الأنتخابات العراقية وصخرة سيزيف
بقلم/ حسين عجيل الساعدي
النظام السياسي في العراق أسطورة من الأساطير السياسية في غرائبيته وتفرده عن نظرائه في دول العالم وأنظمتها السياسية، فهو بكل مفرداته ــ بدءً من الدستور المجني عليه من قبل واضعيه، وأنتهاءً بتفرد الفدرالية العراقية عن نظيراتها من فدراليات العالم، وخلو أدبيات وقواميس السياسة من وجودها ــ هذا النظام السياسي هو العجيبة الثامنة التي تضاف الى عجائب الدنيا السبعة. وهو نتاج عملية تخصيب خارجية جرت في المختبرات الأمريكية، بعد أن عقمت الرحم العراقية أن تحدث تغييراً ثورياً بأرادتها وتنجب رجل دولة دون المرور بالأنابيب الأمريكية، تم ذلك فولدت نظاماً سياسياً مشوهاً مشلولاً لم يغادر حاضنة الخدج منذ سنة ٢٠٠٣ الى يومنا هذا، ومصابا بكل امراض العجز السياسي، دون أن نرى روعة التغيير بزوال أعتى دكتاتورية عرفها تاريخ العراق، ومن ثم نرى قبح بعض ذوي التاريخ النضالي الذي حملتهم أجنحة الديمقراطية، وهم يسجدون على ورقة خضراء كتب عليها .made in U.S.A .
الأنتخابات دالة سياسية ديمقراطية تشير في العراق الى عقم العملية السياسية وعبثيتها في إنجاب رجال دولة ، ففي كل أربع سنوات يحمل سيزيف العراقي صخرته التي أُبتلي بها منذ سنين طوال حتى ٢٠٠٣ والى يومنا هذا، ومعه الأحلام والأماني والرؤى الجميلة لمستقبل مشرق، ليلقيها في صندوق الأقتراع، عسى ولعل أن تنجب هذه العملية السياسية العقيمة رفاهية وأستقرار أمني، وسياسي، وإجتماعي، وأقتصادي، تمنيات وضعت في رحم صندوق الأنتخابات اللعين، وهو يرى ويشاهد بأم عينه الميزانيات الفلكية تذهب سدى دون جدوى تذكر، وحين ينتهي موسم الأنتخابات وإذا بصخرته تتدحرج من قمة أمانيه الى حظيظ الديمقراطية التوافقية ، وتسقط معها وعود السياسي وشعاراته الجوفاء التي لا تغني فقير ، ولا تسمن ضعيف، ولا تكسي عريان، شعارات تذهب أدراج الرياح (يريك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب)، ورغم ذلك لا يقنط سيزيف المسكين من إعادة الكرّة مرة أخرى راضياً بهذه العبثية وخاضعاً لمشيئتها مستسلم لأرادتها، يعيش داخل أطرها المنيعة التي يصعب أختراقها وتغييرها على المدى المنظور .
العراقي يعيش الأسطورة السيزيفية كما عاشها سيزيف، فحاله يماثل ما قام به سيزيف كل يوم، فدورة حياته مشابهة، وصخرته ينوء بحملها أربع سنين عجاف إلى قمة جبل الأماني فاذا بها تعود أدراجها هاوية الى أسفل القاع في كل مرة . (على مَنْ تقرأَ مزاميرك) أُيها الشعب ؟ هؤلاء (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْي) أصدروا حكمهم عليك باللعنة، على أن تكون سيزيفياً، تقضي حياتك بلا جدوى، ورهن أرادتهم، يريدون منك أن تطفئ مصباح عقلك وتتبعهم، كلما قرب موعد الأنتخابات سال لعبهم على سبابتك من أجل أن تغمسها بصبغ قذارة عملية سياسية بائسة، هل لك القدرة والأرادة في تحطيم وتفكيك هذه الصخرة التي تنوء بحملها إلى أحجار صغيرة ؟، فيما مضى لبستَ جلبابك كفناً، ونفضتَ ريح الزمن عن الجسد العاري الذي أنهكته عذابات الديكتاتورية، سعيتَ زحفاً الى صناديقهم اللعينة، وعيون الأعداء ترصد خطواتك وتتطاير شرراً، فتكشف عن مفاتن جوفها، وتتقيأ أفواههم سماً رعافاً، بيدهم مطرقة تقرع الرأس، ومخرزاً يفقأ عين الأتي، ومقصلة تقطع موطئ القدم. كل هذا من أجل أمل يرتجى، يهش عنك غبار الزمن الذي وشم على أخاديدك أزقة السنين العجاف. هل يمكن أن تستعيد وعيك وتمتلك أرادتك في تغيير الواقع أم يرتد بصرك خاسئاً حسيراً كسيراً، ولسان حالك يقول: (صفينه انشاكف الطك بالاسف والحيف، وندور عالبخيت انلوذ بكتارة) ؟!!.
بقلم/ حسين عجيل الساعدي
النظام السياسي في العراق أسطورة من الأساطير السياسية في غرائبيته وتفرده عن نظرائه في دول العالم وأنظمتها السياسية، فهو بكل مفرداته ــ بدءً من الدستور المجني عليه من قبل واضعيه، وأنتهاءً بتفرد الفدرالية العراقية عن نظيراتها من فدراليات العالم، وخلو أدبيات وقواميس السياسة من وجودها ــ هذا النظام السياسي هو العجيبة الثامنة التي تضاف الى عجائب الدنيا السبعة. وهو نتاج عملية تخصيب خارجية جرت في المختبرات الأمريكية، بعد أن عقمت الرحم العراقية أن تحدث تغييراً ثورياً بأرادتها وتنجب رجل دولة دون المرور بالأنابيب الأمريكية، تم ذلك فولدت نظاماً سياسياً مشوهاً مشلولاً لم يغادر حاضنة الخدج منذ سنة ٢٠٠٣ الى يومنا هذا، ومصابا بكل امراض العجز السياسي، دون أن نرى روعة التغيير بزوال أعتى دكتاتورية عرفها تاريخ العراق، ومن ثم نرى قبح بعض ذوي التاريخ النضالي الذي حملتهم أجنحة الديمقراطية، وهم يسجدون على ورقة خضراء كتب عليها .made in U.S.A .
الأنتخابات دالة سياسية ديمقراطية تشير في العراق الى عقم العملية السياسية وعبثيتها في إنجاب رجال دولة ، ففي كل أربع سنوات يحمل سيزيف العراقي صخرته التي أُبتلي بها منذ سنين طوال حتى ٢٠٠٣ والى يومنا هذا، ومعه الأحلام والأماني والرؤى الجميلة لمستقبل مشرق، ليلقيها في صندوق الأقتراع، عسى ولعل أن تنجب هذه العملية السياسية العقيمة رفاهية وأستقرار أمني، وسياسي، وإجتماعي، وأقتصادي، تمنيات وضعت في رحم صندوق الأنتخابات اللعين، وهو يرى ويشاهد بأم عينه الميزانيات الفلكية تذهب سدى دون جدوى تذكر، وحين ينتهي موسم الأنتخابات وإذا بصخرته تتدحرج من قمة أمانيه الى حظيظ الديمقراطية التوافقية ، وتسقط معها وعود السياسي وشعاراته الجوفاء التي لا تغني فقير ، ولا تسمن ضعيف، ولا تكسي عريان، شعارات تذهب أدراج الرياح (يريك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب)، ورغم ذلك لا يقنط سيزيف المسكين من إعادة الكرّة مرة أخرى راضياً بهذه العبثية وخاضعاً لمشيئتها مستسلم لأرادتها، يعيش داخل أطرها المنيعة التي يصعب أختراقها وتغييرها على المدى المنظور .
العراقي يعيش الأسطورة السيزيفية كما عاشها سيزيف، فحاله يماثل ما قام به سيزيف كل يوم، فدورة حياته مشابهة، وصخرته ينوء بحملها أربع سنين عجاف إلى قمة جبل الأماني فاذا بها تعود أدراجها هاوية الى أسفل القاع في كل مرة . (على مَنْ تقرأَ مزاميرك) أُيها الشعب ؟ هؤلاء (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْي) أصدروا حكمهم عليك باللعنة، على أن تكون سيزيفياً، تقضي حياتك بلا جدوى، ورهن أرادتهم، يريدون منك أن تطفئ مصباح عقلك وتتبعهم، كلما قرب موعد الأنتخابات سال لعبهم على سبابتك من أجل أن تغمسها بصبغ قذارة عملية سياسية بائسة، هل لك القدرة والأرادة في تحطيم وتفكيك هذه الصخرة التي تنوء بحملها إلى أحجار صغيرة ؟، فيما مضى لبستَ جلبابك كفناً، ونفضتَ ريح الزمن عن الجسد العاري الذي أنهكته عذابات الديكتاتورية، سعيتَ زحفاً الى صناديقهم اللعينة، وعيون الأعداء ترصد خطواتك وتتطاير شرراً، فتكشف عن مفاتن جوفها، وتتقيأ أفواههم سماً رعافاً، بيدهم مطرقة تقرع الرأس، ومخرزاً يفقأ عين الأتي، ومقصلة تقطع موطئ القدم. كل هذا من أجل أمل يرتجى، يهش عنك غبار الزمن الذي وشم على أخاديدك أزقة السنين العجاف. هل يمكن أن تستعيد وعيك وتمتلك أرادتك في تغيير الواقع أم يرتد بصرك خاسئاً حسيراً كسيراً، ولسان حالك يقول: (صفينه انشاكف الطك بالاسف والحيف، وندور عالبخيت انلوذ بكتارة) ؟!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق