الأربعاء، 17 فبراير 2016

حوار / بقلم الدكتور محمد القصاص /

حوار 
بقلم الدكتور محمد القصاص
في حوار مع صديقة استأنستها لرقتها وروعتها وسعة فكرها ، فاستحسنت الحديث معها ، وأردت أن أقدم لها نصحا لكي تكتمل صورة الجمال عندها ظاهرا وباطنا، وكان نصحي هو نتاج تجربة مررت بها ، وقررت أن أتبعها في حياتي ، وهي أتناسى كل من أساء إليَّ بمجرد غيابه عن عيني للحظات ، مع التصميم على نسيان الأسية نفسها ، والسبب ، أنك يا صديقي ترتاح من حمل تبعات التفكير بذلك المسيء وإساءته ، فأنت عندما تفكر به بكراهية فأنت تسكن في صدرك حقدا ، وعندما تفكر في إساءته ، تضيف حقدا آخر قد يضيق به صدرك .
فما رأيكم أيها الأصدقاء جميعا ، أن نتبنى هذا الرأي ونعيش مع أنفسنا بلا أحقاد ولا ضغائن ، لنبقي صدورنا خالية من الأحقاد والحسد والكراهية ، وبذلك ننقلب بسعادة مطلقة تنعكس على محيانا ، وقد تتحول ملامحنا إلى نضارتها ، وقد تعلوا الابتسامات وجوهنا فتصبح وجوهنا طلقة ، بدلا من أن تكون مكفهرة ، تنعكس بما علق في دواخلنا من أحقاد ..
لذلك يا صديقتي ، أنا اخترت لك وللأخوة القراء ، قصيدة أحسبها كافية شافية إن تدبرناها سنكون بخير وعلى ما يرام إن شاء الله ،،،
اخترت لكم قصيدة إيليا أبو ماضي .. (فلسفة الحياة) هلموا لقراءتها واستمتعوا وراجعوني إن بقيتم بمشاعركم القديمة ، لأسرَّ لكم بشيء ما ...
فلسفة الحياة 
إيليا أبو ماضي
أيهذا الشاكي وما بـــك َ داءٌ كيف تغدو إذا غـدوت عليـلا
إن شـــرَّ الجُنـــــاةِ في الأرض نفسٌ تتوقَّى ، قبلَ الرحيلِ ، الرحيـلا
وترى الشوك في الورود ، وتَعمَى أن ترى فوقها النـــــــــدى إكليــلا
هو عبءٌ على الحيـــــــاةِ ثقيــــــــــــلٌ من يظنُّ الحـيـــــــاةَ عِبئاً ثقيــــلا
والــذي نفسه بغير جمـــــــــــــــــــــــــال لا يرى في الوجودِ شيئا جميـــــلا
ليس أشقى ممن يرى العيش مـــرا ويظُنُ اللـــــــذاتِ فيه فضولا
أحكمُ الناسِ في الحيـــــــــاةِ أناسٌ عللوها فأحسنوا التعليــــــــــــــــلا
فتمتع بالصبح مــــــــــا دمت فيــــــــــه لا تخــف أن يزولَ حتى يـزولا
وإذا ما أظل رأسُكَ هـــــــــــــــمٌ قصِّـــــرِ البحثَ فيه كيلا يطـــــولا
أدركت كنهها طيور الروابــــي فمن العار أن تظــــــــل جهولا
ما تراها - والحقل مِلكُ سِوَاها تَخِذت فيه مسرحا ومقيـــــــــــلا
تتغنى ، والصقرُ قد مَلَكَ الجـــــــو عليهــــا، والصائـــــــدون السبيلا
تتغنى ، وقد رأت بعضَها يـــــــــؤ خـذُ حيُّاً والبعضََ يَقضي قتيلا
تتغنى ، وعمرُها بعضُ عـــــــــامٍ أفتبكي وقد تعيشُ طـــويلا ؟
فهي فوق الغصون في الفجر تتلو سُوَرَ الوجـــــدِ والهــــوى ترتيلا
وهيَ طوراً على الثرى واقعاتٌ تلقطُ الحبَّ أو تجرُّ الذيــــــــــولا
كلَّما أمسَكَ الغُصُونَ سكــــــونٌ صفقت للغصـــــــــــونِ حتى تَميلا
فإذا ذَهَّبَ الأصــيــــــلُ الروابي وقفت فوقها تناجي الأصيــــــــــلا
فاطلبِ اللهوَ مثلما تطلبُ الأط ــيارُ عند الهجيرِ ظــــلاًّ ظليـــــلا
وتعلَّم حُبَّ الطبيعــــــــةِ منهــــــــــا واترُكِ القالَ للوَرَى والقيـــــــلا
فالذي يتَّقي العواذِلَ يَلقَـــــــــــى كلَّ حينٍ في كل شخصٍ عذولا
أنت لـــــلأرض أولا وأخــــــــــيرا كنتَ مَلكاً أو كنت عبدا ذليــلا
لا خلودٌ تحتَ السمــــــــاء لحــــيٍ فلمـــــاذا تُراودُ المستحيلا ؟..
كلُّ نجـمٍ إلى أفـــولٍ ولكــــــــــــــن آفــــةُالــــوردِ أن يخافَ الأُفُـولا
غاية الوردِ في الرياضِ ذُبُــــــولٌ كن حكيما واسبق إليه الذُبولا
وإذا ما وجدتَ في الأرضِ ظــــــلاًّ فتفيأ به إلى إن يَحُـــــــــــولا
وتوقـــــع ، إذا السمــــاءُ اكفهــــرَّت مطرا في السهــول يحي السهـولا
قل لقـــومٍ يستنزفـــــــون المآقــــي هل شفيتم مع البُكاءِ غليــــلا ؟
ما أتينا إلى الحيــــاة لنشقـــــــى فأريحوا ، أهل العقول ، العقولا
كلُّ من يجمَعُ الهمــــــــومَ عليـــهِ أخَذَتهُ الهُمومُ أخــــــــذاً وبيلا
كُن هَزَاراً في عُشِّهِ يتَغَنَّــــــــــى ومَعَ الكَبلِ لا يبالي الكُبُـولا
لا غُرابٌ يطاردُ الدودَ في الأر ضِ وبُوماً في الليل يبكي الطُلولا
***
كن غديراً يسيرُ في الأرض رقرا قاً فيسقي من جانبيهِ الحقـــولا
تستحمُّ النجومُ فيه ويلقَــــــــــــــــــى كلُّ شخصٍ وكلُّ شيءٍ مثيـــــلا
لا وعــــــــــــاءً يقيِّــــدُ الماءَ حتـــى تستحيلُ المياهُ فيهِ وُحُـــــــــولا
***
كُن مع الفَجرِ نَسمةً تُوســـــعُ الأز هـــــارَ شمَّــا وتـــــارةً تقبيــلا
لا سَموما من السوافي اللواتـــــي تملأُ الأرضَ في الظلام عويــــلا
ومَعَ الليلِ كوكبا يُونسُ الغــــــــا باتِ والنهرَ والرُّبى والسُّهــولا
لا دُجىً يَكرَهُ العوالمَ والنَّـــــــــــــا سَ فَيُلقِي على الجميعِ سُــدُولا
***
أيهذا الشاكي ومــا بــــكَ داءٌ كن جميلاً ترَ الوجودَ جميـــــلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق