السبت، 27 فبراير 2016

برزخيات - الجزء (2) بقلم فراس المصطفى / سوريا

برزخيات ـ الجزء (٢)
/ فراس المصطفى / 
............................
أنزلتْني الريح عند سفحٍ لرابية موشحة بالحشائش الخضراء وأزهار الأقحوان ، بقيتُ وحيداً هناك مائة عام واذدادت تسعاً ، منعطفات روحية انتابتني بسرعة وميض لشهاب خجول احترق ، وعاد جدي يتأمل في ذوائبي التي لم تعد بيضاء بل تحولت بلون شحوب الرماديات ، لطالما كان يمسدها عندما كنت في عالم الطفولة الوردية في بحر الدنيا المؤقت ، وغفوتُ على رابية العطش من احتراقات الشوق للقياهم لهؤلاء الذين آمنوا وصالح المؤمنين ، أخذتْني قشعريرة البرود أو هي رعشة ذبول بعد فقدان قطعة القماش البيضاء مع طيور السنونو ، أنا بلا إزار ولا قميص ، لكنني في مكنوناتي مستور ، مُلقَّن بتلقينات السّتر من الموجِد لا من بضع أشبار من كفن موتى ، أجدتُ الفهم وتوضّح لي بأن الموتى هم أولئك المتوهمون بأنهم أحياء في الدنيا ، وما الدنيا إلا لعابر تحويل ، والحياة الأبدية قادمة . 
هناك حيث البسمة أزهار أقحوانية والكلمات فراشات ملكوتية ، وأشرعة الحُبّ طاهرة الوجود .
هناك حيث لا جحود ولا ترّهات مصطنعة ومقولبة بشعارات السموّ والرفعة والمنزلة ، ولا لسحابة برق لا تمطر ، ولا لليلٍ شُرُفاتهُ بلا قمر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق