الأحد، 14 أبريل 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // أنلتقي أخي ... كجوقة عصافيرَ // كُتبَ النص بمداد الشاعرة :: مرام عطية // سورية

أنلتقي أخي ....كجوقةِ عصافيرَ 
____________________________
أنا وأنتَ كغرستي حقلٍ لفلاحٍ نشيطٍ ،شربنا العذوبةَ من ساقيةٍ واحدةٍ ، وطعمنا الأفراحَ والأحزانَ من صحنٍ واحدٍ ، سرنا دروبَ السعي سويةً كنحلتينِ رشيقتين، اجتزنا المهالكَ معاً وقطعنا بعزيمةٍ الأشواكَ والأدغالِ ، كسرب ماعزٍ لاتعيقُ خطواتهِ وعورة الطريقِ للجبالِ ، درسنا في مدرسةِ الحياةِ ذاتها ، نهلنا العلوم نفسها ، و على ضفاف نهر الطفولةِ لعبنا ومرحنا كثيراً ، كم صنعنا زوارقَ زرقاءَ لنسبحَ مع أحلامنا وراء البحارِ ! و كم أطلقنا الطائراتِ الورقيةَ نحو النجومِ غير خائفين أن يبتلعها صاروخٌ معادٍ أو تفجرها سيارةٌ مفخخةٌ ! وكم عصينا وصايا أرزةِ الدارِ الحبيبةِ حين كان ينادينا التوتُ والخرنوبُ ! أتذكرُ ياشقيقَ الروحِ ، كيفُ جرينا طفلينِ سعيدينِ وسابقنا الأرانبَ والوعولَ غيرَ مبالينِ بخنادق الخذلانِ و عواصفِ الخيباتِ ؟!
كم بكينا و احتسينا مراراً من غضبِ الزمانِ كؤوسَ الظلمِ والحرمان ! أتذكرُ كيفَ زرعنا أمنياتنا تحتَ الشمسِ ؟ وماأجملها من أمنياتٍ !! بعضها صار أشجاراً مثمرةً وبعضها تلاشى كالسرابِ .
أترانا اليومَ وقد تاهتْ بنا الدروبُ ،وقصمَ ظهرنا الغيابُ أترانا و قد تغيرتْ أحلامنا ، ولبستْ ثوبَ الرجاءِ، نلتقي بعد اتساعِ الغيابِ كجوقةِ عصافيرَ تعودُ لوطنها الأمِّ برحيلِ الشتاءِ ؟! فأنا لاحلمَ لي إلاَّ لقياكَ و لا منيةَ لفؤادي سوى أقمارِ وجنتيكَ تلوِّنُ خريفَ عمري بدفءِ الحبورِ .
________
مرام عطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق