السبت، 27 أبريل 2019

لا تسْتغْربِي // كُتبَ النص بمداد الشاعرة // فاطمة محمود سعد الله // تونس

لا تسْتغْربِي
إذا رأيْتِ رُوحَكِ تنسلخُ عنْ الطّين
وتسْبحُ في حوْضٍ للسّمكِ
تتشمَّمُ رائحةَ الطّحالبِ والزّمنِ
تُقبّلُ الجدارَ البلّوْريَّ الباااردَ...جدًّا
لا تسْتغربِي..
قدْ تنْتفضُ كفراشةٍ ارْتدتْ جناحيْها ..للتّوِّ
تسْتعدُّ لحفْلةِ عرْسٍ مفاجئةٍ
في أكْملِ زينتها
فهذا المساءُ الملوّنُ بكلّ الأطْيافِ
ينْتشرُ جداريَّةً سرْياليّةَ
تلْتقي فيها الدوائرُ والحصى
أوْ لوْحةًَ تتقاطعُ فيها المسطّحاتُ
والمكعّباتُ
عنْد المداءاتِ الزرْقاء
يمامةً تراقصُ الأعْشابَ المائيَّةَ
لا تسْتغْربي..
فرائحةُ السّمك ،تحرّكُ شهيّةَ الصيّاد
لاقْتناصِ عرائسِ البحارِ
يرمي شبكةَ مزروعةً بالزعانفِ المسكونة ِ بالهدير
رائجةُ السّمكِ ..
تختزلُ الأبعاد
سترقصُ صنّارتُه المنتصرة
كلّما تحرّكتْ في أحشائها أجنّةُ الضوْ ءِ
لا تسْتغْربي..
إنْ غرقتْ روحُك في حوْضٍ للأسْماك
وظلَّ جناحاها ملْتصقيْن بالجدار البلّوْريِّ البارد
وعيْناها ..
تخْجلانِ منْ نظراتِ المتطفّلين.
فاطمة محمود سعدالله / تونس ...26/4/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق