أبوابُ الحكاية
عادل قاسم... من العراق
يَنبجسُ رهيفاً طافياً على بساطِ الظُلْمةِ يحلِّقُ في رَحمِ الوحشة، يتنفسُ الضياءَ مُنْتشياً بخيطٍ من عَلَق،ْ مُسافراً في طُرقاتٍ تتأرجحُ على ظُهورِ النيازكِ المُضيئة، يستفيقُ منْ قاع سباتهِ المكنونِ حيثُ الزغاريدُ التي تُشيعهُ لمساءٍ مُحَنَّطٍ جاف، يتأرجحُ في النجومِ التي،
وَهبَتهُ عُيوناً من بريقٍ، لم يكنْ غريباً، ولاتلكَ البالوناتِ التي تحدِّقُ في بياضِ بشرتهِ كَفَراشاتٍ تَعرتْ
على سريرهِ الرمادي، الذي تولتهُ الريحُ بنسائِمها وهي تُحَلقُ في جسدهِ النحيلِ على زفيرِ الغُبار ،
يَضيقُ كلما تَدفقَ عارياً بجلبابهِ الوثيرِ، تبتكرُ عيونهُ الطريقَ الذي تَمَرأََ شِراعاً في أقانيمِ البحر، زَورَقٌ ترتجف ُالحكاياتُ على صاريتهِ المتهالكةِ من الضَحِك، في هذا الزَبدِ الذي يشبهُ الخَديعةَ في طُرقاتهِ التي يصاحبُها هذيانهُ و زرقةُ العاصفةِ المتشبثة ِ بالقطيعِ، حيث يجري بلاهوادةٍ على رقعتهِ المَيتة ،كإسفنجةٍ طافيةٍ على سطحٍ من غرابةٍ أزهقَها اليُتْمُ والضجيح،
على حافتين تطفوان بقدميهِ الراعشتين وهو يتوثبُ للقفزِ بعيدأً حيثُ، كنت ُ أقفُ منتظراً مجيئي عندَ هذهِ الراية التي لاتختلفُ كثيراً، إلا بتعاظمِ النِباحِ في كُلِّ أقْصوصةٍ يَقْذفُها الزَبدُ، ولأَنَّ لامناصَ من مناصرةِ غيبوبتهِ ، كُنّا نَعِدُّ طاولةَ المُثولِ بينَ يديهِ الرسوبيتينِ وهويُداعِبُ جَدائِلَ العُبابِ الذي تَمطَّى مِن قاعِ حَيْرتهِ، وَجَفَّ كعُصفورٍ هزيلٍ مُتمسكاً بِسلْسِلةٍ منَ الوَهْمِِ الجميلِ الذي ،مَكَّنهُ أخيراً من تَرويضِ الريحِ، حين ابْتكرَ لها أَعِنَّةً من جيادٍ لاتجيدُ الصَهيل،فَتَلَبسَ الخَرسُ مُريديهِ المبهورينَ باَساطيرهِ ،توهموهُ عِندَ ذاكَ( ثيبسس)* لبَراعتهِ في إضفاءِ هالةٍ لا تبدو كَقِناعٍ زائف ،إذ لم تتعثرْ قوائمُ الحكايات، ولم يَخرجْ عن طورهِ ظِلُّهُ المشاكسُ المُنْحني حينَ تقمَّصَ بعضاً من سكناتِ المجانينِ، لكنهُ يتوقفُ كُلَّ حينٍ على تلةٍ ناهدة، ويفردُ جلبابهُ كجناحي طائرٍ خرافي، تاركاً لهم إرْثاً من كسَراتِ دَمعةٍ طريةٍ من ثَرائهِ الحافلِ بالسرابِ وهم يلهثونَ خَلْفَ ظلهِ الذي صارَ جَرَّة تَصُبُّ من أباريقِها غيوماً تنقشعُ عن وجوهٍ يعرفونها ،غيرَ أنَّها كانتْ تشاكسهُم كُلَّ حينٍ باْستبدالِ الأقنعة ،حتى أعياهمُ المكوثُ تحتَ هذهِ السماءِ التي تَدلَّتْ من نِجومِها الماكرة أشعة ًتشبه ُإلى حدِّ مُريبٍ وجهَ (ناكازاكي)**
وحين حاولوا الفرار ،لم يجِدوا غير بابٍ وحيدٍ يُفْضي
إلى عاصفةٍ صاهلة ،حيثُ تلاشى كُلُّ شيء ،واْنسَلتْ من رؤوسهِم أقاصيصه ،لكنَّهُ اخْتفى على حينِ غَفْلةٍ منهم ولم يرهْ أحد ،قِيلَ إنهُ أصبحَ مارداً وركبَ جذوعَ نخلاتهِ الفضائية وحلّقَ ببراعةٍ حيثُ تَسكنُ الشمس واحترق، لكنّ ما اثارَ حيرتَهم أنَّ حكيمَ المدينةِ
وَمُعَبِّري المعابد ،كذَّبوا حكايته ،وحينَ تَجرأَّ صغيرُهم
بإعلانِ ندمهِ على اتباعِ غَلْوائِهم ،صلبوهُ ومذْ ذاكَ لم يزل،ْ مُعلقاً على أبوابِ الحكاية، يشكو ظلامتهُ
للماكثينَ بجوارهِ في غبارهِ المُنيف،
*-أول ممثل في التاريخ
**مدينة يابانية تعرضتْ لللقصف الذَرِّي في الحرب العالمية الثانية من قبل أمريكا
عادل قاسم... من العراق
يَنبجسُ رهيفاً طافياً على بساطِ الظُلْمةِ يحلِّقُ في رَحمِ الوحشة، يتنفسُ الضياءَ مُنْتشياً بخيطٍ من عَلَق،ْ مُسافراً في طُرقاتٍ تتأرجحُ على ظُهورِ النيازكِ المُضيئة، يستفيقُ منْ قاع سباتهِ المكنونِ حيثُ الزغاريدُ التي تُشيعهُ لمساءٍ مُحَنَّطٍ جاف، يتأرجحُ في النجومِ التي،
وَهبَتهُ عُيوناً من بريقٍ، لم يكنْ غريباً، ولاتلكَ البالوناتِ التي تحدِّقُ في بياضِ بشرتهِ كَفَراشاتٍ تَعرتْ
على سريرهِ الرمادي، الذي تولتهُ الريحُ بنسائِمها وهي تُحَلقُ في جسدهِ النحيلِ على زفيرِ الغُبار ،
يَضيقُ كلما تَدفقَ عارياً بجلبابهِ الوثيرِ، تبتكرُ عيونهُ الطريقَ الذي تَمَرأََ شِراعاً في أقانيمِ البحر، زَورَقٌ ترتجف ُالحكاياتُ على صاريتهِ المتهالكةِ من الضَحِك، في هذا الزَبدِ الذي يشبهُ الخَديعةَ في طُرقاتهِ التي يصاحبُها هذيانهُ و زرقةُ العاصفةِ المتشبثة ِ بالقطيعِ، حيث يجري بلاهوادةٍ على رقعتهِ المَيتة ،كإسفنجةٍ طافيةٍ على سطحٍ من غرابةٍ أزهقَها اليُتْمُ والضجيح،
على حافتين تطفوان بقدميهِ الراعشتين وهو يتوثبُ للقفزِ بعيدأً حيثُ، كنت ُ أقفُ منتظراً مجيئي عندَ هذهِ الراية التي لاتختلفُ كثيراً، إلا بتعاظمِ النِباحِ في كُلِّ أقْصوصةٍ يَقْذفُها الزَبدُ، ولأَنَّ لامناصَ من مناصرةِ غيبوبتهِ ، كُنّا نَعِدُّ طاولةَ المُثولِ بينَ يديهِ الرسوبيتينِ وهويُداعِبُ جَدائِلَ العُبابِ الذي تَمطَّى مِن قاعِ حَيْرتهِ، وَجَفَّ كعُصفورٍ هزيلٍ مُتمسكاً بِسلْسِلةٍ منَ الوَهْمِِ الجميلِ الذي ،مَكَّنهُ أخيراً من تَرويضِ الريحِ، حين ابْتكرَ لها أَعِنَّةً من جيادٍ لاتجيدُ الصَهيل،فَتَلَبسَ الخَرسُ مُريديهِ المبهورينَ باَساطيرهِ ،توهموهُ عِندَ ذاكَ( ثيبسس)* لبَراعتهِ في إضفاءِ هالةٍ لا تبدو كَقِناعٍ زائف ،إذ لم تتعثرْ قوائمُ الحكايات، ولم يَخرجْ عن طورهِ ظِلُّهُ المشاكسُ المُنْحني حينَ تقمَّصَ بعضاً من سكناتِ المجانينِ، لكنهُ يتوقفُ كُلَّ حينٍ على تلةٍ ناهدة، ويفردُ جلبابهُ كجناحي طائرٍ خرافي، تاركاً لهم إرْثاً من كسَراتِ دَمعةٍ طريةٍ من ثَرائهِ الحافلِ بالسرابِ وهم يلهثونَ خَلْفَ ظلهِ الذي صارَ جَرَّة تَصُبُّ من أباريقِها غيوماً تنقشعُ عن وجوهٍ يعرفونها ،غيرَ أنَّها كانتْ تشاكسهُم كُلَّ حينٍ باْستبدالِ الأقنعة ،حتى أعياهمُ المكوثُ تحتَ هذهِ السماءِ التي تَدلَّتْ من نِجومِها الماكرة أشعة ًتشبه ُإلى حدِّ مُريبٍ وجهَ (ناكازاكي)**
وحين حاولوا الفرار ،لم يجِدوا غير بابٍ وحيدٍ يُفْضي
إلى عاصفةٍ صاهلة ،حيثُ تلاشى كُلُّ شيء ،واْنسَلتْ من رؤوسهِم أقاصيصه ،لكنَّهُ اخْتفى على حينِ غَفْلةٍ منهم ولم يرهْ أحد ،قِيلَ إنهُ أصبحَ مارداً وركبَ جذوعَ نخلاتهِ الفضائية وحلّقَ ببراعةٍ حيثُ تَسكنُ الشمس واحترق، لكنّ ما اثارَ حيرتَهم أنَّ حكيمَ المدينةِ
وَمُعَبِّري المعابد ،كذَّبوا حكايته ،وحينَ تَجرأَّ صغيرُهم
بإعلانِ ندمهِ على اتباعِ غَلْوائِهم ،صلبوهُ ومذْ ذاكَ لم يزل،ْ مُعلقاً على أبوابِ الحكاية، يشكو ظلامتهُ
للماكثينَ بجوارهِ في غبارهِ المُنيف،
*-أول ممثل في التاريخ
**مدينة يابانية تعرضتْ لللقصف الذَرِّي في الحرب العالمية الثانية من قبل أمريكا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق