الأربعاء، 21 فبراير 2018

سيدي الوالد // للشاعر د المفرجي الحسيني // العراق

ســــــــــيدي الوالــــــــد
--------------------------
زرعوا النخل أكلنا بعد سنين
مدّت جذوره في الأرض استعصت على ريح التتار 
أعرف أني نخلة زرعت الأرض ناسها النجباء
اسمي علم نجمة
تشعل أطراف فتيل تصف عتم تغني تضيء انتظار
ريح همجية طالعة شمس جانحة للغروب
متُّ ألفاً ومليوناً من المرات
مرتقباً اغني صبراً لتفضح كذبة السلطان
نامت الأزهار العشبية يمام مجروحاً 
بيض بارود حزن زؤام
فقراء على أرصفة سوق يتضورون جوعاً 
سبع سنبلات يابسات وسبع سنين عجاف ونيّف
سوق طريقاً للبغايا جنود غرباء
بعضهم يمر دون بزة حربٍ خوذةٍ أو نعال
يخفي السلاح تحت إبطه خوفاً ورعباً
متُّ في الوحشة شيعتّني وردة الرمل ورمضاء البيداء
وباء تفشى في القرية أقصى البلاد
ذِبتُ على سعف النخيل محتضرا
نجمة الصبح حزنت لموتي
متُّ صامتا لصمت الجياع من رذاذ الصمت
أبني برقاً ورعداً كأدمع الصمت يموت
رفضتُ عبر تاريخي العنيد كل أنواع الولاء
تذكرت أبي العنيد حيث لم يَقْوى على كسر الحديد
جرّوه صباحاً على الأرض أمام الجميع
قطرات دمك صبغت حائطاً وشارعاً
سُجّل صبحك في التاريخ صبح الأصباح
نابض يافع من بين كل الزحام
سيدي والدي
آمر الجند يشق الطريق أمامك ويأمر الناس
لا تبكي لا تجوع في زمن الخوف الهلوع
: متى أرى مثلك ههنا
متى أرى فرحة على النخيل في الثمار
أراك في أزقة الأنين والآلام توزع ضياءً ونوراً
هِباتً على الناس تحت وطأة التهجير
: فوارس اليوم سيوفها خشب كلماتها هياكل لعب
منابر تراها خطيبها يؤم الناس بالدجل
يسكب خواءً ينبض فؤاده دون وجل رياءً
*****
د.المفرجي الحسيني
سيدي الوالد
العراق/بغداد
20/2/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق