الأربعاء، 10 فبراير 2016

عرش الوفاء / الاديبة وفاء تقي الدين / سوريا

عرش الوفاء 
عندما منحتني صك العهد 
من كان يصدق أنك ستحولني إلى شاعرة 
من كان يصدق ، أنك حولت قلبي لفردوس آلهتك 
و على أهداب عينيك شيدت لي الأكوان ، و ملكتهم ليديا
و بنيت لي عرشا ، من ندى الصباحات فوق الغيم 
و زرعت حدائقه المعلقة على شفاه البوح ، حبا و شعرا و شغفا أسطوريا 
و عندما أحببتك 
لم أكن أعلم أن في لجية ذاكرتي يكمن كل هذا الشعر 
و لم أكن أعلم أنني سأعيش أمواج بحور كل هذا الحب
و حولي تتطاير عصافير الجنة 
تحملني على الحلم بأطيار روحك
و موسيقى الكون تصدح في أذني 
كأنها أنغام صوت همسك
يا من رسمتني على عرشي نجمة براقة كبريق رسلك وأنبيائك
تعزف على أوتار أصابعك لحن الخلود
فتتراكض الآلهة و كل النجوم سارحة غادية على ألحان الحب والهمس من شفتيك 
همس بديع و خلاب ، كحبات المطر معقودة كعقد يعانق جيد الروح 
تلامس جسد القوافي بما هو أبعد 
وتتشكل معزوفة تتمايل على قافيته
و عندما سقطت أول دمعة 
تفجرت عيون العشق 
و رسمت دروب جلجلة الملح 
و كانت الكلمة الأولى 
فتهشمت السدود و تشكلت البحور 
و بدأت لعنة الشعر تغرقني في بحورها الهائجة
قدري أخاف منه ظلما و تهميشا 
و كلمتي الأولى الآن ابتدأت 
مارت و فارت تنشد العدل 
أدرك تماما أنه لاعدل على هذه الأرض 
لكني و رغم كل ما حصل سأعتق أنفاسي و أحبس إحساسي في جداولي و أنهاري الجارفة 
لتكتمل الأسطورة 
و في كتاب خلاصي أرسمها
وياسمك أوقعها على نعشي .
هذا تماما ما سيكون عند النطق بآخر همسة

هناك تعليق واحد: