متى ننزل من تلال الصمت
——————————
في هذا الزمن الضحل رغم الفيضان الذي جرف الكثير من الضحالة لقد كثرت فيه الفلاسفة وقلّ فيه العرافون كثر العرابون على حساب الوطن والدين وجعلوا للديمقراطية فماً وعيونا وللحديث تفرعات وشجون بينما المتلقي يسبح في حوض من تناقضات ساخنة وقد يقتات على ماضيه أكثر من حاضره أما غده فهو غيمة راحلة عقيمة خالية من المطر .
ما إن وقعت الواقعة حتى انبرى التعليق والحديث والتحليل يقفز على الساحة الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية فكل يعطي رأيه حسب قناعته الشخصية والمنفعية بدون النظر الى المصلحة العامة خاصة إذا كان الموضوع يخص الوطن ٠
كلنا نعلم العوامل المساعدة لهؤلاء المحللين عديدة في الوقت الحاضر منها الحرية الفردية التي يتمتع بها الفرد على حساب حرية الأخرين فهي السبب الرئيسي وثم انفتاح العالم من ناحية التواصل وسرعة انتقال الخبر والمعلومة في الأرجاء المعمورة بدون مراقبة أو عقاب ، أخذين بنظر الاعتبار الحرية المفرطة في التعبير والرأي لغرض الشهرة الزائفة. لكل مقام مقال ولكل حضور له احترامه وخصوصياته وعهدنا في أمور شتى تحدث في العراق حتى يندفع الكلّ بالتصريح هذا من يدافع وهذا من يضد ، يقف المتلقي المستقل البسيط في الوسط يلتفت يمنةً ويسرة تضيع عليه خيوط الحقيقة حيث يصدق كل قول أو كلام يقنعه مقابل المتاهة التي ستغطيه.
لاحظنا منذ عام ٢٠٠٣ ظهرت خلافات كانت مخفية بسبب أو آخر واليوم من يسمي ٤/٩ سقوط بغداد وهذا يسمي يوم الاحتلال وذاك يسمي يوم التحرير وهناك أمثلة عديدة من الحوادث التي يفترق الناس بالمواقف منها فمثلاً الشاب الذي قام بالسبّ والشتم لرموز مقدسة عند فئة أو غالبية المسلمين مقابل وجود هناك من يؤيده علناً ومن يعارضه حتى بالنسبة للإجراءات القضائية التي أقيمت ضده .
كذلك الحال بكثير من الوقائع السياسية تجد فيها من يعارض ومن يؤيد وحتما ذلك مردوده حسب المنافع الشخصية فالمواقف تتجه تارةً نحو الدول الإقليمية دون الرجوع إلى مصلحة الوطن ولو التبرير يكون عادة لأجله . وجدت هناك أختلافات كثيرة في تفسير التعريفات والمصطلحات الاجتماعية نحتاج إلى إيجاد تفسيراً والمؤثر في ثبات هذه الاختلافات .
هل هذه الاختلافات في الرأي هي ظاهرة صحية ام بالعكس تؤدي إلى تفرقة الشعب الواحد . علاوة على الاغراءات المادية التي تغري الكثير ممن لا يمت للوطن علاقة ولا ضمير حي يتحدث عن مصلحة الوطن فدفعت القنوات المال الكثير في سبيل تهميش الوطن وإسقاط الوطنية من جنسية العراقي ربما هذه التفرقة مشروع أجنبي أو مشروع تقسيم بحد ذاته لذا لابد من البحث عن المسبب في الشرخ الذي أصاب وحدة البلد .
اعتقد أن وجود التفرقة بين الشعب الواحد وتشعب الاتجاهات كلما زادت أعداد الاحزاب والتكتلات قد يؤدي ذلك إلى عدم توحد الرؤى ناهيك إلى الاختلاف في المذاهب والتفقه في الدين الواحد قد يؤدي إلى شرعنة الاختلافات وتسقيط وتصفية المعارض ، والمشكلة الأكبر نخشى من تفاقمها هي الفوارق المناطقية وانسحب ذلك على المحافظات العراقية . إضافة إلى التجزأة بين الشمال والجنوب التي عاشت لقرون طويلة وعمت على أغلب بلدان العالم . والنقطة الأهم أن الوطنية والشعور بالمواطنة باتت على وشك الاحتضار والموت البطيء نتيجة الحروب الخاسرة العسكرية والاقتصادية والفكرية ، فيجد المواطن العراقي أنه الخاسر الوحيد والمضحي في كل المهاترات والجسر الذي تعبر عليه الحكومات نحو ضفة الفساد حتى انفقدت الثقة بكل السلطات الحاكمة .
ولا ننسى الجهل والفقر والتجويع السبب المهم في التباين الطبقي بين الأمة بدون مراعاة إيجاد الحلول للتخلص من هذه الفاقه .
هل تقع علينا جميعاً المسؤلية تجاه توحيد الفكر والرأي المتعلق بالوطن ومصالحه عندما تجد هناك فئة تفرح وتسعد في حالة خسران الفرق الرياضية الوطنية مع فرق دول أخرى ووصل الحد إلى الشماتة بكل ما يجري في العراق .
وأخيراً هناك موقف حدث مؤخراً عن ردود الافعال تجاه توقيف رجل الدين من قبل رجال الأمن في أحدى المنافذ الحدودية بتهمة النية في شراء الزئبقِ فاختلفت الأراء طبقاً إلى الرقعة الجغرافية فالذي عيناه على إيران تجد تعليقه أو تصريحه منحازاً إلى رجل الدين ويذم فعل ضابط الشرطة والذي عيناه نحو عكس ذلك تجده يمدح الضابط ويلعن إيران ورجالات الدين وهكذا نجد معظم المواقف تقف على إناء غير مستقر كزئبقٍ لا يعرف الثبات بيد القائل .
إلى متى الجلوس على تلال الصمت ؟ من هنا نناشد الحركات الوطنية والمدنية والثقافية في الاتحادات والمنظمات الجماهيرية والأدباء والشعراء والاعلام والصحافة لأجل توحيد الكلمة في القضايا المصيرية في تخليص الشعب من الدمار والفساد المستشري في البلاد.
——————-
عبدالزهرة خالد
البصرة / ١٨-٤-٢٠١٩
——————————
في هذا الزمن الضحل رغم الفيضان الذي جرف الكثير من الضحالة لقد كثرت فيه الفلاسفة وقلّ فيه العرافون كثر العرابون على حساب الوطن والدين وجعلوا للديمقراطية فماً وعيونا وللحديث تفرعات وشجون بينما المتلقي يسبح في حوض من تناقضات ساخنة وقد يقتات على ماضيه أكثر من حاضره أما غده فهو غيمة راحلة عقيمة خالية من المطر .
ما إن وقعت الواقعة حتى انبرى التعليق والحديث والتحليل يقفز على الساحة الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية فكل يعطي رأيه حسب قناعته الشخصية والمنفعية بدون النظر الى المصلحة العامة خاصة إذا كان الموضوع يخص الوطن ٠
كلنا نعلم العوامل المساعدة لهؤلاء المحللين عديدة في الوقت الحاضر منها الحرية الفردية التي يتمتع بها الفرد على حساب حرية الأخرين فهي السبب الرئيسي وثم انفتاح العالم من ناحية التواصل وسرعة انتقال الخبر والمعلومة في الأرجاء المعمورة بدون مراقبة أو عقاب ، أخذين بنظر الاعتبار الحرية المفرطة في التعبير والرأي لغرض الشهرة الزائفة. لكل مقام مقال ولكل حضور له احترامه وخصوصياته وعهدنا في أمور شتى تحدث في العراق حتى يندفع الكلّ بالتصريح هذا من يدافع وهذا من يضد ، يقف المتلقي المستقل البسيط في الوسط يلتفت يمنةً ويسرة تضيع عليه خيوط الحقيقة حيث يصدق كل قول أو كلام يقنعه مقابل المتاهة التي ستغطيه.
لاحظنا منذ عام ٢٠٠٣ ظهرت خلافات كانت مخفية بسبب أو آخر واليوم من يسمي ٤/٩ سقوط بغداد وهذا يسمي يوم الاحتلال وذاك يسمي يوم التحرير وهناك أمثلة عديدة من الحوادث التي يفترق الناس بالمواقف منها فمثلاً الشاب الذي قام بالسبّ والشتم لرموز مقدسة عند فئة أو غالبية المسلمين مقابل وجود هناك من يؤيده علناً ومن يعارضه حتى بالنسبة للإجراءات القضائية التي أقيمت ضده .
كذلك الحال بكثير من الوقائع السياسية تجد فيها من يعارض ومن يؤيد وحتما ذلك مردوده حسب المنافع الشخصية فالمواقف تتجه تارةً نحو الدول الإقليمية دون الرجوع إلى مصلحة الوطن ولو التبرير يكون عادة لأجله . وجدت هناك أختلافات كثيرة في تفسير التعريفات والمصطلحات الاجتماعية نحتاج إلى إيجاد تفسيراً والمؤثر في ثبات هذه الاختلافات .
هل هذه الاختلافات في الرأي هي ظاهرة صحية ام بالعكس تؤدي إلى تفرقة الشعب الواحد . علاوة على الاغراءات المادية التي تغري الكثير ممن لا يمت للوطن علاقة ولا ضمير حي يتحدث عن مصلحة الوطن فدفعت القنوات المال الكثير في سبيل تهميش الوطن وإسقاط الوطنية من جنسية العراقي ربما هذه التفرقة مشروع أجنبي أو مشروع تقسيم بحد ذاته لذا لابد من البحث عن المسبب في الشرخ الذي أصاب وحدة البلد .
اعتقد أن وجود التفرقة بين الشعب الواحد وتشعب الاتجاهات كلما زادت أعداد الاحزاب والتكتلات قد يؤدي ذلك إلى عدم توحد الرؤى ناهيك إلى الاختلاف في المذاهب والتفقه في الدين الواحد قد يؤدي إلى شرعنة الاختلافات وتسقيط وتصفية المعارض ، والمشكلة الأكبر نخشى من تفاقمها هي الفوارق المناطقية وانسحب ذلك على المحافظات العراقية . إضافة إلى التجزأة بين الشمال والجنوب التي عاشت لقرون طويلة وعمت على أغلب بلدان العالم . والنقطة الأهم أن الوطنية والشعور بالمواطنة باتت على وشك الاحتضار والموت البطيء نتيجة الحروب الخاسرة العسكرية والاقتصادية والفكرية ، فيجد المواطن العراقي أنه الخاسر الوحيد والمضحي في كل المهاترات والجسر الذي تعبر عليه الحكومات نحو ضفة الفساد حتى انفقدت الثقة بكل السلطات الحاكمة .
ولا ننسى الجهل والفقر والتجويع السبب المهم في التباين الطبقي بين الأمة بدون مراعاة إيجاد الحلول للتخلص من هذه الفاقه .
هل تقع علينا جميعاً المسؤلية تجاه توحيد الفكر والرأي المتعلق بالوطن ومصالحه عندما تجد هناك فئة تفرح وتسعد في حالة خسران الفرق الرياضية الوطنية مع فرق دول أخرى ووصل الحد إلى الشماتة بكل ما يجري في العراق .
وأخيراً هناك موقف حدث مؤخراً عن ردود الافعال تجاه توقيف رجل الدين من قبل رجال الأمن في أحدى المنافذ الحدودية بتهمة النية في شراء الزئبقِ فاختلفت الأراء طبقاً إلى الرقعة الجغرافية فالذي عيناه على إيران تجد تعليقه أو تصريحه منحازاً إلى رجل الدين ويذم فعل ضابط الشرطة والذي عيناه نحو عكس ذلك تجده يمدح الضابط ويلعن إيران ورجالات الدين وهكذا نجد معظم المواقف تقف على إناء غير مستقر كزئبقٍ لا يعرف الثبات بيد القائل .
إلى متى الجلوس على تلال الصمت ؟ من هنا نناشد الحركات الوطنية والمدنية والثقافية في الاتحادات والمنظمات الجماهيرية والأدباء والشعراء والاعلام والصحافة لأجل توحيد الكلمة في القضايا المصيرية في تخليص الشعب من الدمار والفساد المستشري في البلاد.
——————-
عبدالزهرة خالد
البصرة / ١٨-٤-٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق