( صديقي الذي لم يصارحني في حياته بأموره طلب مني أن اكاشفه وأصارحه بأموري لأبقى كما يقول على ضيائي ويبقى هو على نوره ! قلت له ما الذي تريده مني بالضبط وأنا واياك ما بيننا نقاط أو نُقَط ! قال : هل صدقت أم كلثوم حين قالت وبمرارة : ولا ليلة ولا يوم أنا ذقت النوم ايام بُعدك ! كان قلبك فين وحنانك فين ؟ قلت لصديقي هل من سؤالٍ آخر غير هذا ؟ قال : هل أثقلك هذا السؤال فلا أجد عندك الإجابة كما تعودت منك برتابة ! قلت له : سؤالك يا صديقي فتح عليّ أبواب الشجن والآلام والمحن وصروف الدهر وما فيه من فتن ! قال كيف : قلت : أيام بعد الحبيب تتزلزل معهاقلوب الأحبة زلزالها ! فلا يعرف الحبيب طعم نوم ولا مذاق يوم ولا يخلو من تصرفات فيها من اللوم ! ولا يجد فارقاً بين شدو بلبل أونعيق بوم ! إن المحب اذا كان صادقاً مع من يحب ثم ابتلاه الله بغياب من أحب يترنح في مشيته وتراه من السكارى وما عرف طعم الكاس ولا العذارى ! هو في حالة يسميها أصحاب العلم عدم التوازن وكأن أُذُنه الوسطى قد غلب عليها الضجيج فدارت به الأرض دورتها وسقط مغشيّاً عليه ولا يعرف الناس سبب غشيته ولا سبب خشيته أوهل تعثر في مشيته ؟ لقد صدقت فيما قالت فلا الليل ليل ولا النهار نهار ! فهل فقهت شيئاً أيها الصاحب والجار ؟ قال أعطني ثلاث ليالٍ أفكر فيما قلته لي وأجبتني عليه ؟ قلت له أرجعك الله سالماً واياك أن تتعثر في مشيتك ! قال عليكم السلام بدل أن يقول السلام عليكم من دهشته وشدهته ! الأديب وصفي المشهراوي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق