الأربعاء، 10 أبريل 2019

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب / ج2 من دراسة في مجموعة " الرحيل إلى تسنيم " للقاصة التونسية " مسعودة بوبكر: بقلم الناقدة : سهيلة حماد / تونس

ج2 من الدراسة في
القراءة للمجموعة القصصية " الرحيل إلى تسنيم" للقاصة التونسية "مسعودة بوبكر" .
ج ١
الغلاف:
خيوط تغطي خارطة تونس، وقد تشوهت حدودها، وصارت غير واضحة. كأنها فض لبكارة حرمة الجسد والأرض والوطن ...
خيوط، ذات ثلاث ألوان، يغلب عليها اللون الأحمر. يتوسطها سلاح بندقية بارودية ، بدائية، تذكرنا بتلك التي استعملها نابوليون بونابرت، والتي تسمى الحربة baïonnette،
سلاح استعمل في المواجهات الأرضية المباشرة، وجها لوجه، مع العدو مثبت على طرفه مطوى أو شاقور، وكذلك قناع بأنف كبير، من جهة اليسار ...كأنه الغول ... رموز ... تشير إلى الموت المقنع، الذي سكن الظهرية التونسية، والصحراء، وانتهك الأرض والعرض الوطن والمواطنة ... ومن جهة البحر هناك مقدمة عبارة، ربما تشير هي الأخرى، إلى الهجرة السرية، نحو الموت، عبر البحر ...
موت صحراوي، جبلي، بحري ....استشهد هنا بآخر جملة في قصة حي أبدا موت جندي في مرقبه في جبل الشعانبي غدرا ص 94 .
وهي أيضا إشارة إلى الأسلحة التي استعملت في موت أبطال القصص في المجموعة...
وقد وقعت الإشارة إليها( وأقصد بذلك السلاح الناري كالمسدس و المطوى في قصة الدليل)، كأسلحة لحماية الأشخاص لأنفسهم...في غياب الدولة الحامية إبّان الثورة ...
.
العنوان :
مكتوب بلون الدم
الرحيل إلى تسنيم....
"سفر خارج الجغرافيا والزمن" ص 91
عرفها الناشر ب قصص
توسط إسم القاصة بالأسود في أعلى الغلاف .
في حين جاء إسم الناشر في الأسفل.
أبطال المجموعة :
الهاجس:
خوف من الإرهاب الذي سكن الصحراء والجبل والبحر قد أشارت إليه في عدة قصص لعل أهمها في قصة "حي ابد" " الفرحيم" " فراحيم الحسن" ...
الروح والجسد :
" الجسد منذور إلى العجز ثم الفناء .
الروح تعبر الأزمنة والأمكنة "ص111
الزمن:
"كان الزمن غير الزمن" ص 112
يتغير الزمن النقدي بتغير الذائقة والتلقي والملابسات السياسية والاجتماعية ... ص111
"بات الزمان يتسلى برسم خطوته على أديمه مسجلا أهدافا في زمن التوهج والغضاضة والاقتدار " ص 108
" في المرة الأخيرة بل آخرها ..."ص 108
الزمن لدى القاصة، استردادي ارتدادي في الحكي..
"ها هي تبحث عن ملمس لجدتها البعيدة ..."
"أشاهد حبيبتي عبر الزمن.. "
وهو أيضا (الزمن في المجموعة القصصية )*، إيقاعي بامتياز لم نسمع له نشاز ...مكثف، حربي، يأخذ صفة بعد الموضوع والهدف والمقصد والغرض...
واستشهد بمقدمة قصة، " فراحيم الحسن "والتي تصف ليلة من ليالي المدينة حيث يتحلق الساهرون 95
الخيوط :
الفتل، خيوط التطريز، والحبال، الحبل السري...
من أجل نسج مجتمع، جميلة ألوانه .
الذاكرة :
ذاكرة، تجاهد من أجل الاحتفاظ بالألوان الزاهية والجميلة،
وأخرى تقاوم الفساد،والسواد و الغربان ...
ذاكرة تحرص على اللقاء بِمُتُونِ العلم والفكر " أَنَّ لها أن تدرك عشرتي سنوات مع ما تحمله الرفوف من كتب ....فكيف أحجم عن لقائهم والتَفكُّر في حضرتهم في ما خاضوا وباحوا وسطروا .. " ص 108/109.
الأمل :
في غد أفضل بالعلم والعمل والكدّ والجد "في رفوف والوجد"، وفي "الدليل "، في حسن اختيار الرفيق وحسن التدبير في المصير ....
الموت :
"سيكون للموت في موعده زمام الحسم" ص109
"ليصبح العمر زفرة " على رأي "آن فيليب "
"إنما العمر زفرة"ص112
جهاد واستشهاد:
من أجل الخلود، في الرفوف وملاحقة الغبار، لمقاومة تكلس الفكر وإرجاع البريق للتفكير والمعرفة ومقاومة الجهل قبل الفراق......ومغادرة الحياة....
الفكرة:
المرأة والرجل في السرد ....بالأسود وفي المضمر ....
المرأة :
وطن، أرض، أم .أخت حبيبة،ثكلى، طالبة،عاملة، أستاذة جدة، أميرة، بطلة حكايات حرف جميل مخاتل، يهب نفسه للكاتبة، لتزفه في رحلة الحكي، والوصف لسارد(ة) شهرزاد أبدعت في التجوال، في عقول أبطال حكايات القصص التخييلي العجائبي والأرواح بامتياز ....فتعرفنا من خلالهم عن وضع المرأة وقدرها، ومقدارها، ما كانت عليه وما صارت إليه، باختيارها، وما ينتظرها إذا استمرت على عماها...طموحها ورجاؤها....
وما يجب عليها فعله، في المستقبل، لتنعم برغد العيش والاحترام، لكي تنسج حكاية، وتفتلها، بين خيط حرير وخيط مسد، تكون فيها فاعلة، رائدة، تحمل راية فكر، وقدوة، ناطقة بالحق مميزة له، يفخر بها من تنتسب إليه سابقا كان أو لاحقا ، لا تابعة، كعورة، رافضة لكل جدل عقيم قبيح. عارفة بأن طريق الفردوس الحق... في الوعي والإدراك والاستبصار والمعرفة بين رفوف الوجد، لا على سرير العهر و العفن.
وأن تحافظ على حدود خريطة جسمها، و بلادها، معتزة بجنسها، بنسبها وانتسابها، بذاكرتها الوطنية، لا مستسلمة لمارد من أعداء الإنسانية، تجار الموت عبدة المادة، من الوحوش المقنعين وراء هالات الدين، وخاتم الزيف على الجبين، المنبتين عن السلالة، المنفصلين عن الكون، المعانقين لعالم الجن، الكافرين الشياطين، المعوقين، همهم الأذى، الناقمين على العباد، والبلاد، والوجود، ، والحدود ، المقتنعين بأنهم يحاربون الطاغوت... المارقين عن الطاعة، لتعاليم دينهم الجديد، المحدث في مخيالهم، المطوع لنزواتهم، وغزواتهم الجنسية الماجنة، الملطخة بالرذيلة ، وما وهم في الحقيقة، سوى شياطين الإنس، الجهلة، المارقين، الخارقين، لكل النواميس، والقوانين السماوية والموضوعة ...وقد أصرت القاصة أن تدفع بهم إلى الموت لتطهير عالمها التخييلي من جراثيم مخافة العدوى وقد دفعتهم صاحبة القصة إلى نهايات حتمية ... لإبراز عقليتهم العقيمة ليصفى ذهن الأحفاد، مع أبطال الجِدِّ على رفوف الوَجْدِ راسمة مستقبلا مشرقا استشرافيا ليتحقق هدف الثورة ....ثورة لم تكتمل ثورة تائهة عن الطريق تزعمتها عصابة الأربعين حرامي تنتظر الوصول إلى برّ الأمان والسّلام وترفض جنِّي علاء الدين تُعول على العلم والمعرفة .....
لتقد حكاية جديدة بألوان زاهية....
الرجل هو رمز للثورة، التي وإن حادت عن المسار، وإن برزت في صورة مشوهة،إلا أنها تحمل في داخلها مفهوما إيجابيا ...ألا وهو حرية التعبير ....وبداية الوعي والإدراك...
وهي نافذة للتأمل والتفكير من أجل تقرير المصير ...
وما هذه الفوضى والخراب والحرق إلا هدم من أجل بناء إنسان جديد فاعل، يأخذ من الماضي أجمل الألوان، سلاحه الكتاب والعلم والعمل، لنسج حكاية أجمل تتغير في كل مرة وتتطور، دأبها دأب تطور الفكر البشري والإنساني الطموح ،إلى الأفضل وما قضاء القاصة على رموز الشر في القصص إلا إيمانا وإيذانا بالخلاص، وبالساعة الصفر واللحظة الصفر، للانطلاق من أجل تقرير مصير أفضل، ومجتمع تتقاسم فيه الأدوار، المرأة مع الرجل، دون تفاضل وبلا تخاذل .....يحافظ كلاهما على الأصالة والحضارة، والمعالم، و يعيد للجسد قيمته وللمرأة بريقها والوطن حرمته ...وللكبير والصغير حقه والتجمُّل بنبل الأخلاق والاستنارة بالعلم والمعرفة ....
الموضوع: السرد
الجملة السردية لدى القاصة مسعودة بوبكر، على غاية من الجمالية الشعرية، لها جاذبية لذهن المتلقي، بشكل تحدث لديه تلك اللحظة القادحة، التي تهيج لديه إيحاءات، وانزياحات عديدة، مكثفة نتيجة لزخم الترميز، والدلالات والحركة والإيقاع والأصوات والروائح والتفصيل والتجزيء والتخليص والتشبيك و التشابك والسفط والقبض والنظم والهضم واللفظ ... التي قد تختلف، من قارئء إلى آخر، على حسب استعداده ودرجة حضوره الذهني،الآني، وربما اللاحق، بحيث، كل جملة تنحت ، وتظل محتلة لفكر المتلقي، بصورة تحدثها المشهدية والتفضية والثنائية الضدية، من الصعب أن تغادره لفترة من الزمن .
ولكثرة البراع والتقنية العالية، لا يستطيع القارئ أن يقبض على درر النص وإبداعاته، من القراءة الأولى، ذلك أن الإبهار والأضواء المنبعثة، من الأثر تجهر الرؤيا لديه مرة، وتغريه مرة أخرى، لإعادة قراءة وقفات السارد أو الساردة التي تتداخل العديد من المرات مع صوت البطل أوالقاصة ، ما بين الفينة والفينة، للاستمتاع بشاعرية الجملة الإنشائية من جهة، والبحث عن القاصة بين ثنايا ومنعطفات السرد، علّه يعثر على "كلمة سر" يتمكن على إثرها من العبور، إلى عقل تلك الذات المبدعة، التي أنتجت هذا السلوك الإبداعي (وأعني هنا الكتابة )* هذا السلوك الإبداعي الخارق والممتع، الذي يدعوك قسرا إلى التأمّل و التفكير بوعي، وإدراك .
إدراك ذات (و أقصد ذات القارئ)*. ذات فاعلة، شريكة، في مشروع أدبي، لذاكرة مجتمع ، يؤسس إلى إعادة بهرج الألوان إلى سالف عهده...،تلك الألوان التي اختزلت في لونين :
سواد...
وبياض...
لذلك، تدعوك في آخر المدخل، إلى التدخل، من حين لآخر من أجل تنميق الحكاية وتحويرها ص١٨ حيث تقول :
"يرسخ في اعتقادي في الأخير أنه بقدر ما الخيوط ناعمة، وفاتنة الألوان، تستحق حكاية أجمل...حكاية نعيد تنميقها وتحويرها في كل مرة ."
وهذا دليل على إيمانها بالفعل.. والمشاركة.. في التغيير والتطور نحو الأفضل... لإعادة رسم واقع مجتمع أجمل نستحقه ....
وباعتبار أننا في قصة تكسوها الغرائبية والعجائبية ... فقد عثرت على ضالتي عند الروح، في "رفوف الوجد" آخر قصة في متنها ..فكأني بالروح علمت بما يشغلني... فأبت أن تخيبني... فوفرت لي آليات التحليق إلى فكر القاصة من خلال مدها لنا بمراجع une bibliographie ،
ثرية تعكس الزاد المعرفي والفلسفي، الذي يقف وراء هاته الإشراقة الذهنية المعرفية، المؤثرة،في كتاباتها بطريقة جدلية، رباعية الأبعاد:
- بين المراجع والقاصة من جهة ، وما تولد عن ذلك من نضج، ترجمته صاحبته على البياض،_منجزا يتلقفه المتلقي، ليتأمل ويتفاعل معه، ويؤوله حسب درجة وعيه وإدراكه وميولاته كل حسب ثقافته، في حركة جدلية، عله بذلك يتوصل إلى فك شفرات الاستقبال والإرسال عندها، وكذلك إلى ردود الأفعال لديها، ليتسلح قارئها من العامة ، بالعلم والمعرفة، وكذلك الطلبة، طلبة الحاضر والمستقبل من الأجيال القادمة الذين قد يعتزمون لاحقا ، إجراء بحوث التخرج على منجزها، حتى يعانقوا ويلحقوا فكرا سامقا، مربكا، وإن بدى للبعض ربما عاديا، غير أنني أجده عميقا، ورصينا وواعيا شذريا، يتميز بالتبئير والارتداد والاستدراك والتأكيد والتجزيء مما يبوؤه، مرتبة عالية، في الفكر والأدب، إذ يقارب الأدب العالمي، في نقله لتفاصيل، ما كنا للننتبه إليها، لو لا وقفات السارد، التي برهنت عن نضج و معرفة موسوعية، لأنماط الكتابة الحديثة، التي تطورت، مع تطور ذهنية المتلقي، الذي بات مطلعا، على الأدب العالمي ، الغربي والروسي، والشرقي ....
وبالتالي لم يعد ذاك المتلقي البسيط، لحكاوي الأجداد البسيطة، الذي يكتفي بسرد نمطي، لحكي يجمع البطل بالبطلة، في قصة حب، تنتهي غالبا بالزواج، و بانتصار الخير على الشر ...أوكتابات بداية الستينات ...بالنسبة للعرب في المغرب والشرق حيث كانت تتعثر تتلمس طريقها لتنطلق ..
السرد لديها، متطور، مواكب للحداثة، في صياغة مواضيع ومشاكل تخص واقعا معيشا، وأزمات حقيقية، يمر بها المجتمع بعد الثورة، بحيث نظرت إلى الصورة في ذاتها وعكستها وصاغتها نصا غرائبيا إبداعيا خارقا يماهي فنيا الأدب الحداثي العالمي من حيث التقنية الفنية العالية والغرائبية و الترميز والدلالة والمقاصد والبعد الكوني . وقد اتسم الزمن لديها بالإيقاع و عدم التسلسل في الحكي وقد لجأت في العديد من المرات إلى الإخبار الإرجاعي أي استرجاع سابق عن الحدث الذي يٌحكى مثال ذلك في قصة خيط أحمر في الصحراء. ص 22 عندما تحكي روح المهرب عن أمه وهي تحضر زوادته .... وهو حكي داخلي يأتي في شكل مونولوڨ، مضمونه مغاير للحكي الذي سبق، حيث أكد لنا أنه فارق الحياة....
واستحضارها لشخصية الأحداث، في الحكي، من أجل توضيح سرد الحكي الأول، وهي ارجاعات بسبب تكميل فكرة، أو من أجل تكرارها، أو الجمع بين التكرار والتكميل و التوضيح مثال ص37 "من آخر فقرة إلى آخر فقرة في ص42
حيث ارجأ البطل( الشخصية )* نبأ وصول حرس المواني إلى ص 42 الذي كان أشار إليه في آخر مشهد ص 37 . حيث بقينا حائرين ... فيماانشغل هو بالتفضية، و واصل ينقل الأجواء داخل المركب، ويصف الأصوات بأنواعها، بدءًا من صوت الموج والريح، إلى نشاز الأفارقة ولكنتهم بالحكي باللغة الفرنسية، كما حرص على نقل طقوسهم، و لم يفته أن يمدنا بلمحة عن آلهتهم، وعن ديانة الحارقين وكذلك بتوصيف الإفريقية الحامل التي تستعد للوضع ....ولذلك الذي أشهر سكينا في وجه قائد الرحلة الغير الآدمي.. كل هاته الأجواء أبرزت انشغال السارد بالوصف و بالتحليل تارة وبالتأويل والاستنتاج والربط مع أحداث التاريخ طورا آخر.....انتج مشهدية عالية الجودة ،انجر عنه تعاطف المتلقي وانبهاره ، باتقان التاثيث وتوظيف الرموز ...بشكل احترم المتلقي ورفع من الذائقة الأدبية وعلو الابداع
إبداع وبراع في الإيقاع:
مثلا في تعريفها للموت و لقسوته (ص 14/15) :
تتوقف الساردة (سيدة الحكاية ) لترسم لوحة، عن الموت فكأنها تتخير لك، مروحية كوسيلة نقل تتماشى وحالة التحليق مع الروح، بعد خلاصها من الجسد، فتبدأ الوصف، بجمل إسمية، متكونة من، مبتدإ وخبر (مفردة) ، مشفوعة بثلاث نقاط، وكأنها أي المروحية انطلقت تستعد للإقلاع...
وعند لحظة الإقلاع، تعوض الجملة القصيرة، بجملة إسمية مركبة الخبر، نعتية، وعطفية إضافية، وفعلية ، مكثفة، وجار ومجرور ، تتماشى وحالة الإقلاع . وما إن تصل المروحية إلى العلو المرغوب، وتستقر بالفضاء، حتى يعود التكثيف على شكل إسم فاعل، ثم تكثيف للمصدر، ثم جملة متشضية.. وكأنها تعكس مطبات هوائة تعترض الطيار في سفرته، هذه، وهو يأخذ سورة توبوغرافية، لخريطة الموت وأحواله، وما إن ينتهى من أخذ الصورة، و يبدأ يستعد للهبوط.. حتى يتغير إيقاع الجملة من إسمية، إلى فعلية، ثم إسمية، وفعلية مركبة، وجملتين فعليتين بسيطتين، تشظ ...ثم يحط على الأرض، وينهي المشهد، بجملة إسمية مركبة المبتدإ والخبر...استعدادا للتوقف ...
الوصف قد يأتيك في هودج من الطبول القارعة مكثفة في شكل إسم فاعل أو مصدر...
وقد يأتيك يتدرج ويتبختر كعروس ليلة زفافها في جمل فعلية وإسمية مركبة....
وقد يأتيك مسرعا متقارب الخطوات في جمل إسمية مكتفيا بمبتدإ وخبر مفرد...
وما بين ذاك وذاك مشاهد مقطعة ،يغلب عليها عنصر التشويق والحرفية ، متوجة من حين لأخر بفواصل وقفاف سارد مدقق في كل شاردة وواردة ليمتعنا ، بالتأمل في جمال الفكر، والمعنى، واللفظ، والرموز، والتركيز والدلالة، والتحليل، والتدقيق في بعض المفاهيم والمقاربة ....

الهدف :
إن اعتمادها على تجزئة المشهد وتقطيعه من ناحية ....
والاستنجاد بوقفات اشهارية، أو تشهيرية (من أجل تضخيم عمل مشين )*، من ناحية أخرى، بين الفينة والفينة، مكننا من التحليق والرفرفة عاليا، حيث الينابيع الرقراقة و سلاسة اللفظ وعمق الفكر والإبداع ....
مرة من أجل الحكي، و الترميز و التوضيح والتحليل والتأويل أو التأكيد، ومرة أخرى لحثك على إعمال الفكر والتفكير والوعي والإدراك و التأمل....ليتحول السرد من حكي إلى ذاكرة، وتاريخ وتأريخ، واستبصار واستشراف و مخاض و ولادة وبعث وخلاص وأمل في غد أفضل، معولة على الجيل القادم، تاركة لهم رسالة في رفوف الوجد من أجل اكتمال الثورة ...
ورسم غد أفضل في آخر المدخل لنسج فساتين جميلة زاهية الألوان، تشبهنا لا كذلك الفستان الذي أهداه، ابن لأمه في عيد ميلادها ذاك الذي تتعثر فيه كتعثر الثورة والذي كاد يسقطها ....
لتكون بذلك الكتابة ترياقا يحمي المرأة من النسيان ص 13
ويساعد التائه على عدم قطع الحبل السري مع الوطن الأم كما فعل بطل قصة الرحيل إلى تسنيم ....
وحتى لا يتحول أبناء في ريعان الشباب إلى مهربين... وإرهابيين... وحارقييين... تمتص دماءهم كثبان الرمل.. أو ترمى اجسادهم في قعر البحر... طعما للأسماك.. إما قهرا نتيجة حرقة... أو بسبب لفظ أرض... نتيجة جرم خيانة وطن... لا يغتفر .
حاثة إياهم على ضرورة الوعي وعدم الانقياد بغريب من دون وعي وإدراك في قصة "الدليل".
(ملاحظة : لقد استعملت بعض الألفاظ لا علاقة لها بالسيميائية ولكنني استخدمتها تأثرا و اندماجا مع التطريز في المدخل.. و الخيوط التي رافقتني في رحلتي لقراءة المنجز المعذرة لمن لم يستسغ ذلك ...)*
انتهى
سهيلة بن حسين حرم حماد
تونس 04 /04/202019
نادي السرد توفيق بكار
بإدارة الدكتور مصطفى المدايني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق