السبت، 27 فبراير 2016

قراءة نقدية في نص ( وشوشات الشمس ) للشاعرة لميس العفيف / بقلم جاسم ال حمد الجياشي

قراءة/ في نص (وشوشات الشمس) للشاعرة لميس العفيف 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جاسم ال حمد الجياشي
هَل ْأخبركَ َحديثَ الشمس ِ؟؟
ما أَفَلَ منها وما آَب ْ
بجملة شعرية خبرية رقيقة هادئة وبلغة صافية عميقة تستهل شاعرتنا لميس العفيف نصها (وشوشات الشمس) فتنقل لنا عبر رحلتها تلك اخبار شمسها ! المترعة في المنح عبر علاقة غير متكافئة حيث لااتفاق أو موعد أوتقديرمسبق بين المانح والمستقيد فالمسالة ميتافيزيقية بحتة فالكون وبكل تفاصيله بما في ذلك الانسان منه نجده لاحول له سوى الفائدة من هذا المنح من قبل تلك الام الرؤوم – الشمس- فنجدها تلج الازقة وتخترق الغابة باشعتها وتسبر غور البحر والمحيط فتمنحهما دفئا مطمئنا . وهنا في نص لميس العفيف يمكن للمتلقي تلمس الدفئ المتدفق من بين مكونات حروفها وحنوها الروحي المنسكب دون رادع او مانع كيف لا ورسالتها العطاء ..
يتنفسها الكون خلسةً
يُولَدُ مرايا وربوات 
تُسابقُ رَتَوات الفجر ِ
تختبئ بين قوافل الَربَاب...
وباستعارة ما اقربها من المستعار منه للمستعار اليه فطالما تنفس هذا الكون شعاع الشمس حتى باتت شهيقا له لتولد منه مرايا شفافة عاكسة للسان الفجر المتمدد على كتف الارض كأنها طفلة بريئة هي شمسها حتى تلاعبنا ( الغميضة) فتختبئ بين سحاب ابيض وهي اشارة دونما وعي لبياض روح شاعرتنا فكثيرا ما يحصل لنا ان نتداعى دونما وعي منا فتنثال ارواحنا من بين اصابعنا ونحن نقبض على معصم اقلامنا فتكون كلمات وحروف تفترش اوراقنا باسترخاء وما هذا اللون الابيض لرباب شاعرتنا الذي اختارته مخبئا لشمسها الا روحها النقية لكنها وبوعي كامل اختارت ان تصفه بالرباب مستخدمة مفردات هي الان ليست متداولة أو قل تداولها وهذا يدل على وعي كامل ودراية لغوية عالية المستوى 
تخَالُها حزينـــــــــــــــــــــــــــــة ً
إن توَارتْ خلف الأَرَاك ِ
أو مَدتْ رأســـــــــــــــــــها داخل الأَيكِ
تراها تُمازح ُطيراً .......هنا أو رضيعا ًيبكي هناك .......
تغمزُ البحر مرحاً 
يهرول ُوراءها .........قطرةً ......قطرة.....مهزوماً.مكلوم الفؤاد
وتستمر بانهمار غير محدود كشلال ماء صاف مفردتها لترسم لنا لوحات فنية باسقة الجمال من خلال هذا الانزياح الاروع نحو علاقتها الروحانية بالشمس حتى باتت لميس العفيف هي لسان حال الشمس لتصف لنا حال حزن الشمس ان توارت أو شحت قليلا لكنها ومع شحوبها تضل تمارس مزاحها البريء مع طير او رضيع باك هناك ..فهذه الروحانية الغرائزية الامومية التي تنثال انثيالا دون هوادة من بين مكنونات حروفها تمنح النص جمالا اخاذا فالشمس لايصح الا ان تكون اما لنا لانها المانحة بحنو دون اخذ وإان تخلفت تخالها حزينة مع ديمومة عطائها الغير قابل للتوقف ..
نهر تبر ٍ ..........ثابت ْالعذارى حولَه 
علَّها تنال ُمنه أقراط َ الإغواء 
الله إن خجــــــــــــــــــــــــلت 
تذوبُ عصيرَ خندريس ٍ
يسيل ُعلى أكتاف الكون 
يُغرقُ صدر السماء
لن تغادر لميس العفيف عفة مفردتها وبشاعرية مغرقة تصف لنا شمسها بنهر تبركنقطة لالتقاء العذارى لطلب قرط إغواء لهن فشمسها خجولة جدا حتى تعصر ذاتها خمرا يمتد فيغرق السماء ! 
هذا النص للشاعرة لميس العفيف تميز بميزات عدة وإن كان هو اسلوب لها هذا التميز دوما لكنها هنا جمعت بين اللغة العميقة والتحليق عاليا والانزياح باتجاه الروح مع الحفاظ على ايقونية المكان ابتغاء للتواصل مع المتلقي فغالبا ما نجدها تصف اماكن يمكننا تخيلها كيما يستمر هذا التواصل دونما انقطاع يرتبط بخيط سحري هو روح لميس العفيف التي كانت تتقافز كطفل يرتدي ثوبا ابيض فضفاض بين مفرداتها والتي كانت تشكل لنا علامات متعددة خصوصا إذا ما اخذنا بعين الاعتبار بأن الكلمة هي نموذج اولي من نماذج الرمز الذي يجعلنا نصل بين مدلول الكلمة ومدلولها الخارجي فالعلامة هي كل شيء يشير لغيره وهذا ما كان بارزا هنا في نص لميس العفيف حيث كانت كل كلمة تشي بشيء اخر كدال ومدلول فيه ..في الاخير اقول ان نص الشاعرة لميس وشوشات الشمس يصح لنا تسميته بشمس لميس العفيف ..
وشوشات الشمس 
...........
هَل ْأخبركَ َحديثَ الشمس ِ؟؟
ما أَفَلَ منها وما آَب ْ
يتنفسها الكون خلسةً
يُولَدُ مرايا وربوات 
تُسابقُ رَتَوات الفجر ِ
تختبئ بين قوافل الَربَاب 
إن تبسمت ْ إنبلج الضوءُ صبابةً 
برقشًتْ الأفق 
زهوراً وفراش
تَخَالُها حزينـــــــــــــــــــــــــــــة ً
إن توَارتْ خلف الأَرَاك ِ
أو مَدتْ رأســـــــــــــــــــها داخل الأَيكِ
تراها تُمازح ُطيراً .......هنا أو رضيعا ًيبكي هناك .......
تغمزُ البحر مرحاً 
يهرول ُوراءها .........قطرةً ......قطرة.....مهزوماً.مكلوم الفؤاد
بَدَهه ..........إن حنقت 
تصهرُ......الذهب َ
نهر تبر ٍ ..........ثابت ْالعذارى حولَه 
علَّها تنال ُمنه أقراط َ الإغواء 
الله إن خجــــــــــــــــــــــــلت 
تذوبُ عصيرَ خندريس ٍ
يسيل ُعلى أكتاف الكون 
يُغرقُ صدر السماء 
يتجمع خلف الَأَمْت 
وفيةٌ ......كريمةٌ ......لحبيبها القمر
تهديه كل يوم ٍ 
ضفائرها منسوجة من قُبََل الســـــــــــهر ....بلطفٍ دون خيلاء
.............
1- أَفَل : غاب .......2-.آب : رجع ........3-ربوات.: ما أرتفع من الأرض .............4- رتوات : خطوات .......5- الرباب : السحاب الأبيض .......6- إنبلج : أشرق أضاء........7-.برقشت : لونت 
8-الأراك : الشجر .......... 9- الأيك : الشجر الكثيف الملتف .......10- بدهه : فجأة .......11-..ثابت :إجتمعت.........12-.خندريس : خمر.........13- الأَمَتْ : مكان مرتفع 
..........
لميس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق