الثلاثاء، 16 فبراير 2016

الحب في زمن الكواليرا / كاظم مجبل الخطيب / العراق

( الحب في زمن الكوليرا )
لم اعرف ْ حبّكِ تجربةً عاديةْ
حتى تتحكّمَ فيهِ الانواء الجويةْ
هو أكبر ُمن كل أعاصير الدنيا 
هو اكثرُ تدميراً 
من كلّ الهزّات الارضيةْ
كيف تظنّين ستهزمني 
كوليرا سائبة ٌ 
متسوّلةٌ
في المدن العربيةْ 
هل تقدرُ تمنعني 
عن حبّكِ
عن عدواك ِ 
لأهربَ 
أبقيك ِ لوحدكِ
بين الأقوام الهمجيةْ
لو كنتُ تركتك ِ
من يعرفني 
أصبح ُ دونكِ
من غير هويةْ 
يا وطني 
وطن الكوليرا 
من طنجةَ
حتى صنعاءَ 
مروراً بالنيلِ
وبالبحر الميّت ِ
حتى عمّانَ
دمشقَ 
وبغدادَ 
وعفوكَ لو أن انسى 
بعض عواصمك المنسيةْ 
رؤساؤكَ 
حكّامكَ 
ما كانوا عرباً
جهلوا حتى اللغة العربيةْ 
صاروا تجّاراً في دمنا 
لم يأتوا بسلاحٍ نوويٍّ 
او سفنٍ حربيةْ 
حتى يرجعَ بيت المقدس ِ 
هم يخشونَ 
ستغصبُ اسرائيل ُ
فتحدث ُ حربٌ كونيةْ 
ممنوعٌ في وطني 
أن تعشقَ 
أن تعلنَ 
عن اسم حبيبتكَ الأولى 
مسموحٌ أن يسلبها 
منكَ السلطان ُ
والاّ يأمرُ 
بالقبضِ عليكَ 
ويجعلُ من حبّكَ هذا 
مفسدةً وقضيةْ 
من منّأ يوقفُ مخموراً 
من ساستنا 
او يسألهُ 
كيف يقبّلُ راقصة ً 
من قدميها في ملهىً ليليةْ 
فهوَ لديهِ حصانتهُ 
أن ْ يأتي بالعهرِ 
ليالٍ حمراءَ 
إلى الفجرِ 
يقيمُ صلاة الصبح ِ 
مئاة الركعات
فلا فرق َ 
اذا كان توضّأَ بالخمر تقية ْ 
في وطني مسموحٌ 
للحاكمِ تعديل الدستور ِ
لكي يبقى لمئاة الاعوامِ
لأنّ الحاكمَ في وطني 
لا يأتيهِ الموتُ 
لديهِ حياةٌ ابديةْ 
لكَ حقٌّ في وطني 
أن تعصرَ بطنكَ 
أن تشهرَ فقركَ 
ان تذكر َعدد الأيتام ِ 
ولكن ممنوعٌ 
أن تنشرَ ذلكَ 
في الصحف اليوميةْ
لا يقبلُ ساستنا 
نصحاً من احدٍ 
فلكلّ رئيسٍ حاشيةٌ 
ولكلّ أميرٍ او ملكٍ 
وعّاظٌ
هوَ فيهمْ صار نبيّاً 
او ربّاً يعرفُ 
أسرار الغيبِ 
ويفقهُ في الكتب الدينيةْ 
مسكينٌ وحدكَ يا وطني 
ان ْ يبقى حلمكَ 
حلماً عربياً 
ان ْ يصحو شعبكَ 
في كلّ زمانٍ 
لا يجدُ الحريةْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق