السبت، 13 يناير 2018

خاطرة : أيا هذا البحر // بقلم الاستاذ الاديب : صالح هشام // المغرب

خاطرة : أيا هذا البحر !!!!
بقلم الأستاذ :صالح هشام!
إلى متى يا بحر.؟!
نلوذ بك مظلومين ، نطلب الحماية في شط من شطآنك ، أو على موجة من أمواجك ،لكنها تتشظى ،فتمتصنا في جرعة جزر هادر ، فتجرفنا إلى أعماقك ، لتلوكنا قواطعك لحما ، فيتفلنا مدك عظما في كل تنهيدة تتنهدها، ومتى تحك خاصرتك على الصخور، يتكسر زبدك ، متخما بأجسادنا منتفخة ،جذوعا بلا رؤوس أو رؤوسا بلاجذوع وجبة دسمة لكائناتك ، وأنت لا تهتم لأمرنا ، مادام وجودنا مختزلا في اللاشئ ٠٠لا هوية ٠٠لا كرامة ٠٠ لا أوطان ٠٠ فأوطاننا ضاعت منها الهوية في مواخير الليل ٠٠ في عتمات غرف معتمة حمراء ،مفعمة بصهيل الجنس ، لا بصهيل الخيول ،لا بصليل السيوف ، فأوطاننا ، تتحكم في مصيرها طقطقة الشوينكوم ،وفرقعة كعب عال وجرعة صهباء ، فماذا تساوي أوطاننا أمام غنج غيداء فاتنة ،عباد الشهوة نحن منذ الازل! 
إلى متى يا بحر؟!
ستظل تغدربنا ،ونحن نطمع في كرمك ، لتمنحنا خلاصا من أوطان دمرتها أنانية سياسات عرجاء هدت بيوتنا فوق رؤوسنا ، ونحن هاربين من الموت ، على أكتافنا نحمل صغارنا ، وفي الذاكرة نقش هوية باهتة ، نطلبك أن تجيرنا من ظلم ظالم ،لا يعرف إلا لغة المشنقة والمقصلة ، إلا لغة الحديد والنار!
نلوذ بك من طيش رصاصة طائشة ، أو من مقصلة تتلمس منا الأعناق ،لكنك يا بحر، يدغدغنا رذاذك ، فننتعش ، ونشعر بالنجاة ، لكنك سرعان ما تسوي صفحة مائك على رؤوسنا ورؤوس صغارنا ، لنستقر في عمق قرارك !
وقتئذ، نتحول مجرد أرقام خارجة عن القانون ، تقتحم البحر بطرق غير شرعية ٠٠ تجمع أشلاؤنا في أكياس بلاستكية ٠٠ رخامة مكتوبة بخط ردئ، ( XابنX) في قبر مجهول ، أو في أسوء الأحوال نرمى في حاويات القمامة ، ومنا الاحياء يتحملون ،وزرو تبعات خرق الأموات السافر لقانون أخرق!
إلى متى أيها البحر؟!
ليس لنا ملاذ إلاك يا بحر ! فارحمنا ضيوفا في حماك ، لا تسلمنا لقما سائعة لقواطع قروشك ٠٠٠هدهدهنا أطفالا فوق أمواجك ، علنا نصل إلى بر أمان مجهول !
كن معنا يا بحر ولا تكن علينا !
فليس لنا بعد الله إلاك يا بحر ! 
فالموت الأحمر يتربص بنا ٠٠ يقتفي أثرنا ، فلا تتسلمنا أنصاف أحياء من موت وتهدينا إلى موت !
أم هو الموت لا محالة يا بحر؟ أم هذا قدرنا ؟ أم هو مصيرنا خلقناه،حالكا لأنفسنا ؟ 
كن معنا ، ولا تكن علينا !
كن معنا ، ولا تكن علينا !
يا بحر ٠٠يا بحر ٠٠يا بحر !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق