الملمح العبثي في قصيدة : حفلة تنكرية لفاطمة سعدالله
****
شاهين دواجي / الجزائر
****
أنقر بإزميل الصبر
جدار الذاكرة ..
........... تتصدّع الوجوه ........
..................... تخلع ملامحها الباهتة ...
تضع الأقنعة ....
..........................................الوجوه هاربة .............
المرايا تركض خلفها ..................
الملامح مشروخة .........
.......................... الريح كاتمة للصوت .......
....... والفرح ...
يسرق أبجدية الولادة ...
المخاض متعسر ...والسعادة ...
في قاااااااع المستحيل ...
ترنو ..
تصيخ ..التوقع ..
تتوثّب ..
تنتظر الدلاء ..
والنداء ..
يسافر عبر مسافات الخوف
شوقا ..
يقبض على اللحظة
......................حفنة نور ...
تغرق الدهشة.......
...............................في انتظار الحلول ...
والوصول ....
بئر معطلة ...
والحروف عصافير ...
بلا مناقير ..
بلا أجنحة ..تغرف ...
بلا أنامل ........ترقص
بلا سوق ..
قصيدة مقطوعة الحنجرة ...
في ...
حفلة تنكرية ..
حزنا ..
بمساحة وطن ..
بعمق زمن ..
بحجم ...زفرة ....
-هذه ثاني مرة يحصل لي شرف قراءة أحد أعمال الأستاذة والأخت فاطمة سعدالله
- حيث سأتكلم اليوم عن التوأمة بين العلامة اللغوية و التصور الفلسفي في قصيدتها الأخيرة الماتعة : "حفلة تنكرية " بتعبيرأوضح أحاول أن أجيب عن السؤال الآتي : في أي ثوب لغوي عرضت الأستاذة رؤيتها الفلسفية ؟
- بداية يجب الإعتراف أن المد الألسني الذي غزا أوروبا حديثا - بخاصة أبحاث ديسوسير ومن نحا نحوه – قد حولت الشعر من ذلك المنتج الإبداعي الذي يحدث المتعة بجماله وبلاغته ووووو ألى منتج آخر يقوم في أساسه على الحوار بين البلاغة والمنطق لتكتمل صورة أثره بتحقق المتعة على المستويين الجمالي – وهو حظ الوجدان – والفكري – وهو حظ العقل الواعي .
- ولاغرابة فالشاعر نخبة قومه والمعلم والموجه لهم لما نجده عنده من خفة القول بعيدا عن أطروحات النثر الذي تهواه نفوس وتفر منه أخرى هذا من جهة ومن جهة أخرى فليس الشعر الا فكرة في المخيلة إذا بلغت ذروتها ترجمت الى كلمات....
- أقول : المتأمل في شعر الأستاذة يجد سمة أسلوبية راقية تختص بها دون سواها : هي ذلك السرد الحيوي المفعم بالحركة فمعظم فصائدها قصص مطعم بالشعرية المتدفقة لا يمكن أن ننسى : الصمت ، لوحة عرجاء ، أنامل النور ...... وظهر هذا السرد بشكل جميل في آخر قصيدة لها : حفلة تنكرية موضوع قراءتي.
- يقوم السرد في :"حفلة تنكرية " على تصدر غالبة الأسطر بالأفعال "المضارعة" الدالة كما نعرف على إستمرارية في المستقبل بنوعيه ، حيث أن هذه الأفعال تظهرمركزا للقصيدة، تنظم كحبات في عقد على جيد حسناء ، في مد متصاعد ينفرج بحل حين يبلغ الشعور ذروته وهي محاكاة لطيفة بين الشعر والقصة .
- الجانب التطبيقي :
مدخل القصيدة مستهل بفعل مضارع "أزمل " وهو فعل الذات الفاعلة المنفعلة " الذات الشاعرة "وهي فاعلة من حيث الصناعة النحوية مفعول به " مستسلم من الناحية الواقعية إذ الصبر فعل منلا فعل له مالم ينتج عنه فعل يعقبه .
تأتي بعدها استجابة الكون أو " الآخر" المنفعل لفعل الذات الشاعرة وهي على الترتيب :
تتصدّع – تخلع – تضع – يسرق – ترنو – تصيح – تتوثب - تنتظر –يسافر – يقبض تغرق – ترقص .
- الحركة "الفعل " في هذا النص أشبه بلوحة " دادائية " لا مبرر لأي منها هي شبيهة بخيوط نسيج لا تنتظم إذ لا علاقة تربط الحركة بالتي تليها ...لأنها انعكاس وصدى لفعل الذات الشاعرة.... صدى عبثي الصورة شبيه بأثر الحصاة حين ترمى في بحيرة هادئة ..... تحمل هذه الأفعال أنفاسا متصاعدة نحو الإنفراج أو " الغلق "
- ثم تأتي الخطوة الثانية من الشاعرة حين تتمادى في تثبيت "العبث " و" الحيرة " ارتكازا على الأسماء - التي تدل على الثبات بالبداهة اللغوية – الفاعلة : "اسم الفاعل" والمفعولة :" اسم المفعول " لننظر : باهتة – هاربة – مشروخة – كاتمة - متعس - معطلة - مقطوعة .
- وإذا تأملنا شكل النص وجدناه يشي بهذه العبثية والشتات والحيرة المسيطرة على الذات الشاعرة بخاصة الأسطر العشرة الأولى من القصيدة التي تمثل عماد القصيدة وهذه لقطة شكلية جميلة أضعها في حساب الشاعرة الأدبي حيث خلقت عناقا دافئا بين المستو ى الشكلي والدلالي .
ما أريد قوله من هذه المقاربة هوالآتي :
النص نسيج عبثي الشكل والعلامات يحمل أسباب تفكيكه في داخله ، أرادت الذات الشاعرة بهذه الفوضى والعبث المخيمان على النص أن تخرج ألى العالم ذلك الشتات النفسي الذي تعانيه جراء ما يجري حولها كذات تحس وترنو الى تشكيل العالم من جديد ، فتصور- وببراعة - قلقها الوجودي ... قلق الأنثى الباحثة دوما عن السلام النفسي فالنص هنا تطهير بالمنظور الفلسفي ؟؟
ولئن عرفناها في "الصمت" باحثة عن الحبي الذي لا يعود وفي " أنامل النور " باحثة عن لحظة فرح وفي" الغفران" باحثة عن الله فهي في حفلتها التنكرية باحثة عن وطن ..... نعم الذات هنا تبحث عن وطن تحولت خضرته وياسمينه ألى فتن وتناحر وفوضى هي نفسها الفوضى التي وسمت هذا النص البديع وهو نفسه الأمل الذي ترتجيه ....هذا الأمل الذي تريده أن يكون بمساحة وطن :
بمساحة وطن ..
بعمق زمن ..
بحجم ...زفرة
****
شاهين دواجي / الجزائر
****
أنقر بإزميل الصبر
جدار الذاكرة ..
........... تتصدّع الوجوه ........
..................... تخلع ملامحها الباهتة ...
تضع الأقنعة ....
..........................................الوجوه هاربة .............
المرايا تركض خلفها ..................
الملامح مشروخة .........
.......................... الريح كاتمة للصوت .......
....... والفرح ...
يسرق أبجدية الولادة ...
المخاض متعسر ...والسعادة ...
في قاااااااع المستحيل ...
ترنو ..
تصيخ ..التوقع ..
تتوثّب ..
تنتظر الدلاء ..
والنداء ..
يسافر عبر مسافات الخوف
شوقا ..
يقبض على اللحظة
......................حفنة نور ...
تغرق الدهشة.......
...............................في انتظار الحلول ...
والوصول ....
بئر معطلة ...
والحروف عصافير ...
بلا مناقير ..
بلا أجنحة ..تغرف ...
بلا أنامل ........ترقص
بلا سوق ..
قصيدة مقطوعة الحنجرة ...
في ...
حفلة تنكرية ..
حزنا ..
بمساحة وطن ..
بعمق زمن ..
بحجم ...زفرة ....
-هذه ثاني مرة يحصل لي شرف قراءة أحد أعمال الأستاذة والأخت فاطمة سعدالله
- حيث سأتكلم اليوم عن التوأمة بين العلامة اللغوية و التصور الفلسفي في قصيدتها الأخيرة الماتعة : "حفلة تنكرية " بتعبيرأوضح أحاول أن أجيب عن السؤال الآتي : في أي ثوب لغوي عرضت الأستاذة رؤيتها الفلسفية ؟
- بداية يجب الإعتراف أن المد الألسني الذي غزا أوروبا حديثا - بخاصة أبحاث ديسوسير ومن نحا نحوه – قد حولت الشعر من ذلك المنتج الإبداعي الذي يحدث المتعة بجماله وبلاغته ووووو ألى منتج آخر يقوم في أساسه على الحوار بين البلاغة والمنطق لتكتمل صورة أثره بتحقق المتعة على المستويين الجمالي – وهو حظ الوجدان – والفكري – وهو حظ العقل الواعي .
- ولاغرابة فالشاعر نخبة قومه والمعلم والموجه لهم لما نجده عنده من خفة القول بعيدا عن أطروحات النثر الذي تهواه نفوس وتفر منه أخرى هذا من جهة ومن جهة أخرى فليس الشعر الا فكرة في المخيلة إذا بلغت ذروتها ترجمت الى كلمات....
- أقول : المتأمل في شعر الأستاذة يجد سمة أسلوبية راقية تختص بها دون سواها : هي ذلك السرد الحيوي المفعم بالحركة فمعظم فصائدها قصص مطعم بالشعرية المتدفقة لا يمكن أن ننسى : الصمت ، لوحة عرجاء ، أنامل النور ...... وظهر هذا السرد بشكل جميل في آخر قصيدة لها : حفلة تنكرية موضوع قراءتي.
- يقوم السرد في :"حفلة تنكرية " على تصدر غالبة الأسطر بالأفعال "المضارعة" الدالة كما نعرف على إستمرارية في المستقبل بنوعيه ، حيث أن هذه الأفعال تظهرمركزا للقصيدة، تنظم كحبات في عقد على جيد حسناء ، في مد متصاعد ينفرج بحل حين يبلغ الشعور ذروته وهي محاكاة لطيفة بين الشعر والقصة .
- الجانب التطبيقي :
مدخل القصيدة مستهل بفعل مضارع "أزمل " وهو فعل الذات الفاعلة المنفعلة " الذات الشاعرة "وهي فاعلة من حيث الصناعة النحوية مفعول به " مستسلم من الناحية الواقعية إذ الصبر فعل منلا فعل له مالم ينتج عنه فعل يعقبه .
تأتي بعدها استجابة الكون أو " الآخر" المنفعل لفعل الذات الشاعرة وهي على الترتيب :
تتصدّع – تخلع – تضع – يسرق – ترنو – تصيح – تتوثب - تنتظر –يسافر – يقبض تغرق – ترقص .
- الحركة "الفعل " في هذا النص أشبه بلوحة " دادائية " لا مبرر لأي منها هي شبيهة بخيوط نسيج لا تنتظم إذ لا علاقة تربط الحركة بالتي تليها ...لأنها انعكاس وصدى لفعل الذات الشاعرة.... صدى عبثي الصورة شبيه بأثر الحصاة حين ترمى في بحيرة هادئة ..... تحمل هذه الأفعال أنفاسا متصاعدة نحو الإنفراج أو " الغلق "
- ثم تأتي الخطوة الثانية من الشاعرة حين تتمادى في تثبيت "العبث " و" الحيرة " ارتكازا على الأسماء - التي تدل على الثبات بالبداهة اللغوية – الفاعلة : "اسم الفاعل" والمفعولة :" اسم المفعول " لننظر : باهتة – هاربة – مشروخة – كاتمة - متعس - معطلة - مقطوعة .
- وإذا تأملنا شكل النص وجدناه يشي بهذه العبثية والشتات والحيرة المسيطرة على الذات الشاعرة بخاصة الأسطر العشرة الأولى من القصيدة التي تمثل عماد القصيدة وهذه لقطة شكلية جميلة أضعها في حساب الشاعرة الأدبي حيث خلقت عناقا دافئا بين المستو ى الشكلي والدلالي .
ما أريد قوله من هذه المقاربة هوالآتي :
النص نسيج عبثي الشكل والعلامات يحمل أسباب تفكيكه في داخله ، أرادت الذات الشاعرة بهذه الفوضى والعبث المخيمان على النص أن تخرج ألى العالم ذلك الشتات النفسي الذي تعانيه جراء ما يجري حولها كذات تحس وترنو الى تشكيل العالم من جديد ، فتصور- وببراعة - قلقها الوجودي ... قلق الأنثى الباحثة دوما عن السلام النفسي فالنص هنا تطهير بالمنظور الفلسفي ؟؟
ولئن عرفناها في "الصمت" باحثة عن الحبي الذي لا يعود وفي " أنامل النور " باحثة عن لحظة فرح وفي" الغفران" باحثة عن الله فهي في حفلتها التنكرية باحثة عن وطن ..... نعم الذات هنا تبحث عن وطن تحولت خضرته وياسمينه ألى فتن وتناحر وفوضى هي نفسها الفوضى التي وسمت هذا النص البديع وهو نفسه الأمل الذي ترتجيه ....هذا الأمل الذي تريده أن يكون بمساحة وطن :
بمساحة وطن ..
بعمق زمن ..
بحجم ...زفرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق