الجمعة، 2 فبراير 2018

ملف خاص ببرنامج شاعر الاسبوع : عن الاديبة الشاعرة زكية محمد // المغرب

من مواليد 1972 بمدينة فاس المملكة المغربية.
متصرفة  باسلا ك الوظيفة العمومية
 حاصلة على دبلوم محرر اداري  وعلى ماجستير قانون دولي والعلاقات الدولية المعاصرة . 
احب  جميع الاجناس الأدبيةالمعاصرةو اكتب قصيدة النثر   .
عضوبالمؤسسة العربية الدولية للفنون والاداب والثقافة
عضو بمؤسسة تجديد  الادبية الدولية
عضو بمؤسسة انكميدوالعربي للاداب والفنون

ليست لي اصدارات خاصة.
كنت محظوظة باختيار د.انور غني الموسوي لبعض نصوصي بمؤلفاته الادبية"القصيدةالجديدة .سرديات....."
 شاركت بديوان مشترك صادر عن مؤسسة الاداب والفنون تحت رعاية د علي لعيبي."قد يعود مرة اخرى"،
 وكذلك العديد من الدواوين الالكترونية المشتركة .

                 
النصوص :

سبية  الحق

                                 لايرهقها الدوران 
                                                      زهرةالشمس

مسار اللاعودة

قطرة حب رحلت عن السماء لتقطع مسافات شاسعة نحو فناء محقق... وانا من اوتيت  بعضا من علم الاسماء
احلم بمسار معاكس.

ماوراء الشكل
بيضوية ،كروية بل ربما هي مسطحة تلك الابجدية الغريبة تربكني سرعة تقمصها للاشكال والالوان ،يستفزني برود سكوتها، تذبحني أوجاعها وهي تحتضن بخنوع كل هذا الهرج والمرج. 
متماسكة،متفائلة، ابتسامتها الخضراء وعد ربيعي وحنينها الملتهب كرنفال صيفي ،عروس رملية توزع حلوى الحب والمرح.الكل يبدو سعيدا في عالمها الساحر لكن سرعان ما يسمع العويل والصراخ ،كريح ثكلى تندب حظها البائس ،سلالة الاوراق المنتحرة كان نصيبها من ارث الرحمة .هل ادركت الان لما لم اتمكن من تحديد شكلها هي مثل الأجنة لاتنفك عن الحركة والتحول .

عصافير ملونة

كلما طاردتني الأفكار الباردة اتحول الى عصافير ملونة فانا ابنة تموز أحب ارتداء الالوان الخالدة وعلى شعري الحالم أضع إكليلا من الياسمين الذهبي، لأليق ووسامة هذا الكون  الساحر.
ألا نظرت الى ثوبي البنفسجي ،طائر خرافي يأخذني الى ماوراء بلدان الضباب حيث العوالم متجددة  فتية وفاتنة.

ثغرة قانونية.

بين الحب والحرب 
عقد مجهول
 بنوده جنة ونار
 ساكتة شروطه
لن نستمتع 
بخزي آخر نبضة
اعترفت بتفشي الوباء  
 كثغرة قانونية
رحلت وحيدة...مجبرة
 بحقائب مملوءة  بصداك
 أعلم .. 
لم/لن.. تكن يوما هناك.
حلم بارد لكنه يلهب وفاء.
 لم يكن هناك خيار غير الحب 
ولا مصير غير الحرب
هذا الحب حرب لعينة 
لم نشارك فيها 
الغنيمة منها دمار
أتحسس من الأسلحة
 لذلك لذت بالفرار
جسدك المتشظي في الكون 
 أنذرني  برصاصة طائشة
اليد المغامرة
تنسج حكايا الحياة والموت
أقبلها بقداسة 
لأتجنب مرارة الفراق 
العباءة الفاخرة 
مطرزة بورود النصر
الهزيمة خلخال
لن ألبسه
لن أكون من سباياك
سأهبني قربانا لمعبد الشمس
لن تتذكرني العينان الثاقبتان
 الأنفاس الصادقة ستفعل 
عند ملامسة النور رباك
قدر...مصير
 ربما تكفر به فتنكره
ربما يسلم به النبض 
 فيبني سلما لوطن 
كصرح فرعوني أنهار
من شرك رؤاك.


سرب الحرية 

سأستقيل 
من وظيفة الحدود
لن أمارس زيف الهوية
 سأفك قيود الوطن النرجسية
لألحق بركب النجاة/سرب الحرية
سأضع كل الأقلام
وسأهجر كل الأحلام
ودمي المسفوح 
على عتبات الأيام
سيخط ما صنعت به 
عصورالأقزام
لا حاجة لي بالصمت 
فهدا العالم صاخب
أصرخ بأعلى صوتي
 لا أريد سماع السراب الكاذب
أذوب في رحم الكون
أرعى ابتسامة الرب
وليلعني كل  حاقد جاهل
بيوته .. بيتي 
عنوانها
محبة وغفران
عند أبوابها
 يسقط النكران
يغيب الخذلان
تشرق الروح
في يد الرحمن
تسعى في الكون
نفحة إيمان
تمسح دموع الأحزان
ترسم رحمة ربي
أيها القابع في ثنايا الضباب
تخشى لومة الذئاب
لاتجزع من عودة الأحباب
هي دعوة ربي
سميني ما شئت
فمدن الحب متشابهة
اقرأني بأي لغة أحببت
فلغة الإلاه واحدة
اكرهني... أرهبني ...أبدني 
فروحي من روح الله خالدة
يا أنا يا قاضم التفاحة
أما آن الأوان أن نكون روحا حامدة.

من السمات التي احاول ان تتوفر عليها نصوصي الرمزية والالتزام 
فالرمز يضمن لي حرية التعبير وللقارئ حق المشاركة في عملية الابداع
فيما يوجب عنصر الالتزام توفر نصوصي على رسائل ايجابية تخدم مصلحة القارئ سواء على المستوى الشخصي او القومي، بالتخفيف عنه معاناة القلق والاضطراب النفسي الذي اصبح يعيشه من جراء التهديدات والمخاطر العسكرية"حروب اهلية ....نزاعات مسلحة" أو غير العسكرية"طائفية....ارهاب ....هجرة غير نظامية...كوارث طبيعية ...جرائم عبروطنية...." 
فالشعر المعاصر ،عبارة عن ثورة فكرية ....تمرد على الظلم وافصاح عن مكامن الخلل...دعوة للتغيير والتجديد...تأشيرة مرور الى عوالم الجمال والرقي والحق والتطور ،عوالم اصبحت من المثاليات في عصر تحكمه النزعة البراغماتية ..العنف...التفرقة...والاضطراب.
لذا على القصيدة الجديدة او المعاصرة ان تأخد على عاتقها مخاطبة الضمير العالمي ومراعاة الشعور العالمي والدعوة الى تضامن متعدد الابعاد" اجتماعي ..ثقافي..اقتصادي..سياسي بيئي.."
كلها مقاصد تستوجب معها الانفتاح على الاساليب الشعرية الجديدة وتحرير القصيدة من كل قيد يقف عائقا امام الشاعر لتحقيق مساعيه الراقية .ففي نظري المتواضع الشاعر المعاصر رسول عصره عليه الجنوح الى خلق نوع جديد من العطاء والابداع 
لذا كان لزاما اعطاؤه حرية التصرف في قصيدته ،يصب عليها ثورته و أبداعه فيصبح خلاقا مجددا ومواكبا لمظاهر التطور في عصره وطموحا لحياة فضلى .
  كانت اول الدراسة نقدية حظيت بها نصوصي  تناول فيها الشاعرالكبير والناقد المائز د.انور غني الموسوي احدى قصائدي.تحت عنوان مفهوم التجريد و الادراك العميق باللغة ؛ كتابات زكية محمد نموذجا .
انّ الكلمات مثل الألوان ، كما انّ الاصوات ايضا كذلك ، و مع انّ البعد الشكلي للصوت يمكن ان يوظف و يحمّل طاقات تعبيرية  ، الا انّ هذا الاسلوب من الاسلوبية الشكلية الحداثية  التي اهم مشكلاتها الجفاف و الجفاء و التي لا تنفذ عميقا الى جوهر الادب  و اصبحت قديمة كادوات اشتغال ، لذلك قلّ الحماس عالميا تجاه التوظيفات الشكلية سمعية أو بصرية من دون الارتكاز على النفوذ العميق في الاشياء و النفس  ، و خصوصا في زمن قصيدة النثر الكاملة ، التي تريد كتابة قصيدة النثر بنثرية كاملة من دون زخارف شكلية او توظيفات شكلية لا صوتية و لا مرئية 
الكلمات مثل الألوان ، بل الكلمات الوان عند من يدرك العمق التأثيري للكلمات ، وهكذا الترتيب المكاني و الزماني لها ايضا له عمق تأثيري ، و أخير البعد الخطابي . بمعنى آخر انّ المعاني يمكن ان تؤثر في النفس على ثلاث مستويات مستوى المعنى المفرد و مستوى الاسناد او الترتيب و التجاور المكاني و مستوى الخطاب و الجملة التامة . 
بينما يعتمد الكلام في تأثيريته على مستوى الافادة الجملية و الخطابية على المعاني المركبة المفيدة او على القول التام المعنى بما هو رسالة و خطاب معنوي ، بحيث انّ ما يحصل من تأثير هو بفعل ما يستلم من معرفة و من افادة و من بيان معنوي ، فان التأثيرية على مستوى المفردات و الاسنادات ( الترتيب المكاني للكلمات ) فهو يعتمد على الثقل الشعوري و الزخم العاطفي و الرمزي للكلمات . و لقد بينا في مناسبات سابقة انه يمكن للمؤلف ان يستفيد من هذه الطاقة و يوظفها و يجعلها عنصرا تعبيريا اضافة الى الخطاب  ، هذا البعد الذي يؤثر فيه النص في نفس القارئ بالمفردات و ترتيبها من دون خطاب هو البعد التجريدي  . فيكون النص ذا بعدين في تأثيريته البعد الخطابي و البعد التجريدي .و من هنا يعلم ان التجريدية في النص ليس بالضرورة ان تعتمد الرمزية المغلقة و اللامعنى كما صورتها الحدثة ، بل يمكن تأدية ذلك بأدب قريب عذب يعتمد في رسالته على البعد التأثيري و الجمالي و الشعوري للكلمات اكثر من الافادة و البوح المعنوي التوصيلي .
اللغة التجريدية ، و اقصد بالضبط أسلوب تجريد الكلام فنيّا بالاعتماد على قوته الحسية و الشعورية بدلا من الاعتماد على ثقله المعرفي و الخطابي ، مع ايصال الرسالة بكل تلك الادوات ، هو من أهم الانجازات و التحولات في الوعي البشري تجاه اللغة و تجاه الأدب و الفن ، و كلما صار الشعور بالاشياء اكثر عمقا و نضجا و علوّا فانّ البشرية ستتجه نحو التجريد اكثر ، بينما كلما صارت الحاجة الى التعبئة و التوجيه مطلوبا صارت اللغة الخطابية هي السائدة . ان مصطلح التعبيرية التجريدية في الأدب فضفاض على الرغم من دقته النسبية في الفن التشكيلي، وفي البداية كان يشير إلى حركة في التصوير، تركت محاكاة الواقع الخارجي لكي تعبر عن الذات الداخلية أو عن رؤية شخصية جوهرية للعالم وكانت رد فعل على الانطباعية وفي الأدب ليس هناك تعاقب معترف به لتلك النزعة أو مدرسة محددة، بل هناك تقنيات مثل التصميم المتجزئ (الأرض الخراب لإليوت) .
و ليس صحيحا تصور انّ اللغة التجريدية هي رمزية عالية ، بل الحقّ انّ التجريد غير معتمد على الرمزية المعنوية اصلا و انما يعتمد على رمزية تحسّ و تدرك لكنها لا تفهم كخطاب ، وهذا امر مهم جدا ، لذلك فالتجريدية هي اعلى حالات التعبيرية و التي هي الانبعاث و الانطلاق من عمق الذات الشعوري و العاطفي و الوعي الجمالي بالاش

لذلك فالتجريدية هي اعلى حالات التعبيرية و التي هي الانبعاث و الانطلاق من عمق الذات الشعوري و العاطفي و الوعي الجمالي بالاشياء نحو الخارج . وهذا الفنان الحداثي التجريدي ماليفتش 1878-1935 تميز بفنه غير الشخصى البسيط وغير المزخرف ؛ وأراد تصوير مالا يرى. لقد عبر الفنان عن رغبته في أن تصبح الحداثة شكلاً لقوة الإنسان الذى يكرس طاقته من أجل خلق الأشكال الجديدة. (9 ) . و بينما في التعبيرية العادية تكون المحورية لرسم و تصوير البوح فانه في التجريدية تكون المركزية لرسم و تصوير الشعور ، فتخرج الكلمات عن مجرد وسائط تعبير معنوي بل تصبح وسائط تعبير جمالي و شعوري وهذا تطور مهم في التجريدية اللغوية وفهم جديد فعلا لها .
في قصيدة ( لوحة )  استطاعت الشاعر زكية محمد ان تحقق النص التجريدي المحافظ على الخطاب الواضح بالتركيز العميق على الثقل الشعوري و العاطفي للمفردات ، و وظفت كثير من العناصر اللغوية في سبيل هذا الانجاز ، و يظهر من مواطن كثيرة في النص انها كانت تكتب اللغة التجريدية بوعي و قصد ، فابتداء من عنوان النص ( لوحة ) و مرورا بالاكثار من الالوان و الاشياء الطبيعية و نهاية بالثورية و طلب الخلاص و هو اهم مميزات التعبيرية .
انّ العلامة الحقيقة و المهمة في النص التجريدي انّه يؤثر و يحقق الادبية و الابداعية من خلال الزخم الشعوري و الثقل الحسّي و العمق الانساني ( اي التجربة ) قبل التوصيل الخطابي . وهذا ما نجده حاضرا في قصيدة ( لوحة ) . وهنا ستملّس البعد التجريدي في هذه القصيدة السردية العذبة ، و التي مكّنت سرديتها و عذوبتها كلماتها من التواجد و الحضور بشكل سلسل و واضح و عذب و متفرد و تجلت التجريدية بكل يسير و سهولة بعيدا عن اي ضغط او عنف او ارباك او قفز او لوي للمفردات و التعابير .
من أهم ميزات التجريدية اللغوية ان لها القدرة على رسم الشعور و الاحساس بعيدا عن افادات الجمل و نجد هذا حاضرا في عبارات النص ، تقول الشاعرة 
(1- ألواني زاهية كفراشات الربيع. 2- لا أتوقف عن مغازلة الضوء. ) فلدينا هنا مقاطع تصويرية ، و التعبيرية العميقة واضحة ، و مع ان الشاعرة انتهجت نهجا سرديا و وصفيا الا انها حققت نفوذا عميقا و ادراكا شعوريا قويا بالاشياء ، فالابهام و المجانية في الالوان اعطت مساحة فكرية واسعة للتخيل و انطوت على الذات باسرها ، وهنا تبرز الرؤية و الادراك العميق بالاشياء ، انه تجريد و توحد ، و تتجه الشاعرة الى وصف احساسي اخر في ( مغازلة الضوء ) و ايضا الاطلاق و الكلية المعنوية و البعد ان التشخيص و التشكل ، تجعل القراءة تتكئ على البعد الشعوري و الاحساسي اكثر من المعنوي ، وهذا هو جوهر التركيبة التجريدية الشعورية .

و في مقطع رمزي قريب فيه بوح طعمته الشاعر بثقل احساسي ينحى بالادراك القراءاتي نحو المجال الشعوري و الاحساسي حيث تقول :
( أعشقه منذ أبصرت عيناي جمال الشمس ولم أشتك يوما قيظها الذي يحرق حسّي المرهف ويلهب أفكاري المترددة. )
ان من ميزات التجريدية التعبيرية هو النزوع الى ابعد نقطة احساسية و شعورية في الكلام ، او هو ( التطرف التعبيري ) ان صح التعبيري ، حيث يتجلى البوح الاقصى و الذي يصدم القارئ بثقل الشعور المعبأة به العبارات ، و من الواضح ان الشاعرة في هذه المقاطع قد عبأت عباراتها بكم هائل من الاحاسيس ما كان ممكان لولا الادراك العميق بالاشياء و بتأثيرها و نفوذها في النفس ، فهي تعشق الضوء ، وهذا عمق ثم يأتي توجيه شعوري اقوى و اعمق ( منذ ابصرت عيناي جمال الشمس ) ثم توجيه شعوي اخر ( لم اشتك يوما قيظها الذي يحرق حسي ) و من الواضح الثقل الاحساسي لعبارة المجازية ( يحرق حسي ) 
و في مقطع وصفي تعبيري و ذاتي تنفذ الشاعرة الى مشكلة الذات و الارادة و الاختيار تقول الشاعرة 
( أحدق بالحلم طويلا لأجد لونه أجمل مما تمنيت . لوحتي متحف متجدد ،كل يوم بلون وكل لون أجمل من كل أحلامي. )
فبوصف قريب الا انه معبأ بمشاعر و فيه نقل تعبيري يضفي على الخارج لمسة الذات حيث يكون الحلم اجمل و تكون اللوحة المطلقة الواسعة سعة النفس متجددة ، و بوجودات هي اجمل من الجميل المدرك ، وهنا تحقق التطرف التعبيري و البوح الاقصى الذي لولا هذا التراكم الشعوري و الاحساسي في النص لما حقق هذه الدرجة من البوح و التعبير . ثم تختم الشاعرة قصيدتها بعبارة بوحية تبلغ من الشدة التعبيرية درجات عالية حيث تقول :
( فقد كفرت ألواني بأصنامه العمياء .)
لقد نجحت الشاعرة و بتجربتها الفنية الواسعة و ادراكها العميق بالاشياء ان تحقق منظومة مشاعرية و احساسية موازية لعنصر البوح و التوصيل ، و هذه القصيدة رغم محافظتها على وضوح الخطاب و برمزية خفيفة و قريبة ، الا انها ايضا عبئت بطاقات تعبيرية اعتمدت كثيرا على الثقل الحسي و المشاعري للمفردات و الاسنادات ، و حققت لونا تجريديا مغايرا و مختلفا جدا عن التجريدية المعتمدة على الرمزية المتعالية و الانغلاق .

هناك تعليق واحد: