الأحد، 14 فبراير 2016

وللحب عيد اخر / الاديب كاظم مجبل الخطيب / العراق

[وللحبّ عيدٌ آخر]
رغم المسافات عن بعدٍ أهنّيكِ
ماذا تريدين يوم العيد اهديكِ
هذي هدايايَ من اعوامَ أحملها
كأنّها لم تكنْ يوماً لتعنيكِ
اعطيتكِ العمرَ هل يرقى لهُ ثمنٌ
وليس عنديَ أغلى منهُ اعطيكِ
ياذكريات بيوت الطين احسبها 
كما القصور زماناً وهي تأويكِ
كانَّ بغداد ماكانت لنا وطناً
ولا شربتِ بها ماءً يروّيكِ
ولا "المراجيحُ" حين الثوبَ ترفعهُ
كانت عيوني سماواتٍ تغطّيكِ
وما صعدنا دواليب الهوى ترفاً
حلّقتِ حين ابتدى سرُّ الهوى فيكِ
حتى كبرنا فصار الحبُّ مملكةً
لم يبقَ منها سوى اطلال ماضيكِ
تركتِ دنيايَ والعشرون باكيةٌ
فما استطاع هدير الدمع يبقيكِ
مازارني العيدُ مذْ غادرتِ أزمنتي 
ظلّتْ كطيفٍ تناجيني لياليكِ
لم تذكريني ومرَّ العيدُ لاخبرٌ
أما رأيتِ هلالاً عنهُ ينبيكِ؟
انْ كان حبّكِ وهماً لاوجودَ لهُ
فأنتِ أوجدتهِ اذْ كيف أعفيكِ
لو عنكِ لي توبةٌ فالآنَ أعلنها
ومن حياتي قريباً سوف ألغيكِ
لكنّهُ قدري تبقين قاتلتي 
لا باسَ بالقتل حبّاً حين يرضيكِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق