(( هو والشعر ))
في سنواتِ الرّملِ المفتولِ
أكاليلَ غارٍ لغزواتِ دونكيشوت
في ساحاتِ ريحٍ سوداء . . .
يُقلَبُ ظَهرُ المِجَنِ
لتعُساءٍ على هامشِ زمنٍ
يتكلمُ فيهِ رصاصٌ صامت
بلغةٍ
لا تعرفُها إلآ أصابعُ
تَكتبُ صكوكَ الغفرانِ بحنّاءِ الحورِ العين . . .
. . . . .
سيزيف
يعتذر . . .
حَمْلٌ
أثقلَ مُتونَ نهاراتِ الكَدْح
تكوّرَ حُزناً
ما وسِعهُ صدرُ نبيّ . . .
فمازالتِ الشّمسُ قُرصاً
يغيبُ في جيوبِ ليالٍ مُقطّعةِ الأزرارِ
لا قُرصاً
يخرجُ من تنورٍ نازح . . .
لكنَّ مائدةَ النفطِ المُعتّقِ في جوفِ الجوع
تُتْخمُ أبناءَ الشّيطان . . .
. . . . .
كيفَ لسلطانٍ
ألآ يلوي عُنقاً عما يَرى الدّنيا تسعى إليه
تحتَ أقدامِ شاعرٍ
تَمرّدَ على عصرِه
دونَ سيفِه
ولا يصبغُ جَفنيْه غَضَبٌ أسود ؟
يقيئُ رئتيْه . . .
أليسَ الشّعرُ مِروداً ؟
حمّالةَ صدرٍ ؟
رضابأً
لم يُعصَرْ من كَرمةٍ دانية ؟
اغلقوا النّوافذَ أمامَ عصافيرِ هذا الشّر . . .
لا تَدَعوا قافيةً برأس !
. . . . .
ما كانَ غيرَ شبحٍ
يندسُّ في فراشِ فرانكو . . .
رصاصاتٍ
تحلزَنتْ في مساحةِ وجعٍ
ذاكَ الذي هو
لوركا
بلونهِ الآدميِّ
الذي لا لونَ لحريّةِ الخَلْقِ الأوّلِ غيرُه . . .
أحرقوهُ شعراً
تكتبُهُ الحناجرُ غَضباً على أرصفةِ الرّفض . . .
الرّمادُ قصائدُ كذلك
أحرقوا الرّمادَ إذنْ . . .
فلامنكو بإيقاعِ الرّحيلِ الأخير *
يُلوّنُ عرسَ الدّمِ في غرناطة ** . . .
لا تدعوا لهُ قبراً يُزار
لكنَّهُ
نسيَ أنَّ الشّمسُ لا تُقبر !
. . . . .
تمْتَمَ نيرودا بآخرِه
لكنْ
ليسَ قبلَ أنْ يرتفعَ سحابةً بيضاءَ
تُنغّمُها سانتياغو نشيداً أخضرَ
على أوتارِ قيثارِ يارا . . .***
خَطَفوا الصُّبحَ
قيّدوه
لكنَّهم
عَجِزوا أنْ يضعوهُ في زِنزانة . . .
. . . . .
لم يُتْممْ فنجانَ قهوتهِ كنفاني . . .
أفعى بناقعِ سُمٍّ
تسوّرتْ خُضرَ أمانيهِ . . .
يَخشى على السُّفنِ الورقيّةِ أنْ تغرَقَ ثانيةً في البحرِ المتوسط . . .
طيورُ الأبابيلِ لنْ تبيضَ بعدَ عامِ الفيلِ ذاك أبداً !
لكنَّ سُلالةَ الفيلِ ما انقطعتْ . . .
حصانُ طروادة
يُبعثرُ قطعَ الشّطرنجِ كيفَ يُريد
من غيرِ كش . . .
قطعوا لسانَ النُدبة . . .
خُذوهُ
فليسَ لقدسِ اللهِ مَنْ يدعو . . .
غابَ طالوتُ
فشرِبَ النّهرُ كُلَّ الظّمَأَ
قعدَ الجميعُ على سوادِ يومِهِ ينتظر . . .
. . . . .
للفُراتيْنِ صادحٌ
تجرّدَ على شواطئِ غربتِه
سيخاً ساخناً
يُمسكُهُ من غيرِ مِقبض
يفري بطوناً
انتفختْ بعلاماتِ استفهامٍ مُتوحّمةٍ
برزقٍ أرسلَهُ اللهُ في محرابِ مريم !
ما لغيرِها يصمتُ العَجَب . . .
يختارُ الزّمنُ لقاماتِهِ مناراتٍ
وحُفراً لنكراتِه . . .
. . . . .
لا تبتئسْ
لا تَطوي مِنديلاً على إصبعكَ المُعافى . . .
المدينةُ الفاضلةُ
لم تعُدْ مُلْكاً لعرّافٍ
يُبحرُ في شمسِ المعارف . . .
لواعظٍ
على منبرٍ أعمى
يصفقُ لصاحبِه . . .
لراقصٍ
على حِبالِ سيركٍ غربيّ
يتموّطُ على ما ترسمُهُ الحربُ من صورٍ ثلاثيةِ الأبعاد . . .
. . . . .
بلباسِ الموْجِ المفتوحِ حدَّ الإبطين
عُراةٌ
لا يسمحون للبحرِ أنْ يُصبحَ حوتاً
يتنفسُ برئةِ الأبراجِ العاجيّة
يزدردُ
سفنَ الموشومين بحبِّ الطّين . . .
لا
لا سيدي الفاضل
الجمهوريّةُ بدونِهِ طَبلٌ مثقوب
عُرسٌ في جُمجمةٍ فارغة . . .
الزّهورُ بعبيرِها
ما جدوى أنْ تكونَ الكأسُ فارغةً لشفاهٍ
ظمأى ؟
. . . . .
الحُسينُ بدمٍ
صبغَ خطوطَ الطّولِ والعَرضِ لكُرةِ الإنسان . . .
جمرةٌ في قلبِ جليدِ الخوْفِ في أزمنةِ العَتمة . . .
جيفارا بسيكارٍ
أطفأهُ في عُيونِ مُتقعّرةٍ بظلامِ الموْت
فما عادتْ عصاً غليظةٌ تقصمُ ظَهْراً أعجف . . .
مانديلا
بمنديلِهِ الأبيضَ
مسحَ دموعَ البؤساء
بابتسامةٍ
صرعتْ مكرَ طاغوتٍ
لم يعرفْ إلآ ظلّه . . .
تلك
تُكتَبُ من المحيطِ إلى الخليج
تُقرَأُ بلونِ عِشقٍ فاقع
لكنَّها تُمحى بموتٍ أخرس . . .
اللّا وصاحُبها
تُحظَر
تُحذَف
ما دامتْ لا تُتقنُ فَنّ اللّعق . . .
أتحتفلُ عواصمُ الثّلجِ العربيّ بمقدمِ صيفٍ مجنون
يذبحُ غيومَهُ من غيرِ سكين ؟
فقد افتضحَ ربيعُهم المِثليّ
وانتحر !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
كانون ثان / ٢٠١٨
* رقصة اسبانية معروفة .
** مسرحية لوركا الشهيرة .
*** فيكتور جارا فنان تشيلي كان مع الذين اعدموا في مجزرة الملعب المعروفة .
في سنواتِ الرّملِ المفتولِ
أكاليلَ غارٍ لغزواتِ دونكيشوت
في ساحاتِ ريحٍ سوداء . . .
يُقلَبُ ظَهرُ المِجَنِ
لتعُساءٍ على هامشِ زمنٍ
يتكلمُ فيهِ رصاصٌ صامت
بلغةٍ
لا تعرفُها إلآ أصابعُ
تَكتبُ صكوكَ الغفرانِ بحنّاءِ الحورِ العين . . .
. . . . .
سيزيف
يعتذر . . .
حَمْلٌ
أثقلَ مُتونَ نهاراتِ الكَدْح
تكوّرَ حُزناً
ما وسِعهُ صدرُ نبيّ . . .
فمازالتِ الشّمسُ قُرصاً
يغيبُ في جيوبِ ليالٍ مُقطّعةِ الأزرارِ
لا قُرصاً
يخرجُ من تنورٍ نازح . . .
لكنَّ مائدةَ النفطِ المُعتّقِ في جوفِ الجوع
تُتْخمُ أبناءَ الشّيطان . . .
. . . . .
كيفَ لسلطانٍ
ألآ يلوي عُنقاً عما يَرى الدّنيا تسعى إليه
تحتَ أقدامِ شاعرٍ
تَمرّدَ على عصرِه
دونَ سيفِه
ولا يصبغُ جَفنيْه غَضَبٌ أسود ؟
يقيئُ رئتيْه . . .
أليسَ الشّعرُ مِروداً ؟
حمّالةَ صدرٍ ؟
رضابأً
لم يُعصَرْ من كَرمةٍ دانية ؟
اغلقوا النّوافذَ أمامَ عصافيرِ هذا الشّر . . .
لا تَدَعوا قافيةً برأس !
. . . . .
ما كانَ غيرَ شبحٍ
يندسُّ في فراشِ فرانكو . . .
رصاصاتٍ
تحلزَنتْ في مساحةِ وجعٍ
ذاكَ الذي هو
لوركا
بلونهِ الآدميِّ
الذي لا لونَ لحريّةِ الخَلْقِ الأوّلِ غيرُه . . .
أحرقوهُ شعراً
تكتبُهُ الحناجرُ غَضباً على أرصفةِ الرّفض . . .
الرّمادُ قصائدُ كذلك
أحرقوا الرّمادَ إذنْ . . .
فلامنكو بإيقاعِ الرّحيلِ الأخير *
يُلوّنُ عرسَ الدّمِ في غرناطة ** . . .
لا تدعوا لهُ قبراً يُزار
لكنَّهُ
نسيَ أنَّ الشّمسُ لا تُقبر !
. . . . .
تمْتَمَ نيرودا بآخرِه
لكنْ
ليسَ قبلَ أنْ يرتفعَ سحابةً بيضاءَ
تُنغّمُها سانتياغو نشيداً أخضرَ
على أوتارِ قيثارِ يارا . . .***
خَطَفوا الصُّبحَ
قيّدوه
لكنَّهم
عَجِزوا أنْ يضعوهُ في زِنزانة . . .
. . . . .
لم يُتْممْ فنجانَ قهوتهِ كنفاني . . .
أفعى بناقعِ سُمٍّ
تسوّرتْ خُضرَ أمانيهِ . . .
يَخشى على السُّفنِ الورقيّةِ أنْ تغرَقَ ثانيةً في البحرِ المتوسط . . .
طيورُ الأبابيلِ لنْ تبيضَ بعدَ عامِ الفيلِ ذاك أبداً !
لكنَّ سُلالةَ الفيلِ ما انقطعتْ . . .
حصانُ طروادة
يُبعثرُ قطعَ الشّطرنجِ كيفَ يُريد
من غيرِ كش . . .
قطعوا لسانَ النُدبة . . .
خُذوهُ
فليسَ لقدسِ اللهِ مَنْ يدعو . . .
غابَ طالوتُ
فشرِبَ النّهرُ كُلَّ الظّمَأَ
قعدَ الجميعُ على سوادِ يومِهِ ينتظر . . .
. . . . .
للفُراتيْنِ صادحٌ
تجرّدَ على شواطئِ غربتِه
سيخاً ساخناً
يُمسكُهُ من غيرِ مِقبض
يفري بطوناً
انتفختْ بعلاماتِ استفهامٍ مُتوحّمةٍ
برزقٍ أرسلَهُ اللهُ في محرابِ مريم !
ما لغيرِها يصمتُ العَجَب . . .
يختارُ الزّمنُ لقاماتِهِ مناراتٍ
وحُفراً لنكراتِه . . .
. . . . .
لا تبتئسْ
لا تَطوي مِنديلاً على إصبعكَ المُعافى . . .
المدينةُ الفاضلةُ
لم تعُدْ مُلْكاً لعرّافٍ
يُبحرُ في شمسِ المعارف . . .
لواعظٍ
على منبرٍ أعمى
يصفقُ لصاحبِه . . .
لراقصٍ
على حِبالِ سيركٍ غربيّ
يتموّطُ على ما ترسمُهُ الحربُ من صورٍ ثلاثيةِ الأبعاد . . .
. . . . .
بلباسِ الموْجِ المفتوحِ حدَّ الإبطين
عُراةٌ
لا يسمحون للبحرِ أنْ يُصبحَ حوتاً
يتنفسُ برئةِ الأبراجِ العاجيّة
يزدردُ
سفنَ الموشومين بحبِّ الطّين . . .
لا
لا سيدي الفاضل
الجمهوريّةُ بدونِهِ طَبلٌ مثقوب
عُرسٌ في جُمجمةٍ فارغة . . .
الزّهورُ بعبيرِها
ما جدوى أنْ تكونَ الكأسُ فارغةً لشفاهٍ
ظمأى ؟
. . . . .
الحُسينُ بدمٍ
صبغَ خطوطَ الطّولِ والعَرضِ لكُرةِ الإنسان . . .
جمرةٌ في قلبِ جليدِ الخوْفِ في أزمنةِ العَتمة . . .
جيفارا بسيكارٍ
أطفأهُ في عُيونِ مُتقعّرةٍ بظلامِ الموْت
فما عادتْ عصاً غليظةٌ تقصمُ ظَهْراً أعجف . . .
مانديلا
بمنديلِهِ الأبيضَ
مسحَ دموعَ البؤساء
بابتسامةٍ
صرعتْ مكرَ طاغوتٍ
لم يعرفْ إلآ ظلّه . . .
تلك
تُكتَبُ من المحيطِ إلى الخليج
تُقرَأُ بلونِ عِشقٍ فاقع
لكنَّها تُمحى بموتٍ أخرس . . .
اللّا وصاحُبها
تُحظَر
تُحذَف
ما دامتْ لا تُتقنُ فَنّ اللّعق . . .
أتحتفلُ عواصمُ الثّلجِ العربيّ بمقدمِ صيفٍ مجنون
يذبحُ غيومَهُ من غيرِ سكين ؟
فقد افتضحَ ربيعُهم المِثليّ
وانتحر !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
كانون ثان / ٢٠١٨
* رقصة اسبانية معروفة .
** مسرحية لوركا الشهيرة .
*** فيكتور جارا فنان تشيلي كان مع الذين اعدموا في مجزرة الملعب المعروفة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق