الخميس، 18 أبريل 2019

قراءة في ومضة للشاعر : امين جياد // بقلم الاستاذ حميد شغيدل الشمري // العراق

قراءة في ومضة الشاعر امين جياد
نوع النص ..ومضة
ثيمة النص رمزية متقنة
.....حميد شغيدل الشمري
.........
في اواخر السبعينات وحتى اواسط الثمانينات لم يك لدينا ما نسلو به ونحن في معترك الحياة ودهاليزها وحركة وعنفوان الشباب وكانت احلامنا تتسابق مع الزمن ،مرة نكون ممثلين مسرحيين، ومرة شعراء شعبيين، ومرة نحاكي امرؤ القيس ونتيه بين قوافي المتنبي ونتبختر مع ابي نواس في مجونه وزهده من خلال ما نحتفظ من دواوين شعرية لهم .ومن خلال جدالات ادبية شبابية
لم نطلع على المعاصرة والتجديد لانها مصطلحات كانت لا تفهم لدينا مع ذلك كنا نعشق السياب ونازك والبياتي.
ونقرا هنا وهناك لشعراء كانوا يسمّون في وقتها شعراء شباب نقرا لهم في الصحف المحدودة وفي مجلة الطليعة الادبية التي نشرت مرة لي مقطعا لي اعتبرته انتصارا عظيما.
ومن بين ماكنت اقرا اسمه وامر على نصوصه الشاعر المبدع امين جياد.
والان وبعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي اصبح كل شئ في متناول اليد .
ليكون امامي الشاعر (امين جياد) ويصبح صديقا لي وتعمقت في قراءة نصوصه الرائعة التي تمتاز بسباكة عالية وكانه صائغ ذهبي يعتني اعتناءا كبيرا بكل مفردة يكتبها مبتعدا عن المباشرة والاطالة الغير مبررة لذا يجعلك تقف طويلا متاملا تبحث في زوايا النص عن منفذ كي تصل الى ما يبغيه .
واليوم مثل امامي نصا زاد قليلا عن الومضة او نستطيع ان نسميها ومضة باناء من ذهب .
ابتدأ شاعرنا بمفردتين جميلتين البناء والزقورة كل واحدة تمثل معناً مكملا للاخر.
(بنيت) فعل ماض يتحدث عن الذات لذا استبعد ان يرمز به الى غيره من السلف .
والزقورة يعني التاريخ والايمان ، وكلا المفردتين يوحيا للخلود والبقاء ،لقد كان الاوائل يخلدون انفسهم بالبناء والتواصل مع الاله من خلال زقورة الايمان هل اراد شاعرنا الخلود.
لم لا وماذا يمكن ان يخلد الشاعر غير نتاجه الرصين واي خلود ينشد.
الخلود يمكن ان يكون سلبيا ويمكن ان يكون ايجابيا بمعنى هناك من خلده التاريخ بابشع صوره وهناك من كتبه التاريخ بمداد من سمو ورفعة والامثلة كثيرة .هنا وقف شاعرنا ينسج الكلمات بخيوط البريسم والحرير الناعمة القوية ويطرزها بالعسجد واللؤلؤ والعقيق ولم يكتف بذلك بل ضل ينسج ويصوغ، الابداع على الابداع والعقيق على العقيق والذهب على الذهب
( وانْشَأْتُ هَرَماً مِنْ ياقوتٍ)
ليترك لنا هرما من تالق يعاكس في علوه وبهاء ضوءه الشمس .ليكون هرما عراقيا يتمازج مع زقورة اور بكل شموخها.
تحية لك صديقي وعذرا للاختصار
والخلود للمبدعين
النص
....
بَنَيْتُ زَقّورَتي مِنْ حَجَرِ العَقيقِ ووضَعْتُ قبورا ً
ذَهبيَّةً بيْنَ جدرانِها وانْشَأْتُ هَرَماً مِنْ ياقوتٍ
يُشْبُهُ القَلْبَ فأكْتَمَلَ البَرْق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق