الخميس، 22 نوفمبر 2018

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والأدب // ياترى هذا أنا ؟! // بقلم / عبد الزهرة خالد // العراق

يا ترى هذا أنا ؟!
———————
جئتُ من حيث لا أدري
لِمَ أتيتُ 
ما مصيري
غير التّهديدِ والوعيدِ
عشتُ هنا على الأرضِ مرغمًا
وما رغبتُ أن ينتظرني قبرٌ متعسّفُ
يلقيني فيه أهلي وصحبتي
يأكلُ عظامي وحسّي
ثم تلفظني الديدانُ من جوفها
من نتنِ رائحتي وتخثّري،
يديمُ الله الترابَ ترابا يستر عورتي
أخشى على روحي بما توسوسُ به نفسي
بعدَ عاقبةِ أمري ،
يُقالُ إنّه هناك ( شيش ) من حديدٍ أحمرَ
سيدخل مقعدي ويخرجُ سالمًا من فمي،
أُعلّقُ من شَعري
لأني كرهتُ معمّمًا كان مطنبًا
في الحديثِ عن الدّينِ بلا كللِ ولم أكثرت،
هل يجوزُ لي
أن أعيدَ حساباتي كلّها
كونَ السهوُ يرجعُ للطرفين
فأنا في بدايةِ النّدم
ما عدتُ أهوى كياني
تنازلتُ عن اسمي
لدولتي
وعزّتي لرئيسي المغمورِ في التّرفِ المنعّم .
تخلّتْ غريزتي عن شهوتي،
وسعادتي عن هيبتي،
لأني اكتفيتُ بسلامتي
خوفًا على ذرّيتي.
ذات احتضارٍ خافتٍ
خاطبتُ وجهي
معاتبًا ملامحه
كيف كانَ يقبلُ كلَّ الصّورِ والأصوات،
هي آيلةٌ للزّوال،
كيف يُؤْمِنُ بما قرأتُ
قد يهترئ العقلُ قبلَ الورق.
قطرةٌ في جبيني
سقطتْ قبلَ الدّفنِ بسنوات،
بحوضِ النّبوءةِ
ما تتأمّلُ من هؤلاء،
وعلى خيانةِ جسدي
يستحقُّ كلّ ما كان
وما هو آتٍ
لا أحتاجُ إلى بداية
مذ ولادتي أسيرُ نحو النّهاية…
——————————
عبدالزهرة خالد
البصرة ٢٠-١١-٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق