فقدان فضيلة الموضوعية سبب إرتكاسنا الحضاري
ان التفكير العلمي هو احد اهم الادوات العقلية التي يجب ان يتشاركها الناس والمفكرين والعلماء لانه وحده من يوصلنا الى الحقيقة البكر لاي قضية والحل الامثل لاي مشكلة نعاني منها كونه عمل عقلي هادف يهدف الى ايجاد مجموعة الحلول الممكنة لمشكلة ما او يهدف الى تفسير ظاهرة ما والتنبؤ بها والحكم عليها وهو تفكير يتطلب الدقة والمرونة والتنظيم والانضباط والشمولية ويتبع منهجية مكونة من الملاحظة الدقيقة والتحليل والتجريب والاستنباط والاستنتاج وصولا الى الحقيقىة العلمية ذات اليقين الموضوعي المقنعة لاي عقل له قدرة عقلية ومعرفية على ادراكها وليس يقينا ذاتيا لا يتوافر على اي ادلة او بينات من خارجه تدعمه وذلك لمنع اختلاط الاهواء والظنون والشك والمعرفة الشخصية والشعور الذاتي بالادلة والبراهين .
ان سمة الموضوعية هي اهم سمة من سمات التفكير العلمي التي تمكننا من ادراك اسس مشاكلنا وتعريفها وعرضها بشكل واضح والسعي لمحاولة حلها . وقد كسبت الموضوعية اهمية وخطورة كونها كانت وما زالت اهم العوامل التي ادت الى انحباسنا وارتكاسنا الحضاري ومبعثا لكل مظاهر الشقاق والتفرق والضعف الفردي والمجتمعي , وليس من اليسير والميسر لاي مجتمع او فرد امتلاك زمام التفكير الموضوعي دون معاناة ومشقة تصارع الاهواء والميول . وان اول هذه المشاق في الطريق لامتلاك الموضوعية , ان يعرف المرء حدود ذاته حتى يستطيع ان يبصر لحظة التداخل مع حدود المشكلة او القضية التي نواجهها باستخدام الامكانات والموارد المتاحة , وخير تمثيل لضرورة و لكيفية ادراك حدودنا وعدم تجاوزها ما جاء في قصة نوح عليه السلام عندما نبه الله تعالى نبيه ان لايسال عن امرا لا يعرف حقيقته بقوله تعالى ( يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح) وهنا استدرك نوح عليه السلام تائبا لما ادرك انه تخطى حدوده فقال ( قال رب اني اعوذ بك من ان اسئلك ما ليس لي به علم والا تغفر لي وترحمني اكن من الخاسرين ), وذات الشيء يتكرر في قصة ادم عليه والسلام واستخلافه في الارض فعند علمت الملائكة من قول الله تعالى اني جاعل في الارض خليفة سئلوا متعجبين ومستعلمين كيف يستخلف الله بني ادام وفيهم من يفسد في الارض وقد ادركوا انهم تجاوزوا حدودهم فقالو سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا وهذه الامثلة وغيرها في كتاب الله ما هي الا عملية بناء للتفكير الموضوعي وتعليما لشروطه اتت بصور متعددة منها ما هو بيان لرسول الله(ص) ومنها من اتى في صورة عتب لامة من الامم ومنها من اتى بصورة قصة جدل وحوار بين اطراف متعددة .
والمشقة الاخرى التي لابد من تحملها في طريق بناء موضوعيتنا هي التاكد واختبار حقيقة ما يحدث لنا من معرفة او احداث او مشاكل تعترضنا حتى لا نقع ضحية لنتائج سوء او قصر الفهم وقد عرض القران الكريم هذه المشقة باسالب متعددة من اجل ترسيخ مفهوم التاكد من حقيقة الوقائع كما جاء في قوله تعالى في سورة الكهف ( هولاء قومنا اتخذوا من دونه الهة لولا ياتون عليهم بسلطان بين) وفي قوله تعالى على لسان نبي الله يوسف ( ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم وابائكم ما انزل الله بها من سلطان ) , وقد استخدم الله هذا المفهوم لما ارسل الرسل فانه يرسلهم مع بينة تقنع الناس ذو العقول كما في قوله تعالى ( ثم ارسلنا موسى واخاه هارون باياتنا وسلطان مبين) وهو ايضا ما فعله نبي الله سليمان عليه السلام لما تفقد الطير لما غاب عن مجلسه بدون عذر منه وقال ( لاعذبنه عذاب شديد او لاذبحنه او لياتيني بسلطان مبين ) ولما جاء الطير بخبر ملكة سبا وبين بعض احوال قومها ليكون عذرا لغيابه فما كان من النبي الا ان يتاكد من صدق الخبر فقال ( سننظر اصدقت ام كنت من الكاذبين ) وهذا تطبيق لمفهوم التاكد والتثبت من القول, ويقدم القران مثلا اخر يتمثل بتوبيخ الله تعالى لليهود والنصارى عندما جادلوا في امر لا علم لهم به عندما حاولو نسب نبي الله ابراهيم عليه السلام لملة كل منهم كما في قوله تعالى( ها انتم هولاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحتجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وانتم لا تعلمون ))
ويعتبر التحرر الحكيم من الموروث الاجتماعي من المسائل المهمة التي لعبت وتلعب دورا هاما في موضوعية او عدم موضوعية الفرد والمجتمع وقد عانت المجتمعات من مشكلة تقديس اقوال السلف من الاباء والاجداد وايثارهم على الهدى والحق والحكمة وهو ما جعلها تعيش جاهلية جديدة تعطل العقل وتضيع موازين تقييم التراث لهذا يعتبر التحرر من تاثيره من عوامل بناء موضوعية المرء والمجتمع مهما كانت قوة التمسك بالموروث وهذا ما تجلى في موقف نبي الله ابراهيم عليه السلام اتجاه ابوه وبينته الاية الكريمة ( وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه فلما تبين له انه عدو الله تبرا منه ان ابراهيم لاواه حليم ), ما اعظم واقسى هذه التحرر ترك الاب لما تبين انه عدو الله و وما اعظم تمسك نبينا ابرايهم بالحق رغم الالم والقسوة واستمرار لهذا النهج الالهي نجدنا نواجه مشاق كبيرة في ادراك تطبيقات مفاهيم اخرى تمثل عوامل بناء الموضوعية مثل مفهوم العدل والانصاف والتعميم والتخصيص ونقد الذات والمرونة العقلية لتكتمل لدينا صورة العوامل المستقاة من القران التي ترشدنا الى بناء موضوعيتنا افراد ومجتمعات التي تشكل الخطوة الاساسية في نهوضنا الحضاري
ستار مجبل طالع
ان التفكير العلمي هو احد اهم الادوات العقلية التي يجب ان يتشاركها الناس والمفكرين والعلماء لانه وحده من يوصلنا الى الحقيقة البكر لاي قضية والحل الامثل لاي مشكلة نعاني منها كونه عمل عقلي هادف يهدف الى ايجاد مجموعة الحلول الممكنة لمشكلة ما او يهدف الى تفسير ظاهرة ما والتنبؤ بها والحكم عليها وهو تفكير يتطلب الدقة والمرونة والتنظيم والانضباط والشمولية ويتبع منهجية مكونة من الملاحظة الدقيقة والتحليل والتجريب والاستنباط والاستنتاج وصولا الى الحقيقىة العلمية ذات اليقين الموضوعي المقنعة لاي عقل له قدرة عقلية ومعرفية على ادراكها وليس يقينا ذاتيا لا يتوافر على اي ادلة او بينات من خارجه تدعمه وذلك لمنع اختلاط الاهواء والظنون والشك والمعرفة الشخصية والشعور الذاتي بالادلة والبراهين .
ان سمة الموضوعية هي اهم سمة من سمات التفكير العلمي التي تمكننا من ادراك اسس مشاكلنا وتعريفها وعرضها بشكل واضح والسعي لمحاولة حلها . وقد كسبت الموضوعية اهمية وخطورة كونها كانت وما زالت اهم العوامل التي ادت الى انحباسنا وارتكاسنا الحضاري ومبعثا لكل مظاهر الشقاق والتفرق والضعف الفردي والمجتمعي , وليس من اليسير والميسر لاي مجتمع او فرد امتلاك زمام التفكير الموضوعي دون معاناة ومشقة تصارع الاهواء والميول . وان اول هذه المشاق في الطريق لامتلاك الموضوعية , ان يعرف المرء حدود ذاته حتى يستطيع ان يبصر لحظة التداخل مع حدود المشكلة او القضية التي نواجهها باستخدام الامكانات والموارد المتاحة , وخير تمثيل لضرورة و لكيفية ادراك حدودنا وعدم تجاوزها ما جاء في قصة نوح عليه السلام عندما نبه الله تعالى نبيه ان لايسال عن امرا لا يعرف حقيقته بقوله تعالى ( يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح) وهنا استدرك نوح عليه السلام تائبا لما ادرك انه تخطى حدوده فقال ( قال رب اني اعوذ بك من ان اسئلك ما ليس لي به علم والا تغفر لي وترحمني اكن من الخاسرين ), وذات الشيء يتكرر في قصة ادم عليه والسلام واستخلافه في الارض فعند علمت الملائكة من قول الله تعالى اني جاعل في الارض خليفة سئلوا متعجبين ومستعلمين كيف يستخلف الله بني ادام وفيهم من يفسد في الارض وقد ادركوا انهم تجاوزوا حدودهم فقالو سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا وهذه الامثلة وغيرها في كتاب الله ما هي الا عملية بناء للتفكير الموضوعي وتعليما لشروطه اتت بصور متعددة منها ما هو بيان لرسول الله(ص) ومنها من اتى في صورة عتب لامة من الامم ومنها من اتى بصورة قصة جدل وحوار بين اطراف متعددة .
والمشقة الاخرى التي لابد من تحملها في طريق بناء موضوعيتنا هي التاكد واختبار حقيقة ما يحدث لنا من معرفة او احداث او مشاكل تعترضنا حتى لا نقع ضحية لنتائج سوء او قصر الفهم وقد عرض القران الكريم هذه المشقة باسالب متعددة من اجل ترسيخ مفهوم التاكد من حقيقة الوقائع كما جاء في قوله تعالى في سورة الكهف ( هولاء قومنا اتخذوا من دونه الهة لولا ياتون عليهم بسلطان بين) وفي قوله تعالى على لسان نبي الله يوسف ( ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم وابائكم ما انزل الله بها من سلطان ) , وقد استخدم الله هذا المفهوم لما ارسل الرسل فانه يرسلهم مع بينة تقنع الناس ذو العقول كما في قوله تعالى ( ثم ارسلنا موسى واخاه هارون باياتنا وسلطان مبين) وهو ايضا ما فعله نبي الله سليمان عليه السلام لما تفقد الطير لما غاب عن مجلسه بدون عذر منه وقال ( لاعذبنه عذاب شديد او لاذبحنه او لياتيني بسلطان مبين ) ولما جاء الطير بخبر ملكة سبا وبين بعض احوال قومها ليكون عذرا لغيابه فما كان من النبي الا ان يتاكد من صدق الخبر فقال ( سننظر اصدقت ام كنت من الكاذبين ) وهذا تطبيق لمفهوم التاكد والتثبت من القول, ويقدم القران مثلا اخر يتمثل بتوبيخ الله تعالى لليهود والنصارى عندما جادلوا في امر لا علم لهم به عندما حاولو نسب نبي الله ابراهيم عليه السلام لملة كل منهم كما في قوله تعالى( ها انتم هولاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحتجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وانتم لا تعلمون ))
ويعتبر التحرر الحكيم من الموروث الاجتماعي من المسائل المهمة التي لعبت وتلعب دورا هاما في موضوعية او عدم موضوعية الفرد والمجتمع وقد عانت المجتمعات من مشكلة تقديس اقوال السلف من الاباء والاجداد وايثارهم على الهدى والحق والحكمة وهو ما جعلها تعيش جاهلية جديدة تعطل العقل وتضيع موازين تقييم التراث لهذا يعتبر التحرر من تاثيره من عوامل بناء موضوعية المرء والمجتمع مهما كانت قوة التمسك بالموروث وهذا ما تجلى في موقف نبي الله ابراهيم عليه السلام اتجاه ابوه وبينته الاية الكريمة ( وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه فلما تبين له انه عدو الله تبرا منه ان ابراهيم لاواه حليم ), ما اعظم واقسى هذه التحرر ترك الاب لما تبين انه عدو الله و وما اعظم تمسك نبينا ابرايهم بالحق رغم الالم والقسوة واستمرار لهذا النهج الالهي نجدنا نواجه مشاق كبيرة في ادراك تطبيقات مفاهيم اخرى تمثل عوامل بناء الموضوعية مثل مفهوم العدل والانصاف والتعميم والتخصيص ونقد الذات والمرونة العقلية لتكتمل لدينا صورة العوامل المستقاة من القران التي ترشدنا الى بناء موضوعيتنا افراد ومجتمعات التي تشكل الخطوة الاساسية في نهوضنا الحضاري
ستار مجبل طالع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق