقوس ظهري لآقدامي حملني
ألا يا دنيا هل كفئ عذابي
فما عذبتي أنس ماهو جني
فما قصرتي بالبخل علي
فكل عمري هباء ضاع مني
لم العريان تكسيه الثياب
ووحدي كل همومي قد كسني
لم الأموات واراها تراب
ولاوارئ لحزني أو دفني
لي الله ولا اشكو لغيره
فغيره بالصدود قد قتلني
فلن يتركني بالآخر حزينا
ويأبئ للمعذب أن يثني..
..عباس حسين العبودي.. العراق… 
27/1/2018

نص // للشاعرة المبدعة : ريحانة الحسيني // العراق

امل يبحث عن روح
جرحي تمرد حرفه
يبكي على اطلال الامل
الامل في بلدي ذبيح
الاحلام وئدت 
وهاجرت اجفان العذارى
اختفت الايام والساعات
وبحت حنجرة الطيور حتى غدت نواحا
لم يعد للشمس وجه تطل به على
ارض بنى عليها ركام اليأس 
قصورا
فمازالت سورة التوبة 
بنا صوتا هادرا 
ومازالت الواقعة 
املا يحدونا علنا ندنو ونسمو 
يوما فننعم
ريحانة الحسيني

أنثى المطر // للشاعر الاستاذ : عبد الزهرة الاسدي // العراق

( انثى المطر )
وتبقين انثى المطر ----
يغتسل --- الغيم منكِ عطرا
ومن شفتيك 
يشرب 
الجلنار
ينسابُ 
من لظى الاحتراق
هذا الندى المبلل بعطر النار
سواحل على جسدي الجوري 
تهب تيهََ
من نسيم 
تاقلم 
باعصار
يا مطر الروابي --
ازرعْ في مفترقات الجسدِ 
شوقي 
واختصرْ بعينيها البحار
اني اضعتُ 
بهما
المجاذيف 
وفقدتُ في وسط اليم 
الفنار
ياقطر الندى -----
راقصني على انغام الكناري
وهمسة الجيتار*
اني اخترتُ الموت 
بين اكتاف الندى ----- يا
ان-----------------------------تِ
وعشقت 
فيهِ
الانصهار -----
***************
عبد الزهره الاسدي 
27-1-2018

رعايا الاموات // للشاعر الاستاذ : هاشم لمراني // المغرب

رعايا الأموات
************
أحيانا أحاول الإمساك بالكلمات 
لكنها تصير أشباحا 
تتقنع بألف قناع وبالهلوسات
كماء بنسل من بين الأصابع
ليغور في عمق الظلمات ...
أرفع أعلامي البيضاء مستسلما
وأكتفي بالذكريات
أو بنعي يطال كل الأموات 
ألف أناملي من صقيع البرودة التي تغزونا
أتلو تراتيل معتادة في كل السجلات
أتكفن قبل موتي ...
أحفر قبري ... ولجنازتي أقيم الصلوات
إلا أن الذاكرة مني تظل حبلى
بألف ميقات .... وميقات
وكالأرانب حين تعدو....
تنط في ذهني كل الذكريات
أستفيق ثانية على أزمنة الهدر في عمري
على تلك الآهات التي لم تكن ككل الآهات
على الحرمان حينا ...
و المبيت على أرصفة الطرقات
على كل من مددت لهم بالعون يدي 
ليرتقوا في معارج الدرجات
لكنهم بتروا الأصابع مني عنوة 
إرضاء لسافل أو لجحفل مومسات
تعود من منفاها إلي الكلمات
لتدلنى على خندق أو متراس
عله يحميني من كل الطلقات 
من سهام حقد لم يعد كامنا
فالعري قد صار منه منكشفا لكل اللطمات
احذروا مني عودة الكلمات 
وصوتا يعم العالمين بدون تأشيرة
لمن صاروا رعايا لكل الأموات
***********************
م . هاشم لمراني ( المغرب )

شمسُ المغيب // للشاعر الاستاذ : ستار مجبل طالع // العراق

شمسُ المغيب
تصيبُ ريحُ الخريفِ مَفرقي
وقلبي كلُّ فصولهِ ربيع ٌ مُزهرٌ
تجفُ انهارُ الحياةِ
وانا انهاري مُدرّةً تَهِمي
وتعقمُ الارضُ الاُجاجَ
وقلبي بساتينٌ دانيةَ القطوفِ يَّسمِ
اشرقتْ شمسُ المغيبِِ على ذوائبي
وهل يُضيءُ الليلَ الا نور ُ القمرِ
كادت تنفذُ الأيام ُ من ذاكرتي
ولم يزلْ القلبُ آملا جَزلِ
مرت ْ بين كبوةٍ ومَشّرعٍ
تحثُ السعي للملتقى لا تَمْلِ
خمسون ونيفُ عدت كأنها
لحظةً لإنجاز. النجاةِ لا تفي
ءَ اُقلبُ أوراقها مفتشا مُكفرا
ام اسرعُ لاُدركَ ما لم يُنجزْ
محوتُ بعفوك َمآثمي
ودنوتُ من مَنّكَ أرتجي
فيىءً تحتَ فيئِك يُؤملُ
يوم لا فيّءَ إلاك يرتجي
الآثمُ
ستار مجبل طالع
٢٦\١\٢٠١٨

إسماعيلُ // للشاعر د. وليد جاسم زبيدي // العراق

إسماعيلُ..!
وليد جاسم الزبيدي/ العراق
فؤادي للعراقِ فدىً ووقْفُ..
وجُرحي رايةٌ تصحو وتغفو..
أهيمُ بهِ إذا ما حلّ خطبٌ
وألثمهُ إذا ما حلّ إلْفُ..
فؤادي للعراقِ ومنْ إليهِ
يصوغُ بحُلمهِ فجراً سيصفو..
الى رملِ الفراتِ وشاطئيهِ
أغانٍ في الشّفاهِ شذىً وعزْفُ..
نسائمهُ جنانُ معلّقاتٌ
يحارُ بما يجاري الوقْعَ لُطفُ..
ترابٌ من جواهرَ خالداتٍ
من التاريخِ إذْ يأتيهِ قَطْفُ..
وماءٌ للحياةِ عَمادُ سعْدٍ
شفاءُ لكلّ داءٍ يُستَشَفُ..
هُوَ العجبُ الذي سَحَرَ الليالي
ويُسكِتُ شاعراً في الوصفِ وَصْفُ..
سلامٌ يا عراقُ مضتْ حروبٌ
بقلبي ما يزالُ هناكَ نَزْفُ..
فَمّذْ خُلِقَتْ على الأرضِ البرايا
فكنتَ فداءَها ورِداكَ حَتْفُ..
لَها (اسماعيلُ )في عَلَنٍ وسرٍ
وأنتَ خليلُها جبلٌ وكهفُ..
لَها (اسماعيلُ)، صرختُها سماءٌ
تُلبّي داعياً فيموتُ خوفُ..
وللطَعَناتِ كُنتَ لهم دروعاً
جراحُكَ في الثرى رعدٌ وعصفُ..
أيَا (اسماعيلُ)، حتّامَ اشتعالٌ
وتبقى كبشَ أهواءٍ تُزَفُ..؟

عبورٌ غامض // للشاعر الاستاذ : احمد العلي // العراق

عبورٌ غامض
..................
ما بَيننا مسافةٌ من التّوَجس
أرضٌ لستُ اعرفُهَا
طريقٌ يدهسُ الخُطى
لذا كان العبورُ غامضاً
وكان جسدي مدينة ًممزّقة ٠
حكاياتُ الشّتاء
ملاذٌ شاحبُ النّبضِ
يُؤلّبُ رغبةً مراوغةً
ما زلتُ أكتبُها
على ضبابِ النّوافذ 
والعطرُ صليلُ ابتسامةٍ
خلفَ جدارٍ أخرس
ولا مُعجمَ يفكُّ هديلَ ضفيرةٍ
أو يفقهُ جموحَ الموجِ
فيصبَأُ الكأسُ
على شَفةِ العبارة
وأعتمرُ قُبّعةَ الذّهول ....

اقسام البلاغة العربية // علم البيان // بقلم الدكتور : فالح الكيلاني // العراق

اقسام البلاغة العربية
(( 2 ))
( علم البيــــــــــــــان )
بقلم : فالح الكيــــــــــــلاني
.
علم البيان جعله البلاغيون ثلاثة مواضيع مهمة في البلاغة :
.
الاول - التشبيه :
التشبيه هو إلحاق أمر بأمر في وصف بأداة لغرض التشبيه او ايجاد علاقة تشابه بين شيئين ويظهر في دخول احدى ادوات التشبيه ومنها :
شَبِه . ماثل .شابَه . ضاهى . كأن . كأنما . الكاف ... وما في هذا المعنى من الكلمات المفيدة لمعرفة المشابهة بينها في اللغة .
للتشبيه أركان أربعة هي :
ا - : المشبه 
ب -: المشبه به . 
ونطلق عليهما طرفي التشبيه
حـ-: أداة التشبيه :هي اللفظ الذي يدل على معنى المشابهة
د-: وجه الشبه او نوعه وشكله هو وصف خاص يقصد به صفة اشتراك الطرفين فيها .
وياتي التشبيه بعدة امور منها مايلي :
1-التشبيه التصويري او التمثيلي : وهو تشبيه مركب يتعدد فيه المشبه والمشبه به, كتشبيه صورة بصورة. مثال :
قال الله تعالى : (﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ﴾. سورة البقرة اية \ 
ومثال اخر :
تبدو زينب والدموع تسيل على خديها مثل زهرة بللتها قطرات الندى.
2- التشبيه التام :هو تشبيه تتوافر فيه اركان التشبيه الاربعة : مثال
إن القلوبَ إذا تنافر ودُّها مِثلُ الزجاجة كسرُها لا يُجبَرُ
3- التشبيه المؤكد: وهو ما تحذف منه أداة التشبيه مثال:
فاطمة شمس في جمالها .
4- التشبيه المجمل: هو تشبيه حذف منه وجه الشبه-. مثال: 
علاء كالأسد.
5- التشبيه البليغ: وهو تشبيه حذفت منه أداة التشبيه ووجه الشبه
مثال: قال الله تعالى :
(وجعلنا الليل لباسا , والنها ر معاشا )
وياتي باشكال مختلفة منها :
ا -جملة اسمية أو فعلية ينعقد فيها التشبيه بين شيئين مثال:
العلم نور والجهل ظلام
ب-الشكل الإضافي: المشبه به مضاف والمشبه مضاف إليه مثال : 
اهتدوا بنور العلم
جـ -الشكل الاخر مفعول مطلق مبين للنوع مثال :
وثب البطل وثبة الاسد.
6- التشبيه المفصل: هو التشبيه الذي ذكر فيه وجه الشبه . مثال: 
محمد قوي كالأسد في شجاعته 
7-التشبيه الضمني وهو إذا تم الربط بين الصورتين بدون استخدام أداة تشبيه سمي التشبيه بالتشبيه الضمنى (يلمح من خلال الكلام وليس موضوعا على صورة التشبيه العادي). ويكون الطرف الثاني دليلا على الطرف الأول وللتأكيد على صحته مثال:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرحٍ بميــتٍ إيـــــــــلامُ
********************
الثاني - الاستعارة :
.
الاستعارة : كلام مجازي علاقته المشابهة او جملة لها معنى ظاهر صحيح . نقصد من ورائه معنى آخر فهي تشبيه بليغ حذف منه أحد طرفيه الأساسيين( المشبه , أو المشبه به) مع بقاء شيء من لوازم المحذوف يدل عليه وقيل الاستعمارة ابلغ من التشبيه .
.
والاستعارة نوعان:
ا- الاستعارة التصريحية: وهذه الاستعارة حذف منها المشبه ويصرح بلفظ المشبه به.مثال:
يا أيها الثعلب .
اذا توجه الكلام لإنسان مخادع فتم تشبيه الإنسان بالثعلب فحذف المشبه وصرّح بالمشبه به . فقيل ( تصريحية ) 
وفي مثال اخر : قول يزيد بن معاوية :
وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت وردا وعضت على العناب بالبرد
ب -الاستعارة المكنية: وهي عكس الاستعارة التصريحية حذف منها المشبه به. مثال:
نطق الحجر.
حيما نشبه انسانا بالحجر . تم حذف المشبه وهو الإنسان واستعير بالمشبه به فذكرناه اي كني بالمشبه به . فقيل ( مكنية )
ومثال اخر قول الشاعر :
وَإِذا المَنِيَّةُ أَنشَبَت أَظفارَها أَلفَيتَ كُلَّ تَميمَةٍ لا تَنفَـــــــعُ
***************
الثالث- الكناية :
هي جملة لها معنى ظاهر صحيح و نقصد من ورائه معنى آخر اكثر بلاغة . مثال :
قال الله تعالى :
( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) 
سورة الاسراء اية\ 24
ومثال اخر :
أ صبح جيبي خفيفا .
يعني ان جيبه فارغا لايوجد فيه ما يثقله من النقد او اصبح خاليا من المال . اي اصبح فقيرا .
امير البيـــــــــــــــــان العربي
د . فالح نصيف الحجية الكيـلاني
العراق - ديالى - بلــــــــــــد روز
******************************

قراءة نقدية : بقلم الاستاذ صالح هشام // المغرب : جماليات التركيب والصياغة : في عزفك الرباب / للشاعرة نبيلة حماني

قراءة نقدية :بقلم الأستاذ صالح هشام !
جماليات التركيب والصياغة في نص :
<عزفك الرباب > للشاعرة نبيلة حماني !
وجهة نظر نقدية على هامش قراءة النص--------------------
اللغة وعاء يكتسب منه النص الأدبي بمختلف أجناسه ، وجوده ، وهي في الشعر رداء شفاف ، لكنه يخفي بين سطوره محاسن (الحسناء / الصورة / المعنى ) وماهذه اللغة في حقيقة الأمر إلا فضاء فوضوي مشكل من(وحدات / ألفاظ / عناصر لغوية مختلفة ) لم تتشكل بعد،وأثناء انتشارها في هذا الفضاء تظل بكرا خارج التوظيف٠٠
و لن تفتض بكارتها إلا بتدخل من متكلم معين أو كم لا يحصى ولا يعد من المتكلمين ، الذين تختلف قدراتهم على الافتضاض ،باختلاف أذواقهم في جودة الانتقاء، وقدراتهم على الصياغة اللغوية. إذ يختار هذا هذه الوحدة اللغوية ، ويترك تلك ،فهذه تروقه وتلك تشعره بعدم الرضى ،لأنها تنزل ثقيلة على سمعه فيستقبحها .
ويختلف هذا الانتقاء ، تبعا لاختلاف ظروف المتكلم ، المعرفية والثقافية ،إذيملأ سلته وفق انتقاء مرحلي تفرضه طبيعة بناء النص ، وبالتالي يمر هذا المتكلم ، إلى هندسة وبناء كلامه (كلمة/ كلمة ، لفظة/ لفظة ) كطائر السنونو الذي يبني بيته (قشة/ قشة) أو البناء يبني جداره (آجرة/ آجرة) وكل آجرة توضع في المكان الذي يلزمها ، وإلا اختل الإحكام في البناء فينهد الجدار كله . ولعل هذا البناء ،هو الذي يمنحنا القدرة على التمييز ، بين هذا فنتوجه مبدعا ، وذاك فنعتبر كلامه عاديا لا يرقى إلى مراتب الإبداع ،إذ لا يثير في متلقيه رعشة الإعجاب ٠ ووفق ذوقه يستقبح كلام هذا ويستسيغ كلام ذاك٠
وهذا في اعتقادي من أهم أسباب أوجه الاختلاف بين الكلام العادي و الكلام الإبداعي ، بين لغة الإنتاج الأدبي و لغة التواصل المباشرة ،سواء كان الجنس الأدبي شعرا أو نثرا ، وما إلى ذلك من أنواع الكلام ،وحتى التواصلي والعادي منه! 
القراء النقدية -------------------------------------------------
من خلال قراءتي لنص ( عزفك الرباب ) للشاعرة نبيلة حماني ٠اتضح لي جليا أنها عازمة لا محالة من أول تركيب في نصها ، على اجتياح مدى الذائقات و الأذواق ، وعلى التغلغل في أعماق النفس الانسانية بكل تنناقضاتها : أفراحا أوأحزانا ،سعادة أوشقاء !
وأقربأن الشاعرة برعت في تنضيد لؤلؤات عقدها ، وترتيب ألفاظها لإحكام بناء نصها ، كطائر السنونو الذي يبني عشه (قشة/قشة ) أو البناء يبني الجدار (آجرة /آجرة ) ، كل واحدة يموضعها الموضع الذي تستحقه ، و سوء اختيارمكان الآجرة الواحدة يؤدي إلى انهيارالجداركله ٠
فكل ما اختارته بدقة وعناية من عناصر ووحدات لغوية ، يبقى ككومة الذهب لا جمال فيها ولا بريق ،حتى تلمسها لمسة الصيرفي، فتصوغها في إبداع بديع يروق العين ويثلج الصدر، كذلك الألفاظ لا تكتسب جمالها إلا عندما تخضع لعملية التركيب والصياغة إذ هي ألفاظ بدون بريق بعيدا إحكام الترتيب والصياغة ، والشاعرة لاتقل أهمية عن هذا الصيرفي المتقن صنعته !
ابتدأت الشاعرة من عنوان النث ( عزفك الرباب ) بمصدرعامل ، مضاف إلى فاعله ( كاف المخاطب ) يأتي المفعول به معمولا فيه منصوبا ( الرباب ) ثم تسكت على ذكر المبتدأ ، الذي تترك تقديره للمتلقي ،ليكمل الجملة النحوية ،التي لا بد أن تجر وراءها معان ستروقه عمقا وجمالا٠ وقد وفقت في توظيف الفاعل ضمير ( مخاطب) (الكاف ) فهذا الضمير حربائي الدلالة ، إذ غالبا ما يخرج من باب تخصيص (المخاطب/ فلان بعينه) ،إلي باب التعميم ،لأن طبيعة المخاطب في العمل الإبداعي تبقى بعيدة عن كل تخصيص ، فهو (كافي أنأ )و(كافك أنت ) و(كافها هي في حالة كسره ) و(كافه هو )! 
وأظن أن عازف الرباب لا يخص عازفا بعينه رغم توظيف هذا الضمير ، ولعل مربط الفرس يكمن في أبسط تركيب إلى أكثره تعقيدا، في أبسط جملة شعرية إلى أكثرها تعقيدا ، كما سنرى خلال هذه القراءة !
الألفاظ منفردة موات جرداء ،وإن دلت على معان معينة ،لكنها تكون عبارة عن دلالات قاموسية ، بعيدة عن كل بلاغة ، فهي خارج حسن التركيب، وجودة الصياغة تبقى في نهاية المطاف مجرد أصوات ،يختلف نزولها على سمع المتلقي ، ثقيلة أو خفيفة ! 
فالاعتداد يكون بنسيج النص لا بالألفاظ مفردة ،ك حبيبات الملح في الطعام ، وإن كانت هذه الأصوات جزءا لا يتجزء من جمال النص ، إلا أن العبرة بالنظم المسبوك المحبوك لا بالألفاظ مهما كانت فصاحتها ،لأنها تبقى باهتة الجمال سطحية المعنى،إلى أن تدخل حيز التركيب!
تقول الشاعرة :
عزفك الرباب أيقظ أغنيات البحر 
ارتعشت له أطياف الماء ! 
تكمن روعة الصورة ، في نجاح الشاعرة في إسناد ما لا يسند، إلى ما لا يجب الإسناد إليه ( أيقظ / أغنيات / البحر ) مع وقوع خرق جد طفيف لا يخل بالقواعد النحوية ،يتجلى هذا الخرق، في التقديم والتأخير ، إذ تجعل هذه العملية الجملة أكثر بلاغة وأكثر استحساناو تأثيرا في نفس المتلقي، وقبولا في ذوقه، كتقديم الفاعل عن الفعل والمفعول به والإشارة لهذا الفاعل بضمير الغائب مستترا في الفعل، (أيقظ ) فتتغير وظيفته من الفاعلية إلى الابتداء. وأصل الجملة هو ( أيقظ عزفك الرباب أغنيات البحر ) وهي هنا لا تثير الانتباه ،فيبدو تركيبها عاديا لا جمال فيه ، و هذا رغم ما يحتويه من استعارة لا يمكنه أن يخلق جملة بليغة يستساغ تركيبها وتستحسن صياغتها ٠ 
فنلاحظ تآزر هذه الألفاظ مسندة لبعضها البعض( أيقظ / أغنيات / البحر ) إذ تعضد اللفظة السابقة اللاحقة أو اللاحقة تعضد السابقة ،عملية تفاعل لفظي لخلق سياق لا يخلو من استعارة ، تساهم في تكوين صورة تختلف حسب اختلاف تأويل كل متلق ، وفق ذوقه وذائقته ،كما يختلف تأثيرها ، إندهاشا وغرابة من هذا إلى ذاك !
فهل للبحر أغنيات ؟وكيف لعزف الرباب أن يوقظ أغنيات البحر ؟
و كيف ترتعش لهذا العزف أطياف الماء؟
فتوظيف هذه الألفاظ في تراكيبها ، يكسر المتعارف عليه ، على مستوى المعنى السطحي ( أطياف/ الماء ) أو (أغنيات/ البحر) .. فروعة العزف تتغلغل في أعماق هذه الطبيعة الساكنة ، فتحرك هدير أمواج البحر،وما هذا الهدير في هذا التركيب إلا أغنيات نائمة سيوقظها (عزفك الرباب) من سباتها، عزف ترتعش له صفحة الماء ،انتشاء وطربا !
فجودة الصياغة تخلع عن الألفاظ لباس معانيها ودلالاتها المعجمية كما هي باهتة في بطون القواميس،وإن كان هذا العزف سيختلف تأويله لا محالة ، تبعا لتصورات كل متلق،إذ لا يدل على مايدل عليه، على مستوى معنى كل لفظة كما هي . بل يظهر أن توظيفها في سياق الجملة أو حتى في السياق العام، للنص كما سنرى ،يكسبها دلالات أبعد مما يمكن أن نتصوره، خصوصا وقت الاكتفاء بقشور الجمل بعيدا عن الاستمتاع بحلاوة الثمار،بعيدا عن الإبحار في أعماقها للظفر بمعانيها الثواني ودلالاتها البعيدة الاهداف والمقاصد، وتلجأ الشاعرة ،لربط (جملها / سطورها ) الشعرية ، إلى توظيف ضمير عائد ، يحدد العائد عليه وهو ضمير الغائب وهو متصل في مجمل الجمل ، ويعود على (عزفك )!
تقول الشاعرة : 
أدركته أساطير نمت على زوايا حلمي 
صهيل غارت من فوحه زغردات العطر ! 
وإن كان تجزيء القصيدة إلى سطورأو مقاطع يفقدها بريقها أثناء القراءة والتحليل،إذ يصيبها التفكك ، نظرا لكونها تشكل وحدة متكاملة متماسكة ، وعزل بعض الجمل عن بعضها ، يؤدي إلى إتلاف تلك الصورالجميلة ، التي تريد الشاعرة اقتسامها مع المتلقي لأنها كالحلقات متصلة عراها ، لا تنفصم !
لكني لم أجد بدا من ذلك ،لأن روعة التركيب تشدك للوقوف على كل سطر على حدة ،وإن كان جماله لا يكتمل إلا بجمال السطر، أو السطور التي تليه أو التي قبله!
فالشاعرة تعمد لتأليف هذه الصورة التي ستخبو وتضي في ذهن القارئ ، كلما أمعن النظر أكثر، واخترق حجب ما وراء الكلمات ،إذ تعمد إلى تشييء المدركات بالعقل, فما كان للحلم زوايا إلا على سبيل انزياح اللغة وخلخلة منطق الصورة العادية المبتذلة في ذهن القارئ، كما تقلب مواقع الكلمات في ذلك التركيب المنطقي ، فتجعل العزف مدركا (مدركا بفتح الراء لا ( مدركا بكسرها ) وبالتالي تحول الفاعل في الأصل مفعولا به والمفعول به فاعلا في طيات هذه الجملة ، فالأساطير مدركة ونامية وليست مدركة (بفتح الراء ) كما يقتضي ذلك الحال ! 
وتجعل الشاعرة ( عزفك الرباب ) في النص بؤرة ومرتكزا تنطلق منه كل مرتكزات القصيدة ، وعليه تدور كل الدوائر ٠ وهذا يكسبه جمال الصورة ، التي قد يتعذر استجلاؤها وكشف سرها ومستورها إلا من خلال البحث عن دلالات تلك الألفاظ الموظفة في جمل القصيدة ، لأن طلاوة هذه الألفاظ تكمن جودتها في جودة تركيبها ، وتظل ليست ذات دلالة في بطون المعاجم، إلي أن تخضع لحسن النظم ،فتفيد معان راقية تساهم في تأليف الصورة! ، وتغوص الشاعرة في عمق التركيب، من أجل خلق هذه الاستعارات الرائعة ، فهذا (العزف صهيل زهرة فواحة) ،وما هو بزهرة، تغار منه( زغردات العطر) وما للعطر زغردات ،فتستعير من هذا وتعيرلذاك ، فتكسب هذا (العزف/ الصهيل ) روعة وجمالا معنى و مبنى ! 
عزفك الرباب :
أغنيات اكتملت بخافق الربيع 
دهشة أبهرت حوريات الفجر !
روعة عزف لا تكتمل إلا بروعة تستمدها من جمال قلب يخفق جمالا (خافق الربيع ) الذي يخلق الدهشة التي تبهر حوريات الفجر ، فتسند الفاعل (دهشة / مبتدأ) إلى فعل من جنسه (أبهرت ) معنى ،وإن اختلفا في التأثير في نفس المتلقي (الدهشة / الإبهار ) ، وتغير مسار تفكير المتلقي ، عما سبق وترسخ في ذهنه ، إذ تعود ربط الحوريات بالبحر لا بالفجر ، لكنها تزيل تلك الصورة النمطية ، المبتذلة والكثيرة الاستعمال والتوظيف في اللغة المعيارية التواصلية ، لتؤجج حرقة التساؤل والسؤال في نفسه ، فتقلب في ذهنه كل المفاهيم و تخلخل ابتذال صورة ألفها ،من خلال توظيف (حوريات الفجر ) فهل للفجر حوريات ؟ وهل للربيع خافق ؟ تساؤلات تفتح الباب على مصراعيه أمام القارئ النبيه من أجل تأويل وتفكيك الشفرات والرموز التي تختبئ في ثنايا السطور الشعرية . كما يجعل توظيف هكذا ألفاظ في سياقات محكمة التركيب، النص مفتوحا على تعدد القراءات ، و اختلاف التصورات والرؤى من قارئ لآخر تبعا لمخزونه المعرفي أو خلفيته الثقافية و كذلك قدرته على رسم تلك الصورة التي تتوخاها الشاعرة من تراكيبها!
تقول الشاعرة : 
صدى ممتد ٠٠
أذكى الجنون 
أغرى فراشات النور 
عزفك أغنيات بعثرها القدر 
هوس ترقرق لؤلؤا على محيا الزهور ! 
ثم استفز غواية الشرود !
وتستمر الشاعرة ، في رحلتها لبناء نصها على جمال النظم وإحكام التركيب في كل سطور القصيدة بدون استثناء ، فتضع الفاظها في الموضع الذي لا يخل بجماليات اللغة ،والذي يقتضيه التركيب النحوي ، فما الكلام -خصوصا الشعري منه - إلا ما تقتضيه القاعدة النحوية دون إعاقة انزياح اللغة ،التي لا تخرق هذه القواعد النحوية ،من خلال التقديم والتأخير ، والتلاعب بمواضع الكلمات في جغرافية الإعراب ، إضافة إلى اختلاف المسندات إلى المسندات إليها، و تحافظ أحيانا أخرى على ألفاظها في موضعها الطبعي. فتوظيف [الخبر] الذي اتضح عبر القصيدة، والذي يقدرفيه المبتدأ، فهو لا يعدو أن يكون غير هذا [العزف ] الذي يمكن تأويله بالمبدأ او الفكرة الفلسفية،أو جمال هذا الكون المتناقض ،الذي يتجلى في هذا[ العزف]٠
هذا بطبيعة الحال إذا كان القارئ ، يعرف كيف يفك إغلاق الأصداف للظفر بما فيها من درر وجواهر دون تكسير القوقعة٠ فقد تعكس أنشودة حب كل ما في النفس البشرية من خير وشعور بالجمال والجلال، فهذا (العزف/ الصدى ) الممتد يجتاح مدى النفس الإنسانية بخيرها وشرها فيؤجج فيها جذوة جنون كل ما هو رائع ، ويجر إليه نفوسا تنجذب للجمال ،كفراشات النورالتي تنجذب لجمال اللهب دون إدراك مخاطره ٠ وما النور إلا جمال يستوجب التضحية والمغامرة٠
فهذا العزف سيصنع من الهوس لؤلؤا مترقرقا على محيا الزهور٠ ومهما عاكست الأمواج مسير السفينة ، فحتما ستتخذ مسارها الصحيح إن آجلا أو عاجلا ، كلما استيقظ في النفس الإحساس بروعة الجمال ،التي تستلزم استفزاز غواية التفكير في وجودنا ،وفي عالمنا الذي يحكمه التناقض!
تقول الشاعرة : 
وجع الصبر 
عزفك الرباب 
انهمرت له عيون الغيم 
وعشب نما 
رياحين شوق 
على الرواسي أينع ضياء 
غيب دياجي العمر 
وحتى تسير السفينة في مسارها وتتغلب على عناد الموج ، ثمة وجع وألم و تضحية ،مع حسن الإنصات ، لما يخالج منا الروح والقلب والجوارح ،لتفجير مواطن الإحساس بالجمال ، في هذه النفس التائهة في متاهات معترك الحياة .
توظف الشاعرة أفعالها ماضية ، لكنها دالة لا محالة على أيضا على المضارع والمستقبل، فعيون الغيم انهمرت وأبد الدهر ستظل تنهمهر ، كلما وخزها عزف الرباب ( وشعورها بالجمال ) وسينمو عشبا و رياحين شوق لا أشواكا ، ستجر أسلاكا في صدور من لا يحسنون الإنصات لأغنيات الجمال والجلال ٠٠ الذي سيحول دياجي العمر إلى ضياء يستضاء بها في ظلمات عتمة النفس ٠
عبر مختلف سطور النص ، نلاحظ أن الشاعرة تتعالى على التوظيف المباشرلألفاظ قد لا تفيد شيئا من المعاني ، و لا تلوح روعتها للعيان إلا بتركيبها في سياق الجملة،فستمد اللفظة مزيتها وفضيلتها ، مما بعدها او مما قبلها ، فتجمل بجمال اللفظة التي قبلها و يختفي قبحها بجمال ما بعدها ، فهذه العيون تسند للغيم ، وهذه الرياحين تسند لشوق يضيء لينير عتمات العمر، فروعة التركيب هو لا محالة متجل في صياغة جمل لها دلالات في الصورة التي ستخز وخز الابرة مخيلة القارئ ، وتدفعه ليساهم في خلق صورة تستمد فضيلتها ومزيتها في الكلمة الراقية ( الشعر ) وفق منظوره الخاص ٠٠٠ فالألفاظ لا تحظى بقيمتها ، ويحكم لها بالفضل والفضيلة إلا من خلال هذا التأليف المحبوك و المسبوك في ثنايا سطور القصيدة ، فما مزية (عيون دون إسنادها إلى الغيم ) وما فضيلة( رياحين دون إسنادها للشوق) وقس على ذلك في بقية كل السطور ، التي تحلق بالقارئ في عالم بعيد ليتخيل تلك الصور، التي سيسنتجها من خلال تفكيك هذه التراكيب المتخمة بالاستعارات والمجازات والرموز ، بعيدا عن كل البعد عن تلك اللغة المعيارية المبتذلة ، التواصلية ، فلغة الإنتاح الأدبي خصوصا الشعري منه، تستوجب القدرة على حسن انتقاء الألفاظ ، وموضعتها الموضع الذي تستحقه لخلق الغريب و المدهش في كل صياغة ، وإلا انتفت الشعرية عن النص فهو ليس في اعتقادي كما عرفه القدماء كلام موزون مقفى ،وإن لم يكن هناك مجال للمقارنة ،بل هو جمال النظم والتركيب ، وحسن الصياغة أثناء اختيار المسندات إلى المسندات إليها ، لخلق المتعة في نفس المتلقي تركيبا وصورة ، مبنى ومعنى ، وجمال المعنى لا محالة من جمال روعة هذا التركيب والصياغة ، ما عدا ذلك ،أظنه سيبقى كلاما عاديا وإن تحققت فيه بعض المقومات الفنية في الشعر! وترافقنا روعة النظم في رحلتنا عبر سطور القصيدة ، التي كنت مجبرا على تحليل بعضها إذ يبدو هناك نوع من التقصير ، وإن قلت في بداية هذه القراءة ، إن التحليل الذي يجزئ القصيدة كوحدة ، غالبا ما يسيء للنص ،لكن كان ذلك إجبارا ، لأن جمال كل سطر شعري يسلمك إلى سطر آخر أكثر جمالا ،وتركيبا واستعارة أروع مما سبقها ، فتشعر وكأنك العطشان في صحراء مقفرة يتبع السراب ليروي عطشه، حتى تستنفد كل أبيات القصيدة , فتصدمك نهاية أروع من البداية فتطلب المزيد ٠ واستمرارية القصيدة ، لا محالة من روعة ما ينحت نحتا وينقش نقشا لا يمحى ولا يزول من على جدار ذاكرة المتلقي !
هذه قراءة قارئ هاو ،مولوع بقراءة جميل الشعر ،قراءة لا تخضع لقيود تلك المناهج النقدية ،التي تحد من حرية وحركة القارئ، فيقرأ النص بذوق وذائقة غيره ،وأحيي في الشاعرة هذه القدرة على دغدغة ذهن المتلقي من خلال جودة الصياغة وحسن التركيب ، لإنتاج الصورة ، مع ترك مسافة بينه وبين النص للتأويل وتفكيك الشفرات والرموز ، وهذا حق محفوظ لكل قارئ،، بعيد عن السلبية والاستهلاك ، المجاني ، مولوع بالقراءة المبدعة ، وإعادة بناء النص وفق تصوراته الشخصية ، ووفق فلسفته الخاصة في الحياة !
----------------------------------------------------------------
النص المقروء للشاعرة :نبيلة حماني 
--------عزفك الرباب ---------------
عزفك الرباب أيقظ أغنيات البحر 
ارتعشت له أطياف الماء 
أدركته أساطير نمت على زوايا حلمي 
صهيل غارت من فوحه زغردات العطر ..
عزفك الرباب
أغنيات اكتملت بخافق الربيع 
دهشة أبهرت حوريات الفجر 
صدى ممتد ..
أذكى الجنون 
أغرى فراشات النور ..
عزفك أمنيات بعثرها القدر
هوس ترقرق لؤلؤا على محيا الزهور
ثم استفز غواية الشرود ..
وجع الصبر.. 
عزفك الرباب 
انهمرت له عيون الغيم 
وعشب نما
رياحين شوق 
بالنبض امتد ..
على الرواسي أينع ضياء
غيب دياجي العمر 
عزفك صهيل الأمنيات 
رذاذ غمر ذابل العروش ..
أنين أحيا أجنة الفرح بخافق الارض
بسمات كشفت كوامن جرحي
حروف أيقظت لظى السحر .. 
عزفك تقاسيم شدت النياط 
حملت الرؤى لمدارات الفلك 
ونواميس عشق تجبر.. 
فتنة تعاظم مداها
ثورة احتدمت بالنبض 
طالت الرياح العاتيات 
تدفقت طوفان حنين لا يبقي ولا يذر..
نبيلة حماني !

لاتدعني // للشاعر الاستاذ عبد الله المحمدي // تونس

لا تدعني
سألت عنها الرائح والغادي 
هل رأيتم أمي 
لقد ضاعت عني 
أو ضعت عنها 
لست أدري 
فأجابت وهي تجهش بالبكاء
إني هنا ياولدي 
اشتعل حنينا اليك
فقد جعلوا بيني وبينك حاجزا من قنوط
وفرقوا بيننا ليموت فينا القنوت
ليستبيحوا جوفي بلا حق ولا شريعة
فاعقد العزم وهيا إلي يحدوك الأمل 
وابحث عني حيث أنا 
فأنا في التربة 
في السهل في التل وفي الفضاء
أطلب ماء ودفئا وهواء
استعدني وانعم وانت في حضني 
بالنور بالوجود بالهناء 
لا تدعني بين أيد خائنة 
تبيعني بخسا للغرباء 
انت أولى بالبراعم اليانعة بالدرر 
قم وناضل بالجد بالكد 
دع عنك المخاوف والكسل 
قم وابن ذاتك لا تستكن 
لا تدعهم يقولون : 
ثكلى قتلنا وليدها 
لنحيا على ظهرها غصبا 
نستبيح ماءها وثراها 
قم وأطرد مع الخائنين كلابهم 
وأعدني للوجود كريمة 
ترفرف رايتي فوق الصروح وفوق التلال
عبدالله محمدي. تونس.

جنون // للشاعرة المبدعة // روضة البوسليمي // تونس

# جنون.. #
كفكرة ، 
بملامح فارس نبيل
فارس ،!
بدرع تهابه الرّماح
أرفرف بين جنبيك ...
أمتطي صهوة حبّي 
صهوة عصيّة 
على جند الرّيح
أنا ...؟! 
هيمانة أنا ،!!
حدّ الزلزلة الكبرى
أعشق اللّوز ...
و نكهات الشوكولا
أبايعك شقّا للرّوح
توأما للمدى ...
تعال ...
تعال ...
نلاحق قوافل الغيمات
و ركب أهل الهوى
و نهجر سفح الخراب
و حضيض القفر 
و نترك خنادق النّوى
تعال ...
تعال ...
نحتفي بموسم الجني
و نقيم خيمة محرابا
لترانيم طقوسنا
يا كبير الآلهة في كوكبي
لك صلواتي الخاشعة
فرضها ... و نوافلها
و لك يا تميمة العشق 
قلبي و قرابيني كلّها
---------------------------------------------* /وضة.......

قُم وصلِّ // للشاعر الاستاذ محمد النعماني // العراق

قُم وصلِّ
*********************** 
قمْ تيمم بتراب الفقراء
ايها اللص..... 
انت تأكل نار....حق الابرياء
قبلتك رمش الفقير 
تدّعي كفراً امير 
انت عند الله اصغر من حقير
شجرة آدم حق الابرياء
قمْ ....وصلًِّ
ثم اركع
تحت ظل ....رَث الرداء
انه صائماً طول العام يدمع
بثياب العطف يقنع
من قمامة 
كفركم في الليل يشبع
صهْ فدنيا الناس خيط 
لا يطول
ثم حول الفقراء
قمْ وطوف
فكما الحج 
ولا تحتاج للكعبه وصول 
***************** محمد النعماني / العراق

الجمعة، 26 يناير 2018

مدينة الأشباح // للشاعر الاستاذ : حميد شغيدل // العراق

مَدينةُ الأشباحِ
............حميد شغيدل الشمري ..العراق 
بَينَ المَمراتِ ألعَتيقة
لّمَ ألطريقُ في حذر ّ.رصيفة
متكئاً لنخلةٍ عريقه
عُرجونها من.ذهبٍ
تَدّثِر ألطريقُ والرصيفُ
والأبوابُ..والجدرانُ..والنوافذُ
نخلةٌ
مدّتْ جذورُ ألحُبِ في كل.ِ 
ألبيوتِ الآيله
لا ترتوي إلا بكأسٍ من وفاء
يصًبه ألشَبابُ في سَخاء
وتنتشي
تمشي بلِّا أقْدام 
تَحتضِنُ آلنًجومَ
..........
مَن علّمَ ألنَهرينِ أنْ يَسَيرا دونما عَناء
منَ الشَمالِ للجنوبِ
يَحمِلنَ في رقراقِهُنَ أقذرُ الذنوب.ْ
يَرمينَ بالبحر.ِ 
ذنوبنا ..ذنوب آباء لنا ..تسامروا ..تنا.....
ذنوب.ُ كل مَن يشرب.ُ منها في رياء
محلقين في ألسَماء
وغابةُ الأشواكِ تأكلُ ألسَنابُل
وَجدي ألعَجوز يَلتِهمُ ألصَعيد
بدَرده*
عَيناهُ زائغاتَ 
كأنهُنَ نائماتِ
بلا مُقلْ
في الغرفِ المظلمةِ ألحَزينة
لسانهُ مشروخُ نُصفينِ
بِلا إراده
ينتظرُ ألولادة
ولادةُ الأشباحُ في عتمةِ .الطريقِ
ليَستريحَ
عادةُ الأشباحُ يَرهَبون
ولكنْ
لايَسرقونْ
مدينةُ الأشباحِ أجمَلُ المُّدن.ِ 
لأنّها بلا سِياسي
مُنتَخب
*// الدرد من قلعت اسنانه وضعف

عابر سبيل // للشاعر الاستاذ : محمد فراشن // المغرب

عابر سبيل..
رفعت الستارة..
زج بي في سباق خطير..
فزت به عن جدارة..
جئت من عالم مجهول..
لا اعلم عنه شيئا..
بصريح العبارة..
انا هنا في اجازة..
على كوكب الارض..
بدون سابق اشارة..
صار وجودي اكيد..
اما ان اكون جميلا..
او ملوثا بالقذارة..
اوان الرحيل قد حان..
وطني قد اجده نعيما..
وقد القاه نارا..
وانا كفراشة حمقاء..
اغوتها اضواء الحضارة..
محمد فراشن..المغرب..

العروج // للشاعر الاستاذ : محمد الناصر شيخاوي // تونس

بقلم : محمد الناصر شيخاوي/تونس
---------------- العروج ----------------- 
في شبه فناء
أجلس كل مساء
بإحدى زوايا حديقة المنزل
أتأمل بعينين خَاوِتَيْنِ
فنجان قهوة قد خلا
من كل معنى ما عدا
دمعتين إثنتين :
وهمي و حلمي
أحدق مدهوشا
في سماء لا أستوعب بعدها
و لا أعي أبعادها
و بالكاد يغشاني لونها
فتشرد روحي من دمي
تجرني وراءها جرا و تسوقني حينا آخر
في مثل حلم النائم
سَفَرٌ سَافِرٌ و مُسَافِرٌ
بلا شكل و لا زمن
يحط رحاله بمبهم ….
بحر زاخر بلا ضفاف
وأشرعة خافقة / تخلصت لتوها
من سفن و مجداف
صور و رؤى كالموج دافقة
عالقة بأطراف قدر جارف
جاء يُبدي ما كان خافيا
ينزع عني خطواتي
و يفرغني من مني
يستنزف كل احتمالاتي
فلا يبقى من مني ِسوى
فقاقيع تطفو على سطح ذاتي
تفقأ ما مضى و آت
فأتوارى خجلا
أستدرج عللا
بدموع ساكبات
أسقط
و يسقط الرأس مني
إلى أسفل درج
من سلم الهروب
أرتجي شمس الغروب أن تغيب قبل المغيب ….

رثاء لزمن واقف // للشاعر د . المفرجي الحسيني // العراق

رِثـــــــــاء لــــــزمن واقــــــف
------------------
تُغرق في ظلمة الذاكرة
مثل انطفاء شمعة 
راقد في برية تحت شجرة معمرة 
ذهبتَ 
أخذت معك جميع الشموع 
أضاءتها والدتي في ليالٍ حالكة 
قالت : لياليك يا ولدي تمتد وتمتد للابد
ظلمة تزداد ظلاما
اظلّمت اكثر 
ايام تمضي 
موتك يؤلق
نحس به يتوهج 
درع البؤساء
تحمينا من طغاة الزمن 
متمسكون بك 
نخوض معاركنا مع شوك الزمن 
بدون درع 
ينام تحت بلاطة النسيان
تعوي فيها الغربة 
نحييك
تُلهمنا نرتقي نتجدد 
والدي من أوائل الخارجين على قانون الظلم والاستبداد 
لم يعرف كلمة لا في حياته
مات ملفوفا بعباءته 
طارده اشباه الرجال 
اتقّنُ الصمت
لا اعرف لغة الحوار
زمن اثقل اعناق الكرماء 
أنزف عبر غابة صمتي
ينبت فيها ثمار الغضب 
أفكر في الزمن الواقف وأهّم بالرحيل 
تداعى زمن الحاضر والمستقبل 
لَبستني احزان محنتي
تسربلتُ بمأساة الحياة بالكامل 
الاحساس بالفجيعة 
مشاعر الرثاء
حزنا عليه 
دموع محبوسة لم تجد طريقها لتنفجر 
*****
د.المفرجي الحسيني
رثاء لزمن واقف
العراق/بغداد
24/1/2018