الاثنين، 29 فبراير 2016

ساعة خلف جدران الخوف / بقلم مهدي سهم الربيعي / العراق

ساعةٌ خلفَ جُدرانِ الخَوف ..
===================
الخَامِسَةُ فَجْرًا.. عَيْنَانِ مَشْدُودَتَانِ إِلَى العَقَارِبِ المُتَحَرِّكَةِ بِبُطْءٍ...
الهُدُوءُ يَغْلِفُ المَكَانَ بِصَمْتٍ مُرْعِبٍ.. لَيْسَ هُنَاكَ مِنْ صَوْتٍ،، غَيْرُ ضَرَبَاتِ القَلْبِ...
تَنْتَظِمُ مَعَ وَقْعِ الزَّمَنِ...
فِي الغُرْفَةِ الدَّاكِنَةِ،، تَحَرَّكَتْ نَسَمَاتٌ شَتَوِيَّةٌ،، خَمَّدَتْ كُلَّ حَرَكَةٍ أُخْرَى...
جَسَدٌ قَابِعُ بَيِّنٌ رُكْنَيْنِ،، يَتَدَثَّرُ بِحَذَرٍ وَاِشْمِئْزَازٍ.. يُشَكِّلُ مَادَّةً أُخْرَى...
إِلَى جَانِبِ الاثاث المُسَجَّى بِعَبَثٍ... عَلَى مَقْرَبَةٍ مِنْهُ آلَةُ هَاتِفٍ مَسْكُونَةٍ بِالصَّمْتِ،، هِيَ
وَحَدَّهَا تَحْمِلُ كَلِمَةُ السِّرِّ. لِفَكِّ لُغْزِ الأُحْجِيَّةِ المُسْتَعْصِيَةِ مُنْذُ زَمَنٍ...
رَنِينٌ يُمْلَأُ رَحَبةَ المَكَانِ المُعَبَّأُ بِالصَّمْتِ،، اِمْتَدَّتْ اليَدَانِ بِحَرَكَةٍ سَرِيعَةٍ. مُرْتَبِكَةٍ... حَانَت
لَحْظَةِ المَصِيرِ.. اِغْتِيَالُ زَمَنِ الاِنْتِظَارِ.. ثَمَرَةُ اِسْتِسْلَامٍ مُتَوَاتِر...
صَوْتٌ عَمِيقٌ،، بَعِيدٌ،، يُرِدْ مِنْ طَرَفٍ مَجْهُولٍ مِنْ العَالَمِ...
يَدَانِ بَارِدَتَانِ...
مَنْ أَنْتَ..؟.
رَائِحَةُ السُّكُونِ مُوحِشَةٌ...
مَنْ أَنْتَ..؟.
رَائِحَةُ السُّكُونِ مُوحِشَةٌ...
شُعُورٌ بِالضِّيقِ حَتَّى الاِخْتِنَاقِ...
قَدْ يَكُونُ المَرِحَ وَجْهًا غَيْرَ مَأْلُوفٍ لِلحُزْنِ.. لَكِنَّهُ مَشْرِقٌ عَلَى أَيَّةِ حَالٍ...
سَادَ الصَّمْتُ مِنْ جَدِيدٍ.. يتسيد المَوْقِفُ المَشْحُونُ بِنَوْبَاتِ الخَوْفِ وَالهَلَعِ...
تَمطِّى الرَّعْبَ لِيَمْلَأَ رَحَبةَ المَكَانِ.. يَسِيرُ عَلَى الجُدْرَانِ.. يُطِيلُ ثِقْلُ السَّاعَاتِ...
الأَشْيَاءُ لَمْ تَعُدْ سَاكِنَةً،، دَبَّ الاظطرابُ،، السَّتَائِرُ تَهْتَزُّ،، حَتَّى الاثاث بَدَأَ يَتَنَفَّسُ...
أَمَّا الجَسَدُ..
أَصْبِحْ لَعْبَةً بِيَدِ الرِّيحِ.. تَرْتَجِفُ أَجْزَائِهُ.. يَسْتَقِرُّ الفَزَعُ فِي قَلْبِهِ...
السَّاعَةُ تُشِيرُ إِلَى السَّادِسَةِ..رُبَّمَا تَوَقَّفَتْ الأَرْضُ عَنْ الدَّوَرَانِ.. رُبَّمَا تَوَقَّفَ العَالَمُ عَنْ
الحَرَكَةِ...
====================
مهدي سهم الربيعي.\العراق \..اللوحة للفنان والاديب (يعقوب احمد يعقوب)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق