الأحد، 28 أبريل 2019

صحراءُ متراميةُ الأوجاع // كُتبَ النص بمداد الشاعر الاستاذ // عادل قاسم // العراق

صحراءُ متراميةُ
الأوجاع
عادل قاسم... من العراق
تتكاثفُ الوجوهُ المُندَّاةُ بالحَيرةِ على قارعةِ اليأسِِ والاستكانة، لاشيءَ يُوحي في هذهِ الغيومِ المُخاتلة سِوى ذلكَ البَريقِ المُزَيَّف، كَنذيرِ شُؤمٍ يُطلُّ من خَلَلِ الجِراحاتِ الذابلةِ في وجهِ السماءِ المكفهرَّةِ، لا تكترث، كما انبلَجْتَ من قاعهِ ستركضُ عارياً لخَطِّ الشروعِ. الأشجارُ تَذْبُلُ، جَسَدُكَ الهزيلُ طوَّحتهُ القيامة، تهرولُ نحوكَ الأشجارُ حتى تنقرضَ المَسافاتُ في أخاديدِ الزمن، تدلَّتْ العيونُ المعلَّقةُ على جدارِ الانتظار، تَرْقبُ السكونَ النابح، مسافرةً في فراغِِ الأسئلةِ المكتظَّةَ برأسِ جَنينٍ يشاكسُ الصراخ، مُنتظراً في جوفِ أقبيةٍ أكثرَ حلماً من ضجيجِ المآذنِ، وقفتَ حَرفاً كسيحاً تستبدلُ الثيابَ المعلَّقةَ على شمَّاعةِ الحروف، بعدَ أَنْ تَنَصَّلتْ عَنكَ أقدامُكَ، يداكَ أرجلُكَ، إلاّ رأسَكَ الذي تشاكسُهُ الخَيبة، اشرأبَ صارخاً في العَراءِ ما بين جَدثين وعَزاء، تَنهالُ عليكَ بالكركراتِ هذهِ الوجوهُ الأليفةُ المُسافرةُ على أجنحةِ الغيابِ، تَحتمي بما تبقَّى من صهيلٍ فاترٍ لجوادٍ مُحلِّقٍ في فضاءٍ من رماد، قَبْلَ أنْ يَتَفَتَّتَ عَضدُ القبيلةِ في أَصقاعِ ِالصحراءِ المُتراميةِ الأَوجاع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق