الثلاثاء، 2 يناير 2018

فلسطين // للشاعر الاستاذ : ضمد كاظم الوسمي // العراق

فلسطين
*
أَلْعَبْدُ يُقْسِمُ بِالدّينارِ وَالْأَدَمِ 
نَيلُ الْمَطالِبِ لَمْ يَبْلُغْ سِوى الْخَدَمِ
*
وَالْحُرُّ يُقْسِمُ بِاللهِ بِلا زَلَلٍ
أَنَّ الْمَعالي بِحَدِّ السَّيفِ وَالْهِمَمِ
*
وَالْحَقُّ يَضْعُفُ لَولا السَّيفُ يَسْنُدُهُ
وَالسَّيفُ يَنْبو بِدونِ الْحَقِّ في الْقِدَمِ
*
ما لَمْ يَقُمْ لِلْعُلى أُولُوا نُهىً وَيَدٍ
فَلَيسَ يَنْفَعُ ما في الطِّرْسِ وَالْقَلَمِ
*
ما أَفْلَحَتْ أُمَّةٌ تَطْوي ظُبا أَسَلٍ
يَوماً وَإِنْ أُشْهِرَتْ فيها ظُبا الْكَلِم
*
يا أُمَّةَ الْعُرْبِ أَغْراها تَرَدُّدُها
حَتّى غَدَتْ لا تَرى سَمْتاً إِلى النِّعَمِ
*
ماذا التَّرَدُّدُ وَالْأَعْداءُ في عَجَلٍ
عَلَيكِ قَدْ حَكَمَتْ بِالذُّلِّ وَالْعَدَمِ
*
وَكَيفَ صارَ رِضا الْأَحْبارِ دَيْدَنَها
فَضاعَتِ الْقُدْسُ بَينَ السَّلْمِ وَالسَّلَمِ
*
وَكَيفَ نامَتْ عَلى الْإِذْلالِ خِلْفَتُها
مِنْ قَبْلُ أَسْلافُها في الْبَأْسِ لَمْ تَنَمِ
*
أَينَ الْعُروبَةُ وَالْإِسْلامُ وا عَجَباً
هذي فِلَسْطينُ مُذْ سَبْعينَ في أَزَمِ
*
جَارَ الْيَهودُ عَلَيها رَغْمَ قِلَّتِهِمْ
وَالْعُرْبُ في التِّيْهِ مُذْ أَلْفٍ وَلَمْ تَقُمِ
*
حَتّى إِذا قامَتِ الْأَعْرابُ مِنْ جِحَرٍ 
مالَ الدُّعاةُ عَلى الْأَوطانِ بِالرَّجَمِ
*
بِالنّاسِ تَسْبُقُهُمْ نَهْشاً جَوارِحُهُمْ
كَأَنَّها خَمْصَةٌ عَانَتْ مِنَ النَّهَمِ
*
وَلَيسَ في لِحْيَةِ التَّكْفيرِ مِنْ أَمَلٍ 
إِلّا إِذا أُدْخِلَتْ في حُفْرَةِ الرِّمَمِ
*
مُنْذُ التَّبوكِ وَحِلْفُ الْغَدْرِ أَسَّسَهُ
حَبْرُ الْيَهودِ مَعَ الْأَعْرابِ كالحُذُمِ
*
بِالْأَمْسِ بِالْمُصْطَفى وَالْآلِ قَدْ غَدَروا
وَأَضْرَموا لَهَبَ النِّيرانِ في الْحَرَمِ
*
وَالْيَومَ هَوناً سَقَوا أَوطانَنا وَدَماً
وَالْقُدْسُ لِلْمُعْتَدي بِيعَتْ بِلا نَدَمِ
*
ضمد كاظم الوسمي
العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق