الخميس، 22 فبراير 2018

ذاتَ البين // للشاعر الاستاذ : عبد الزهرة خالد // العراق

ذات البين
————
تنوي النوافذُ أن تصرخَ بوجهِ الغيابِ
وأنتَ تطرقُ أبوابَ الزمانِ
لا تسمعُ منْ يردّ 
ولا ينزلُ أحدٌ من سلّمِ الصمتِ ،
ترى الحيطانَ واقفةً
لا حولَ لها ولا قوةَ ، يلعب بها الشعورُ والاحساس ،
عندَ مواويل الدفءِ
ترعى أناملُ الرعايةِ
فضاءَ الخيالِ الذي يمشطُ ضفائرَ الهيامِ ،
الخواطرُ تهددُ حلكةَ الليلِ 
بكسرِ الودائعِ والأقفال ،
هي الأقدامُ تجبرني
إلى السعي بين الطيفِ والحنان
ويجبرني النبضُ على بوحِ السرِّ
أنهُ مغصٌ أصابَ المكابرةَ والدلال ،
يفكُ الصبّارُ طلاسمَ الرجوعِ
ببسملةِ التنازلِ 
ويصدحُ الوردُ بدل الشوكِ كلمةَ الترحاب…
تكتحلُ الجفونُ بحلمٍ صاغتهُ أقلامي
على هذه القصيدةِ ،
صفيرُ الرّيح يبدو كرنينِ الجرسِ بوجهِ الضباب ،
طرقةٌ خفيفةٌ تخشى الوجودَ من همسِ الرجاءِ ٠
تصالحنا… أو… نتصالح
عند أعتابِ الليلِ
هو فعلٌ أختياري
يجبرُ النجمَ أن يكتمَ ضحكته
عندما يطالعُ ملامحَ الخافقِ والأضلاع ، 
تمتمتُ الغيمةُ بالزخاتِ 
لتصدَ منّا وشوشةَ الصدودِ ،
تكلّمَ المطرُ عنّا 
ذاتَ ليلةٍ باردةٍ
لأننا شواذٌ عن ملةِ الفيضِ
لا يسبقنا نهرٌ
ولا يسبقنا الموج
نحو الضفاف…
تصالحنا
ونطرقُ بابَ عودتنا بالثلاث ،
لا أبٌ يسألُ عن التأخيرِ
ولا أمٌ تشتلُ الدمعاتِ
فوق سنادين الانتظار
هكذا دارتِ بنا أراجيحُ الكبرياءِ
صارَ الظلُّ حبلاً
يربطُ شغافَ القلوبِ
الشجرُ يتخلى عن أغصانِه
كي يسجدُ للأقدامِ 
التي ترتقي الجذوع الملساء…
تصارحنا بأنّنا نختلفُ
في كلّ الأشياءِ
إلا واحدة نتفقُ عليها دائماً
على منصةِ الاعترافِ 
أمام كهنةِ الذنوبِ
هي اللوعةُ المكنونةُ في صناديقِ الشمسِ ،
أنا الفاشلُ في جمعِ رقائقِ حنيني 
في سلالِ الشوقِ
وهو الضعيفُ لا يحتملُ العناء ، 
تسيلُ من تحت السريرِ الهمومُ
مخدرةً بأقراصِ النوم
يبقى هو يجمع نقاطَ الفرقةِ
كورقةٍ ضاغطةٍ 
على أدعيةِ النجاةِ التي تلملمُ شملَ البطاقات ، 
عند غبشِ الندى 
تندحرُ الصعابُ ويذوب الصقيعُ الثابتُ في كهوفِ السباتِ 
يندفعُ الماضي بشراعِ ذكرياته
يصلح ذاتَ البين
لأني البادئُ ، وهو يمدّ الذراعَ
يوم كنا أول عودٍ قبل وبعد الاشتعال
سيكون بيننا الدمعُ مشتركاً يشتمُ الدخان …
ويظلُّ يشتمُ الدخان…
——————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٢١-٢-٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق