الأربعاء، 7 فبراير 2018

هديل في التحليق // للشاعر الاستاذ : عبد الزهرة خالد // العراق

هديل في التحليق 
———————
المعذرة سيدي أيها المسجى على حافة الرصيف هذا الهديل لم ينشروها في الصحف اليومية٠٠
لم أقصد تأخير الكتابة عنك ألا أني كنتُ سبّاقاً بقراءة مشاهد الكتّاب وهم يكتبون الرثاء على صدر المنصات٠٠وأردت قبل التأبين أشم رائحة الدم النقي وأحداقي ترى الحقيقة تلك الدماء تبدو مخالباً تجوب الفضاء وتشجب الصيد بالفضاء العكر ٠٠ أنا الآن على يقين بأنك الظافر وأشلاؤك المنتصرة ودمك يفور كالبركان في غياهب الزمان سيثور ويبتر البنادق والخراطيش طال الوقت أم قصر لأن الأرض معك أينما تكون.
في طريقي الى صلاة الفجر على سجادة الحياة ، تحت قبة الدعاء أستوقفني التكبير مرات ، أثقلت خطواتي وتلعثمت الكلمات عرفتُ نفسي وصلت الى بحرٍ ليس له شاطئ متلاطم الأمواج وسفن تجارة الحقائق بلا ربان تعددت فيها المذاهب والحرير شحيح لا يباع ولا يحاك فوق الأبدان ، عدت مسرعاً الى حارتي لأسمع آخر الأخبار ، أنزل مع العصافير ألتقط بّر التقاة ومملكة أوردت النبأ العاجل عن تفجير المجال الجوي فيها مسطر ثلاثي الأبعاد لطيورٍ وباعة وأطفال وشواهد الجدران تنزع من صدورها بعض الأضلاع والمناقير الحمر لم تكن لها دروع النجاة وأعاين عن جنبٍ شظية ببرقع الدماء وفلامنكو هزيل لا يفتح ريقه كأنه في رمضان صائم يفرحُ بنحرهِ يتوسد بضاعته خشية سحق عجلة وتضيع البصمات يذوب صلد الروح بماعون الإصرار ألا تبايع الحكام في صناديق باتت من بقايا توابيت جاءت للتو من قطب السلام وإن الأصبع البنفسجي يبلغ حده على ورقة الاقتراع هكذا ينزع الرقبة من الجثة ويبقى النحيب السائد قبل أن تشتريه أعمدة الصحف ومقالات الأنباء٠٠
هي جملة تفصل الموت والحياة بعزة ، بقرار ، بات يؤرق ملك الموت له ثمن أو لا ثمن هذا المجيء عبر قنوات مجففة من الأمواج ، قد لا يتحمل الوطن الهجرة العكسية ، والمطر ، الغبار وزوابع الغيمة العابرة للمحيطات…
قال دعني أنفض عن ريشك الصقيع والغبار السفر الجائر أصرّ عند العودة سيكون الأختيار وعلى بعد أمتار هناك حبة قمحٍ أو قصبةِ نحيفةٍ غادرت المكان تشابكت الأحداث فيما بينها كأنها تعارفت قبل زمان لأنه واحد لا يستحق العنوان هو الهور أو واحة الأجداد… 
مشهد يساعد أن يصور كل شيء عدا دمعة الرحيل سقطت سهواً عنه قبل الوداع ، كان في باله أن يربح في بيعه ويعود بكيس ( الخريط )* ، بقى الخريط عائقاً يعرقل سير العربات النقل اليدوية الى قوس الموت الذي يسير به المحتفلون وضح الصباح ، ربما سيدل على آخر منظر الستار كي لا نسمع امرأة تصرخ ، تنادي على ذلك المسجى أراد أن ينظف المكان قبل أن يحاسبه المراقب حيث كان يتناول فطوره على عجل وهي كسرة خبز مكسورة الخاطر منزوعة الأطراف مغمسة بهواء ندي … المكان لوحة فائق حسن تحمل صور الأمة كيف تحيا وكيف تموت تعايش الطيور بأمان …
————
عبد الزهرة خالد // البصرة
٦-٢-٢٠١٨
*حلاوة مصنوعة من البردي في الأهوار ذات لون أصفر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق