السبت، 21 مايو 2016

الفزع / الاستاذ عادل قاسم / العراق

الفَزَع//
بقلم: عادل قاسم
****
ذاتَ ليلةٍ شتائيّةٍ كنتُ أهذي.. من فَرْطِ الحُمَّى وأنا أرى جَمهرَةً من الرّعاعِ مُدَجَّجين َبسيوفهِم ولِحاهُم الكثَّةِ يَقْطَعونَ أزقَّةَ المدينةِ على السَّابلةِ وَيَقتحمونَ بيوتَ الطِّينِ التي غادرَها أهلُها. حيثُ الكهوف النائية ףنتُ أجري رغمَ كهولتي خِشيةَ بطْشِهم. تذكرتُ أنّني لم أصْطَحِبْ أولادي ولا زوجتي. حين قرّرتُ العودةَ رأيتُ شَيخا مُسنًّا يَضحكُ بِدَهْشةٍ من سَذاجتي..إذ لم يكنْ ثمَّةَ بابٌ ولا نوافذ سوى طوابير مِنَ العُراةِ تحومُ فوقَ رؤوسهِم الغَرانيقُ المُلوّنة، حيثُ الكَتَبة بجلابيبِهم البيضاءَ وثمَّةَ سماواتٌ لازورديَّةٌّ وموسيقى ساحرةٌ ربَّما قُدّاس الموتى *وجَلبةٌ شَبيهةٌ بأصواتِ الرّعاعِ يخالِطُها دويُّ المدافعِ وأنا الذي أضعت الطّريقَ بينَ الحُمّى والفَزَع.
*من روائع فولفانغ اماديوس موتسارت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق