ظـــلام الـــدهاليز
--------------------------------
لأسبوع أو أكثر لا أعلم، زجوني في دهليز مظلم، بتُّ أكره ولا أطيق رؤية الضوء
بتُّ لا احتمل ولا أطيق سماع الأصوات، تعودت الظلام والعفونة والرطوبة، في هذا الدهليز خلال الفترة الظلامية هذه، جئت الى هذا الجب المظلم لمجرد كلمة ، والحقيقة لا أدري ما هي ولم أعرفها ، ولو كنت أعرفها أو ماذا تعني لكنت اطبقت عليها فمي
والدي رحمه الله كان دائماً يقول لي: لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك... ذات يوم كتبت رسالة ولكن بالدم، الى أهلي ليعرفوا أني ما زلت حياً
ذات مساء استلقيت على فراشي وغفوت، ثم سمعت صراخاً خارج الكوخ امتزج بنباح الكلاب، أهربوا أنجوا بأنفسكم لقد جاءت الذئاب، وهربت كما هرب الآخرون الى الغابة
وسمعنا فحيح الصواريخ وأزيز الطائرات وصفير الرصاص، انها الحرب، شددوا علي الحراسة قيدوني قالوا لبعضهم أنه خطر، أدخلوه الى الجب المظلم، سنقطعك قطعاً قطعاً سنطلق عليك رصاصاً مسموماً، الجدران الاسمنتية في الدهليز المظلم، تتراقص من حولي في أماكنها، وأنا جالس في زاوية من سجني الدهليز، ضحكت مع نفسي بصوت مسموع، واستقر رأسي بين كفي وأسندت مرفقي على ركبتيّ
رفعت رأسي وأدرت عيني، ثم مددت يدي على الجدار القريب وحفرت، أعلمت صباحاً أن الحكم سينفذ بي غداً قبل الشروق، هالني ما بلغت وانقطع صوتي
وعندما حل المساء كنت حراً وانا لا ادري!
**********
د.المفرجي الحسيني
ظلام الدهاليز
العراق/بغداد
24/4/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق