الأربعاء، 18 مايو 2016

اشتكاء الورد / للاستاذ ستار جبار طالع / العراق

اِشتِكاء الورد ( ستار مجبل طالع / العراق)
زِّدْ يا نأيُّ حرَّ بُكائيا
قدّْ ألِفتُ سيّْلَ دِموعِيا
ومِيلي يا ريحُ اُحملك أمانيا 
حبيبُ ظَنَّتْهُ عليَّ الايامَ فجفانيا
وأصبح مع الايامِ ساقياً
يَّسْقِني كأساَ مُعذباً ساليا
وأنا الحاسبُ غرامي يملأ قلبَهُ
وأشواقه أينعتْ لي دوانيا
والعشقُ عندي ديدنِ الايامِ 
صبياً كنتُ أم خَضَبَ الشيّبُ مَفرقيا
والهوى يا حبيبتي زرعُ اللهِ 
ما شاءَ لا كما تشاءُ الأمانيا
زِّدْ يا قدراً تتوجسهٌ نفسي 
سافحاَ دونَ خلقِ اللهِ دمائيا
وتُؤتى غماماتُ الحزنِ تترا
فما أمطرت إلا وتَّنَّدْتْ أحزانيا
نهراً أثقلتهُ الارضُ بأوزارِها 
فما روى ضامئاً ولا متضاميا
أفَغْرَّتْكِ اقدراي فحملتي على
بقايايَّ فأصبحت منْ هواك ذاويا
وأضحيتُ إمرءً لولا نواحهُ
حُسِبَ شبحاً في صرحٍ خاويا
آوى ذليلاتَ الأرضِ كأنما
لم يكنْ لها يوماً قبسُ هاديا
أشعلتْهُ كلَّ نبضةِ حبٍ
كأنه منارةَ للاشقياءِ شقائيا
قل لحبيبةٍ ما صنعتي بمغرمٍ 
شاعرِ لغرامِ ضائعٍ باكيا
ما فعلتي بمُعَذَّبٍ يئدُ عذابَهُ باسماَ 
يُنصفُ اذا سُمّْيَّ إحتراقيا
يرشفُ إغترابه من شواطىءٍ
تحطمتْ كل مراسياها حُطاميا
وما دانَّ من روضٍ تنفسَ
زهرَهُ حتى تلوى شوكها شاكيا
وما لَثِمَتْ حبيبةٌ ورداً 
أدمت شُويكاتُها شفاها ثوانيا
فأختصم الوردُ شوكه فشكاه
قلت انا من جِئتَكَ شاكيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق