الأربعاء، 14 نوفمبر 2018

مجلة انكمدو العربي للثقافة والادب // قراءة في نص // الشاعر: رحيم الربيعي / الأنصهار / بقلم حميد شغيدل الشمري / العراق

قراءة في قصيدة الشاعر
رحيم الربيعي
الانصهار
حميد شغيدل الشمري
..................
حينَ وُضِعتُ أولُ لمساتِ الشعرِ الحر ضجت المنتدياتُ الادبيةُ والصحفُ العربيةٌ بين مؤيدٍ ورافضِ وأطلقَ عليهِ مسمياتٍ كثيرةِ لكنه ْركّز قدمهُ في عالمِ الادبٍ وسارَ واثق الخطا حتى إنصاعَ معارضوهُ ومنهم من راحَ يكتبهٌ بنهم ..وتعودٌ الساعة الى الوراءِ ولكنّ هذه المرة على النثرِ من يسميها قصيدةٌ النثرِ ومن يعارضٌ وارى ان قصيدةَ النثر وضعتْ بثقةٍ عاليةّ اقدامها لاسبابٍ كثيرةٍ منها جمالُ النصوص المقدمةٌ من ناظميها ورفعَ رايتها الكثير من الادباءِ .
جمال ُالنصوصِ فتحَ الابوابَ لولوجِ هذاالنوعِ من الادبِ الجميلِ الذي اميلُ الى تسميتهِ ..قصيدةٌ النثرِ.
أبغي من مقدمتي لأدخلَ في نصِ جميلٍ يعززُ ما ذكرتهً انه نص الشاعر المبدع (رحيم الربيعي) (انصهار )
ان اختيارَ عنوان النص يكادُ ان يكونَ النصَ كلهُ فهو المفتاحُ للغورِ والولوجِ للمضمونِ الذي يحاولُ الكاتبُ ان يخفية بعدمِ المباشرةِ بالتعبير والصور .
. ان المباشرةَ بالنصِ النثري اراها محرمةُ لانها تحّولُ القصيدةَ الى خاطرة .
لذا يدخلُ العنوان بقوة في ثيمةِ النصِ .
الانصهارُ هو تحولُ المادة من حالةِ الى اخرى لذا ارادَ الشاعرُ المتالق( رحيم الربيعي) ان يبنَ لنا بحرفنةٍ نادرةٍ ان المشاعرَ تنصهرُ وتتمازجُ لتكونَ لنا حالة جديدة اسمها الحبْ الحواراتُ الشاردةٌ ورعشةُ اللقاءِ الماطرِ بغيثِ العواطفِ كلها انصهرتْ ببودقةِ واحدةٍ هي لحظة لقاء.
اللوعةُ والحزنٌ والفراقُ عنوانٌ الحبِ والمحبين لايمكن لعاشقٍ ان يسمي نفسهُ عاشقاً الا بلوعةِ الحب التي تثيرُ مكامنَ الحروف لتنسجَ من الجمالِ صورا لا تكاد تمحى كما اراها في هذا المقطغ:
(سنوات البعد بركان أعمى
كلما ضربت سياط الشوق
تسارعت فيه نبضات اللهفة
تفتح نوافذ الجمر
على خطواتي المنسية
في أول لقاء)
لكنَ التالقَ والجمالَ حلقَ عاليا بصورةٍ شعريةٍ اكاد ان اقولُ متفردة:-
(-تضاجعت فيه أصابعنا
فحملت بذات اليوم)
بماذا حملت.وبنفس اللحظة التي انصهرا بها ليولدَ الحب ليس متفردا .انهما.لا يجيدا التمثبل .
تعبيرًا عن خوالجِ ،دراية كبيرةُ بقيادةِ النص..مَسكَ النصٌ من اولِ كلمةٍ الى خاتمته لم يفلت منه ..وهذا ان دلَ على شئ إنما يدلُ على قدرةٍ الشاعر بتوظيفِ المفردة مثلما يريد ...
النص من النصوصِ حديثةُ التكوين توفرتْ فيه عناصرُ الاجادةِ من خلال رسم الصور الجميلة لهدفٍ جميلٍ..
يحتاجُ القارئ الى التاملِ ليكتشفَ الكثيرُ من مكامنه.
من هذا اتركُ للقارئ الفسحةَ الكافيةَ ليتمحصَ في قصيدةِ النثر.ِ
تحيةَ لكَ شاعرنا الاستاذ رحيم الربيعي
وعذرا للاختصار
.............
النص
......الانصهار
..........
الكلمات وحدها تَرسمُ أمامك ِ
لحظة شوق يتيمة
حوارات شاردة
تجتاحني دون استأذان كأنها نبوءة عاصفة
حبيبتي مازالت أنفاسي
تحمل غيمات عامرة
برعشة ِ اللقاء الماطر
فوق مياسم المرمر
لن تشيخ أوراق تحمل قصائد نازفة
سنوات البعد بركان أعمى
كلما ضربت سياط الشوق
تسارعت فيه نبضات اللهفة
تفتح نوافذ الجمر
على خطواتي المنسية
في أول لقاء
تضاجعت فيه أصابعنا
فحملت بذات اليومح
وجد يلتحف الورد
يحيلنا ملائكة ضالة
يحملها اعصار يراقص الأرض
ينزع عنها رغبة اليوم ويزرع فيها مخالب الخوف
حتى لا يمزق الفراق أرواحاً بريئة
يمنحها طقوس النرجس
و تدوين القبلات على شفاه
بللها اليباس
حبيبتي ...لا لا لا لا
تذكرت
فنحن لانجيد التمثيل
فقط تركنا للجسد
حرية الإنصهار في عشق
لايعرض على مسرح الحياة
رحيم الربيعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق