الثلاثاء، 2 فبراير 2016

قصة عمري / ق. ق. / الاديب كاظم مجبل / العراق

قصة قصيرة
[قصة عمري ]
تلاقحت روحاهما عبر تواصلهما بالفيس بوك فلم يكن حباً افتراضياً وهما الان يجلسان على مصطبة في حدائق القشلة بعيداً عن زحام شارع المتنبي. 
هيام كانت تعرف مصطفى جيداً وتحفظ قصائده. وهو يعرفها قاصّة
مبدعة من خلال ما تنشره. 
هما الآن جوار بعضهما. هي امرأة لم تتعدى الخمسين تغطي عيونها نظارات سوداء وتتوشح بشال يخفي شعرها المخضب بالسواد 
وملامح وجهها الجميل تكاد التجاعيد تفضحهُ لولا مسحة الابتسام ألتي ترافقها. 
مصطفى ذو الخمسين عاماً الذي 
اكتمل المشيب لديه بادر بالسؤال عنها :
-ما هي آخر قصصك هيام؟ 
-قصصي لا تنتهي 
-كيف؟ 
-قصة عمري لم اكتبها بعد فللآن لا أستطيع إيجاد نهاية لأبطالها. 
هيام قاطعته سريعاً:
- لكنك تكثر من ذكر اسم سعاد في جميع قصائدك فما قصتها؟ 
- نعم ماذا؟ 
- ما بكَ صرتَ مرتبكاً
- لا لا... لكن سعاد هي حبي الأول والكبير. 
رجعت بهيام الذكريات يوم فارقت مصطفى فقيراً قبل ثلاثين عاما باحثةً عن الترف والغنى في الحياة فأحرقت سنين عمرها. 
تداركت هيام نفسها فقالت:
- أين هي سعاد الآن مصطفى.؟ 
- لا أدري 
- ربما ماتت
- ماذا؟.. لا.. لا يمكن أن تموت. 
مالذي جرى لهيام لحظتها حتى علا صوتها قليلاً مخاطبةً مصطفى :
- إذن انت تحبها للآن!!! 
- نعم مازلت..... 
- لِمَ طلبت أن تلتقيني؟ هل كنت توهمني بالحب؟ هل كان حباً افتراضياً؟وداعاً مصطفى لن تراني بعد الآن. 
انتهى اللقاء بينهما ولم يعرف مصطفى بأن هيام هي ذاتها سعاد وراحت تردد مع نفسها وتقول :
- هذه هي قصة عمري التي كنت أبحث عن نهاية لها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق