بعيداً عن المربد
أقلامُ البارود
( الموتى يَطلبونَ صمتَهم الذي سَرقَهُ الأحياءُ منهم )
كرِهَ كتفيْهِ أطلس
في يومٍ نَحْس
ألقى ما حَمل . . .
أكانَ يعلمُ أنّ طيْشاً
يُفتتُها جذاذَ خَزفٍ لا يلتئم ؟
تناثرتْ
أغلقَها لصوصٌ بشمعٍ
قُطِّرَ من جلدِ خليفةِ اللهِ على أرضِه
كأنَّها لغيرِهم ما خُلِقت . . .
. . . . .
تَقَفّوا خُطواتٍ
تركَها سامريٌّ
جمعَ ما جمعَ من غباء
عجْلاً بخوارٍ
هزَّ جماجمَ اتخذتْها العنكبوتُ بيوتاً . . .
تنويمةَ تيْهٍ لحظٍّ مقلوب
فكانَ الذهابُ إلى الجحيم . . .
خارَ العجلُ مُبتسماً
سيرثُهُ بعدَ قرونٍ قرون !
. . . . .
أجهَضوا أرضاً
اهتزَّ مهدُها بمصابيحَ لم تُطفأ
سجَدتْ على ثَراها الثُّريا . . .
ويحَاً لما في جوفِها المتورّم
أراقوهُ خمْراً
لغانياتِ ليلٍ ثملٍ برائحةِ شرقٍ مسحورٍ ببخورِ الوعّاظ . . .
ترقصُ شفوفُهُ على أجسادٍ لدِنة
لونُها العاجي
يُحركُ مياهاً راكدةً في أعماقِ بئرٍ
هجرتْهُ على زمنٍ دِلاء . . .
أصَوابٌ ما قالَهُ معتوهٌ ؟
إنَّ مفتاحَ كُلِّ الأبوابِ غانيةٌ وكأس . . .
وقالتْ على صدقٍ حذامِ
المستترُ كانَ ثالثاً !
فلْيحملْ جُحا حمارَهُ مُحتسِباً . . .
. . . . .
إيماءةٌ
ردّها الشّيطانُ عن نفسِه
ادخلتِ القمرَ خيمةَ محاقِهِ حبيساً لآن
نفَقَاً
شرِبَ آخرَ قطرةٍ من نور . . .
ما بزغَ لشهرزادَ فجرٌ بَعْد
جُذّتْ جدائلُها
ذوتْ منها قُطوفٌ دانية
ليس رمادُ الشِّعْرِ كِحلاً لجفون . . .
أتتَذهّبُ على جيدِها قلادةٌ من فحم ؟
لا مِلاحَ . . .
لا مُباحَ . . .
انتهتْ أوتارُ زريابَ إلى حبلِ غسيل . . .
أغلفةُ الموْت
تشيّعُها دروبٌ خلَتْ من أحذيةِ جلْدٍ سلطانيّ . . .
الموتُ هنا فقيرٌ كذلك !
. . . . .
طفحَ (الأبيضُ) بسوادٍ
غطّى قرنَ الشّمس . . .
ضاقَ صدرُها المقابر
اختنقَ الرّملُ بنشيجِ الموتى . . .
هم
لا يشربون الدّمعَ السّاخن
لا يأكلون ما تفنَنَ بهِ الطُّهاة . . .
يُحزنُهم
أنَّ صوتَهم لا يُسمع . . .
أسماءَهم
تسلّقتْها قرودٌ
ما خجلتْ من عوْرة . . .
حراباً
ما فتئتْ تبقُرُ بطونَهم . . .
إنَّهم
لا يشربون القهوةَ صباحاً خلفَ كَراسٍ مُتحركة
تهَبُ لنؤماتِ الضّحى معروشاتٍ مُعلّقة . . .
. . . . .
لم يزلْ برومثيوس يحفرُ كبدَهُ نسرٌ جائع . . .
لا تقلقي أيَّتُها الطّيورُ الجارحة
النّجومُ
لا تأكلُ لحماً بشريّاً
خبزتْهُ الحربُ في تنّورِها شَبِعَاً
لا يجوع . . .
هو لكِ من سماسرةِ اللّونِ الأحمر !
دعيها
خُوَذَاً مثقوبةً تَجمَع . . .
أحذيةً
كانتْ وسائدَ خاليةً من أحلامِ العِشق . . .
وصايا
تجمّدتْ على شِفاهِ سَبَخٍ
فقدَ لونَه . . .
آخرَ نظرةٍ ملتصقةٍ على زهرةٍ بريّة
أُغلقتْ بعدَها النّوافذ . . .
فهلْ أدركَ الطّيرُ أنَّ هذهِ الارضَ (تجوعُ ولا تأكلُ بثدييْها) !
. . . . .
لم تكنْ هناكَ عصا
تفلقُ بحراً . . .
طيرُ أبابيلَ
تحرسُ بيتاً . . .
لا نارَ في أحشائِها بردٌ دافئ . . .
إنَّهُ هذا المُتجرّد
إلآ من قامةٍ عصيّةٍ على الإنحناء . . .
لا ينامُ على وسادةِ غيرِه . . .
نَعَمْ ولا
لا تجرّانَهُ إلى ما لا يُريد . . .
يعصرُ ألمَهُ سُكّراً لمرارةِ فنجانِه
لا بلعقةٍ من دسمِ موائدَ
تشابهتْ فيها الأضداد . . .
يفتلُ غضبَهُ حبلاً
يُبندلُ مَنْ برا سكّينَهُ في خاصرتِه . . .
لا تخونُهُ قبلةُ الصّديقِ لأخوتِه . . .
عينُ الشّمس
لا تراهُ إلآ هكذا !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
شباط / ٢٠١٨
أقلامُ البارود
( الموتى يَطلبونَ صمتَهم الذي سَرقَهُ الأحياءُ منهم )
كرِهَ كتفيْهِ أطلس
في يومٍ نَحْس
ألقى ما حَمل . . .
أكانَ يعلمُ أنّ طيْشاً
يُفتتُها جذاذَ خَزفٍ لا يلتئم ؟
تناثرتْ
أغلقَها لصوصٌ بشمعٍ
قُطِّرَ من جلدِ خليفةِ اللهِ على أرضِه
كأنَّها لغيرِهم ما خُلِقت . . .
. . . . .
تَقَفّوا خُطواتٍ
تركَها سامريٌّ
جمعَ ما جمعَ من غباء
عجْلاً بخوارٍ
هزَّ جماجمَ اتخذتْها العنكبوتُ بيوتاً . . .
تنويمةَ تيْهٍ لحظٍّ مقلوب
فكانَ الذهابُ إلى الجحيم . . .
خارَ العجلُ مُبتسماً
سيرثُهُ بعدَ قرونٍ قرون !
. . . . .
أجهَضوا أرضاً
اهتزَّ مهدُها بمصابيحَ لم تُطفأ
سجَدتْ على ثَراها الثُّريا . . .
ويحَاً لما في جوفِها المتورّم
أراقوهُ خمْراً
لغانياتِ ليلٍ ثملٍ برائحةِ شرقٍ مسحورٍ ببخورِ الوعّاظ . . .
ترقصُ شفوفُهُ على أجسادٍ لدِنة
لونُها العاجي
يُحركُ مياهاً راكدةً في أعماقِ بئرٍ
هجرتْهُ على زمنٍ دِلاء . . .
أصَوابٌ ما قالَهُ معتوهٌ ؟
إنَّ مفتاحَ كُلِّ الأبوابِ غانيةٌ وكأس . . .
وقالتْ على صدقٍ حذامِ
المستترُ كانَ ثالثاً !
فلْيحملْ جُحا حمارَهُ مُحتسِباً . . .
. . . . .
إيماءةٌ
ردّها الشّيطانُ عن نفسِه
ادخلتِ القمرَ خيمةَ محاقِهِ حبيساً لآن
نفَقَاً
شرِبَ آخرَ قطرةٍ من نور . . .
ما بزغَ لشهرزادَ فجرٌ بَعْد
جُذّتْ جدائلُها
ذوتْ منها قُطوفٌ دانية
ليس رمادُ الشِّعْرِ كِحلاً لجفون . . .
أتتَذهّبُ على جيدِها قلادةٌ من فحم ؟
لا مِلاحَ . . .
لا مُباحَ . . .
انتهتْ أوتارُ زريابَ إلى حبلِ غسيل . . .
أغلفةُ الموْت
تشيّعُها دروبٌ خلَتْ من أحذيةِ جلْدٍ سلطانيّ . . .
الموتُ هنا فقيرٌ كذلك !
. . . . .
طفحَ (الأبيضُ) بسوادٍ
غطّى قرنَ الشّمس . . .
ضاقَ صدرُها المقابر
اختنقَ الرّملُ بنشيجِ الموتى . . .
هم
لا يشربون الدّمعَ السّاخن
لا يأكلون ما تفنَنَ بهِ الطُّهاة . . .
يُحزنُهم
أنَّ صوتَهم لا يُسمع . . .
أسماءَهم
تسلّقتْها قرودٌ
ما خجلتْ من عوْرة . . .
حراباً
ما فتئتْ تبقُرُ بطونَهم . . .
إنَّهم
لا يشربون القهوةَ صباحاً خلفَ كَراسٍ مُتحركة
تهَبُ لنؤماتِ الضّحى معروشاتٍ مُعلّقة . . .
. . . . .
لم يزلْ برومثيوس يحفرُ كبدَهُ نسرٌ جائع . . .
لا تقلقي أيَّتُها الطّيورُ الجارحة
النّجومُ
لا تأكلُ لحماً بشريّاً
خبزتْهُ الحربُ في تنّورِها شَبِعَاً
لا يجوع . . .
هو لكِ من سماسرةِ اللّونِ الأحمر !
دعيها
خُوَذَاً مثقوبةً تَجمَع . . .
أحذيةً
كانتْ وسائدَ خاليةً من أحلامِ العِشق . . .
وصايا
تجمّدتْ على شِفاهِ سَبَخٍ
فقدَ لونَه . . .
آخرَ نظرةٍ ملتصقةٍ على زهرةٍ بريّة
أُغلقتْ بعدَها النّوافذ . . .
فهلْ أدركَ الطّيرُ أنَّ هذهِ الارضَ (تجوعُ ولا تأكلُ بثدييْها) !
. . . . .
لم تكنْ هناكَ عصا
تفلقُ بحراً . . .
طيرُ أبابيلَ
تحرسُ بيتاً . . .
لا نارَ في أحشائِها بردٌ دافئ . . .
إنَّهُ هذا المُتجرّد
إلآ من قامةٍ عصيّةٍ على الإنحناء . . .
لا ينامُ على وسادةِ غيرِه . . .
نَعَمْ ولا
لا تجرّانَهُ إلى ما لا يُريد . . .
يعصرُ ألمَهُ سُكّراً لمرارةِ فنجانِه
لا بلعقةٍ من دسمِ موائدَ
تشابهتْ فيها الأضداد . . .
يفتلُ غضبَهُ حبلاً
يُبندلُ مَنْ برا سكّينَهُ في خاصرتِه . . .
لا تخونُهُ قبلةُ الصّديقِ لأخوتِه . . .
عينُ الشّمس
لا تراهُ إلآ هكذا !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
شباط / ٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق