قمح ودم / بقلم وفاء تقي الدين / سوريا

قمح ودم
إنهضي أيتها المدينة النائمة
الغافية في حضن الموت
والحلم يتسلق متخفيا على ظل غصن
بم تحلمين؟ ألا تخشين الأنواء؟
ألا تخشين الردى لأهل الفدا ؟
بعد أن احترق الهواء وجف الماء 
ياإلهي أمطر مع غيثك قمحا
لنزرع الروابي والحقول 
و نصنع خبزا للجائعين
أيتها المدينة الجائعة
إلى أحضانك أنا عائدة 
أحضن حبا نقيا نسجته من ضوئك 
من ماء فراتك دمعي سال
و من شرايين بردى دمي 
و مع عشق ثراك جبل نقي عظمي 
إنهضي لنرقص فوق جراح الموت 
لنشدو أغاني الحب و نبتهل 
و نمسح عن جبين الجائعين أكدارهم
و بكفينا نزيل الملح الأجاج عن الأجفان
و نغرس فسائل الفرح على الأهداب
و نصرخ في وجه السلاطين والملوك
و تجار دم البشرية ..كفى كفى