الاثنين، 8 أبريل 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // رؤيا : في قصيدة الشاعر : عبد الجبار الفياض ( سقراط يموت واقفاً ! // بقلم الناقدة سهيلة حماد // تونس

رؤيا: في قصيدة للشاعر عبد الجبار الفياض " سقراط يموت واقفا !
=====
=======
سقراطُ يموتُ واقفاً !
يبابٌ
يرقبُ غيمةً في ساعةِ طَلْق . . .
أقزامٌ
يقتسمون هواءَ المدينة . . .
تموجُ بما لم تألفْهُ من قبلُ أروقةُ المشائين . . .
من أينَ جاءَ هذا الدّميمُ بأتعسِ ما رأتْ عيونُ النّهار؟
يقلِبُ ما قد غارَ في جماجمَ مذ التصقتْ بها الأسماء . . .
قيّدوه . . .
إنًّهُ يُلقي الحَصى في بحيرةٍ راكدة . . .
يُفسدُ علينا ما نحنُ فيه . . .
لا تدَعوا لهُ قدَماً في مجلس
فانفاسُهُ غيرُ الأنفاس . . .
إنَّهُ ينتصرُ لدمامتِه
بخرقِ ما نراهُ جمالاً !
. . . . .
قُضاةَ القصر
بيدِكم تُستَلُّ من تحتِ لذتِها الخطيئة
يُدارُ دولابُ القَرارِ لبوصلةِ الشّرفةِ المُنيفة !
حيثُ الظّلامُ يصنعُ توابيتَ بلا أسماء . . .
مالكم
علقتُم الكلمةَ من ثدييْها
حتى تساقطَ لحمُها في أفواهِ السّفهاء !
كأنَّ الأمسَ روحٌ مقدسةٌ لا تُمسّ
تُحرقُ حولَها الفصولُ الأربعةُ بخوراً بترتيلةِ الوَلاء . . .
خذوا هذهِ التي أتنفسُ بها
لكنَّكم لنْ تأخذوا ما باحتْ بهِ لهذا الكون . . .
تبّاً لعصرٍ
يُخنقُ على الأشهادِ شاهدُه . . .
. . . . .
لم يعلُ الموتُ قامتَهُ القصيرة
اصطحبَهُ بثباتِ قِممٍ
يرتقيها
لكنَّهُ
يظلُّ بجوارِها مملوكاً . . .
يَسرُّهُ :
لا يليقُ بعظمتِكَ أنْ تكونَ تافهاً إلى هذا الحدّ . . .
بئسكَ أنْ تُسكبَ سُمّاً في قعبٍ من فخار . . .
أغلقَ عينيْه . . .
القابعون فوقَ التّل
ليسَ لهم أنْ يقتربوا من حافرِ بَغل . . .
ليتَّهم يغادرون خوفَهم قليلاً
ليروْا أنَّ الحرَّ حينَ يموت
يُكفَّنُ بورقِ الشّمس !
صرخةُ الأمواتِ
تسمعُها إذنُ الطّغاةِ فقط !
. . . . .
السُّمُّ
يرسمُ لوحةً مفتوحةَ الأبعادِ
تُرى بعينِ كُلِّ العصور . . .
ليسَ كوجهِ أثينا وجهٌ
تغادرُهُ كُلُّ الألوان جليداً أسود . . .
رجعتِ الشّمسُ إلى بيتِها بحفنةٍ من حزن . . .
كيفَ يُقشطُ ندمٌ تخثّرَ في حنايا مُعتمة ؟
لاتَ حينَ نَدم
فلا يُغفرُ لسهمٍ خرقَ حنجرةً
هتفتْ لانسانيّةِ الإنسان !
. . . . .
عبد الجبار الفيّاض
نيسان / 2019
=====
=========
العنوان سقراط يموت واقفا!
سقراط...المنطق مشاع للجميع....
يخونه أفلاطون بجعل الفلسفة ومنطق الكلام محصورا على المتخصصيين في الرياضيات ...
سقراط ميت منذ قرون ....
ما الذي أتى به في عنوان قصيدة ليعدم ثانية مذيلا بالموت واقفا والعجب يتعجب بنقطة التعجب؟؟!!....
أقزام ...سكنوا المديييينة ....أخرصووووا... الجميع ...
وصار الكلام عهراااا معلقا من ثدييه...
فساد تلاعبٌ، خزيٌ، خطيئة ورذيلة، غاب الوقار.. وحل الغدر والعار والمرار .... لاذوا أهل الديار بالفرار...
حتى الموت... صيروه مملوكا.. تابعا لذاك الذي جاء... أفسد الزرع والحرث.. وحتى المياه الراكدة... القرار طوال النهار ... تنتحر الفصول الأربعة لتصير دخانا ينهال على النهار سحابة... يتحول عتمة... تشابهت الفصول... وغابت الألوان ...فانحنى الموت الجبار... ذليلا ...للقزم ..يا للعار!! .....والجبن!! .....لا القدس قدسا!! ولا للقداسة قديس!! انطفأت الشمس!! و الخساسة باتت شعارا ليل نهار !! ....
ولكن الأحرار حين يموتون... يكفنون بورق الشمس..
لا يسمع صرختهم غير الطغاة ...
حتى السم بات فنان وله مرسم وفرشاة... يقد لوحة...
(السُّمُّ
يرسمُ لوحةً مفتوحةَ الأبعادِ
تُرى بعينِ كُلِّ العصور . . .
ليسَ كوجهِ أثينا وجهٌ
تغادرُهُ كُلُّ الألوان جليداً أسود . . .
رجعتِ الشّمسُ إلى بيتِها بحفنةٍ من حزن . . .
كيفَ يُقشطُ ندمٌ تخثّرَ في حنايا مُعتمة ؟
لاتَ حينَ نَدم
فلا يُغفرُ لسهمٍ خرقَ حنجرةً
هتفتْ لانسانيّةِ الإنسان !)
قصيدة رائعة، صورت واقعا مريرا، ذا مشهدية وصور مجازية، على غاية من الجمال الإبداعي، في لغة سلسة، مخملية، وإن كانت مكفنة بمرارة خزي العار و استسلام الشرف وراء التلال...
الآن فهمنا... لماذا قام سقراط من مرقده ؟؟!!....قام ليخطب من جديد .!!..عله ينقذ الكلام من براثن الطغيان!!...
ولكنه خذل وخاب من جديد .!!...
لذلك انتحر مخافة أن ينحرف....
واختار الوقوف حتى لا يصير مملوكا كالموت ...
ليبقى سقراط سقراط... والخسة والحسرة مرسومة على وجه الأقزام ،الطغاة، رمز الفساد... والدعارة.... والقذارة... والدناءة .....
سهيلة بن حسين حرم حماد
الزهراء /تونس 06/04/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق