السبت، 20 فبراير 2016

رمادي والروح / الاديب قاسم الذيب / العراق

رمادي والروح ..
....................
تتقاذفني النجوى
ويصارعني السقم 
أركض متعباً
أجري بين ألاه وبين النجوى
أركض مشدوهاً
أبحث عن شرياني ألأبهر
بين نواعير تشدو بلحن سماء توغل في الهم
وأنوء بحمل الكون ألمملوء برائحة الدم
وبراز أبقار مستنسخة مملؤة حد التخمة
بأعلاف عولمة القتل
المتربص فوق بناية ألأحوال ألمدنية
آهٍ شارعنا العام
أيها المذبوح من شرق القلب عند ساحة الأسواق المركزية
وحتى غرب القلب عند تقاطع " الزيوت "
آهٍ مخبولي مدينتنا
طقوسكم المقدسة التي كنتم تمارسونها
في ساحات القلب وبين شرايينه المقطعة الأوصال
وئدت بأيدي قناصي الرعب
ومصدري " روث الديمقراطية "
ألمسلفن بعلب الكذب
آهٍ يا كثرة آهاتي .. يا كثرة لوعاتي 
آهٍ يا كثرة دمع يجري يسقي أيامي المملوءة
بكل أصناف الآهاتِ
آهٍ مدينتي الغالية
آهٍ أزقة حارات مملوءة
بسخام رماد النار
وقاتلي أحلام الناس
وزارعي أشجار الصبار
بين مروج دجلة والفرات .. 

ألسيف على الرقاب
ودعاء امرأة حُبلى 
تسير خلف حامل راية بيضاء
تحاول عبور شارع وسط القلب
متمتمة بآيات قرآنية
تحسب خطواتها المرتبكة الخائفة
ليحفظها الله من شر ثور متربص
ينفث من منخريه سموما وحقداً
على كل شيء يتحرك وسط الشارع
حارات القلب المصابة بلوث ديمقراطية الكذب
وإنفلونزا " عولمة الخراب "
" القطانة " بطين القلب الأيسر 
" العزيزية " بطينه ألأيمن
" الطوبجية "
" سوق ألرمادي ألقديم "
سينما " أبو فليس " العتيدة
كازينو وهران .. ميسلون .. ألإسكندرونة
شارع الأطباء ووجع شيوخه المرضى
" ألأورزدي باك "
وشارعه المملوء بهمسات وضحكات الصبايا
آه .. أيها القلب الممزق بين حارات المدينة
آه .. أيها الروح التي
تعلو وتسمو نحو أفق من ذهب
آهٍ صرعى مدينتي المملوءة بناموس الحميّة وألفداء
آهٍ سنابك خيل تعثرت
وحين أشتد أوارها نهضت تصهل من جديد
آآآآه ..أيها الفرح المغادر
راكباً حوصلةِ طير سنونو
باحثا ًعن " نور... " عيني المطفأة 
آه أيها الألم المقدس
كان في يوم ٍ لنا نحن أبناء المدينة أغنيات
نسهر الليل الطويل في حواري القلب
نرقص على إيقاع دبكة " ألجوبي "
التي تسمو بنا نحو سماوات حبنا العذري 
حتى انبلاج الفجركانت مقهى ميسلون
تسامر مقهى الأسكندرونة
أيها الشارع عذرا ً
أيها الساكن وسط القلب
لم تكن تدري ولا ندري 
إن يوما ً من ألأيام يأتي 
تغادر به " البسطات " أرض الأرصفةِ
وأن يغادر صوت المؤذن
منارة يوم الجمعة
وأن تمدد هكذا 
لا روحا ً ولا نبضا ً
ولا شريان دم ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق