السبت، 27 أبريل 2019

لازلتُ أبحثُ عن قصيدة ! // كُتبَ النص بمداد الشاعر // أحمد المنصوري // المغرب

لا زلتُ أبحثُ عن قصيدة !
لازلتُ أبحث عن قصيدة..
يفوحُ من حروفها
عطرُ الرياحينِ والأزهارْ
وذويُّ القنابلِ
ورجمُ الأحجارْ
لازلت أبحث عن قصيدة
تَلأَمُ بالحبِّ
وتداوي بكي النارْ
جِراحاتُ وطنٍ محتارْ
وتُرتِّقُ بالرؤا والأحلام
شروخَ جسدهِ المنهكِ المنهارْ
لازلت أبحث عن قصيدة
تُغني فجيعةَ الزمن العربي
وتغسل بالدّمع تاريخه
تغطي عورته
وتفقأُ أعينَ أولائك الكفار
الذين لا يؤمنون
بأن الوطن فردوس
وما يسمونه المواطن
هو في أسمى تجلياته إله
لازلت أبحثُ عن قصيدة
تُنصفني بين شعوب الأرض
تغسل عروبتي من العار
تُكسر كل العروش الواهية
وتجعلني أتربع على أرضي الغالية
فأعانق كل المعذبين
وأُقبل جباه المتمردين
لازلت أبحث عن قصيدة
تُؤمن بأن الحب تضحيه
وأن المحب روح الله الأبديه
لازلت أبحث عن قصيدة
تُسمعني دقاتُ إيقاعها
صدى الإجتياح
فتُغني أعضائيَ..
كلُّ أعضائيَ فرحةَ الإرتياح
لازلت أبحث عن قصيدة
تُبشرني...
أن سيزيفَ فتَّت صخرتهُ وانتصرْ
وأن الحجّاجَ فقد وعيه وانتحرْ
والعنقاءُ عانقت الأعالي
وبجناحيها رسمت قلب وطنٍ
بديعٍ ..بهيٍ ..جميلٍ
بيد أنه للأسف يحترقْ
لأنه من حكامه يختنق
لازلت أبحث عن قصيدة ترفعني..
تُحلق بي بعيداً.ً.
بعيداً عن عوالم الشهرة والنفاقْ
والتملُّقِ والرياءْ
يا أصدقائي ...!
يا أصدقائي..
أيها الشعراء
اكتبوا بدمائكمْ
بنور ضميركمْ
بأسمى أحلامكمْ
ودعوا النُّجومية للأغبياءْ
فما البقاءُ إلا للأوفياءْ
فهم وحدهم الأقوياءْ
لازلت أبحث عن قصيدة
هدفها الأسمى خدمة الإنسان
تبُتُّ في نفسهِ روح الإطمئنان
لازلت أبحث عن قصيدة
لا بداية لها..
وليس لدلالاتها انتهاء
لازلت أبحث عن قصيدة...!
لازلت أبحث عن قصيدة...!
*أحمد المنصوري*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق