الجمعة، 26 فبراير 2016

برزخيات / بقلم فراس المصطفى سوريا

برزخيات
/ فراس المصطفى /
..........................
وحصى صغيرة في فمي لتدفع الظمأ في مسيرة الصحراء الجافة ، ألوكها تارةً ، وتارةً أخرى تختبئ تحت لساني الذي أضناه سهر الكلام طيلة تلك الليلة ، وعود ثقاب بقي وحيداً كالمطلقة عن بيتها الزوجي ، أشعلتهُ لأتفحص الرؤية لعينيّ الذابلتين بسبب كثرة الرماديات المشؤومة ، وانطفأ ، حاولتُ أن أطعن خاصرتي بمدية كانت صدئة ، أبتْ ، قالت أنا حدودي هاتيك مكلومة . 
أمسكتُ السحابة السوداء في نهاية الفرص التي توارتْ كالوهم ، وانفجر رأسي بصاعقة المطر .
استيقظتُ برزخياً أرى جدي هناك وجدتي وأختي يلوحون بأكفانهم المهترئة ، تناديني جدتي بأن تعال فأنتَ معنا ، وانسى ، جدي يراقب الشيب الذي تسربلَتْهُ ذوائبي ، وأختي تلوذ بساعدي الممهور بالأكفّ الرمادية والمحزونة ، تغمرها بمثالها العوالمي الغريب ، أنْظُرُ نفسي لا أراني ، أين أنتَ يا أنا ، آه لقد بقي هناك مع الأتربة الملونة بالبدايات العالمية له ، وروحي هنا تسبح في عالم آخر أراه جميلاً وبعيداً عن شفاه الكُرْه المتعجرفة ، قال لي جدي طِرْ مع طيور السنونو في الأجواء لا تبتعد ، دُهِشتُ لهول المطلع لكلماته العجائبية ، كيف أُرفرِف ؟ ثم حملتْني الريح طائراً كما زغب الفراخ المستحدثة ، أنزليني أيتها الريح الملكوتية ، فأنا أريد علّام الغيوب ، أشكو له الظَّلَمة والمتأنسنين ومرتدي العهر والخيانة ، ولاعقي إيمانيات المبدأ بلا أفعال ، وتلال ملأت الأكوان من الأقوال ، وامرأة في لجينها حقارة ما رأيتها بكل تاريخ البشرية ، خبث مكنون في أحشائها لاكهُ الحقد واللؤم والدونية ، شكواي ربي ، أنت حسبي ودافع كربي ، هل من جواب ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق