الاثنين، 12 نوفمبر 2018

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // الاربعينية جدل ضريبة الساسة وتكافل الفقراء الصامت / بقلم : محمد الياسري // العراق

الاربعينية جدل ضريبة الساسة وتكافل الفقراء الصامت 
ذكراها ( الثلاثاء ٣٠ /١٠ / ٢٠١٨ ، الموافق ٢٠ صفر)
بقلم سيدمحمد الياسري
روي : ان المتوكل بعد عجزه من منع زيارة الامام الحسين ع ، حين قتل الزائرين ، وسمل عيونهم ، وقطع الايدي والارجل ، ووضع المسالح ، أشار عليه احد وزرائه ان يفرض ضريبة عالية على الزوار ويسمح لها ، وبهذا يحقق هدفين الأول المنع من العامة لانهم فقراء ولاطاقة لهم بالدفع ، والثانية تدر عليه مالا ، وفي ايام عاشوراء حتى الاربعينية بدأت حركة الزوار بعد ان نادى ان من يزور الحسين ع يدفع ١٠٠ دينار من الذهب ، فهرعت الناس للزيارة واخذت تسير بالطرق التي حددتها الدولة للمسير كي تدفع تلك الضريبة ، وفي احد الأيام كان المتوكل جالس في شرفة قصره المطلة على احد الطرق ، فرأى عجوزاً فارسية (من دولة ايران حاليا) تتكأ على عصا في مسيرها ، فأمر حرسه ان يأتوا بها ، وعندما احضروها قال لها : أما تعلمي ان زيارة الحسين عليها ضريبة ! ؟ فقالت : أعلم ، ضريبتي معي ! فقال المتوكل : اتدرين كم هي الضريبة ؟ فقالت : ١٠٠ دينار من الذهب الخالص ! وفكت صرة معها واخرجت ١٠٠ دينار من الذهب ! فقال المتوكل : ان كانت عندك هذه الأموال فلماذا لم تركبي دابة وانت عجوز وتسيرين من فارس الى كربلاء؟ فقالت : عندما سمعت انك سمحت الزيارة بشرط المال عملتُ في سنة وادخره واختصر عشائي على الغداء والعشاء على الفطور، كي اجمع هذا المال وازور سيدي الحسين ع ، والحمدلله قد استطعت جمعه فخذ ضريبتك واتركني ازور حبيبي وسيدي الحسين ع . فغضب المتوكل وأمر حرسه ان يرموها في النهر ؟
هذه قصة من التاريخ ، وهناك على عدد الزوار قصص لايمكن لمها في كتاب ، وللحسين ع مع كل زائر قصص ولاسيما في المسير ، فهل هناك عدد لهذه القصص!
كلنا نسمع تلك العبارة ( التاريخ يعيد نفسه ) أحيانا يعيد نفسه في كل شيء كأنه تطابق ، ولعل التاريخ أعاد نفسه مرارا في قضية الحسين ع ، وكرر الطغاة كل الأساليب ... كل الأساليب من دون استثناء ، وكرر المحبين الثبات من دون استثناء فمن ترخص نفسه وعياله محبة بالحسين ع ومحبة بالرسول ص ، تكون الماديات صفر على الشمال بالنسبة اليه .
قضية الحسين ع لاتنتهي بصورة وشكل أراده الناس ان كانت تلك الصورة من محب أراد ان يظهر اعتزازه بشخصية مثل شخصية الحسين ع ام كانت تلك الصورة من حاقد أراد ان يمنع الزيارة ، فمن كان عنده ايمان كامل بان الطريق الذي مشى فيه الحسين ع هو طريق الإسلام ليس حيادة فيه او عوج ، صورته كي يظهر تلك الثورة وذلك المنهج ويعطي كل ما يملك ، وفي ذات الوقت هي إرادة معبرة من وحي الايمان فانها لاتفرض فان الإرادة الحقيقية هي التي سار بها الحسين ع ، اما الصور المشوهة التي يتبعها ويفرضها الطغاة ، فانها إرادة لا تفرض بل تزول وتعاد ، ولذا صورة الحسين ع الحقيقية هي خاصة بارداته ومتعلقة فيه ، ولعل قوله عليه السلام من لحق بنا استشهد ، ولم يلحق بنا لم يدرك الفتح ) اكبر دليل على ان ارادته هي التي تملى على الجميع محبين وموالين ، ومتبعين ، ومؤمنين ، ومحايدين ، وحاقدين ، وطغاة ..
الكلام عن الحسين ع ، لانهاية له ، ولا اعتقد ان شخصا ما كتب عنه ، او رددت قصة بنفس الأسلوب ، من دون تغيير ، يسمع لها ، لكن الحسين تكرر قصته ، ولازالت تحمل تلك الحرارة التي لاتنطفأ ، لذا لم نتكلم اليوم عن ابي عبدالله الحسين ع كي نعرض قصته بل عن فقرة خاصة بين متبع ومحب وطاغي فكروا بنفس الأسلوب واردوا ان يسيروا تلك القصة ويسوقوها إعلاميا ، وتحت غطاء خاص يدار من قبل الطغاة ..
في الآونة الأخيرة بدأت حملات ، لماذا هذا الاسراف ، وبعضهم اخذوا يطبلون ان لو هذه الأموال التي تصرف من المتبرعين على المدارس والمستشفيات والفقراء والمدن ، لكانت افضل ، وصدق بهم البعض، وشرع بالاتباع كحكاية او تعبير او عمل ، كما ظهر بالتواصل ان احدهم باع موكبه كي يوزعه على الفقراء؟ 
قبل كل شيء السؤال : ما الذي منعكم أيها الشعب من التكافل ؟ واذا أعطيت مبلغ زهيد ( وبالطبع الجميع يتبرع لقضية الحسين ع ) لمسيرة الحسين ع ، فهل يمنعك المبلغ نفسه للتكافل ؟ لماذا تريد ان تحول ذلك المبلغ دون غيره ؟ اجمع مثله ! بالطبع لاتقدر لان ليس هناك إرادة تملي عليك من دون شعور بالاملاء كإرادة الحسين ع ؟
هناك حملات بدت واضحة من علماء تسائلوا هل يقبل الحسين ع بهذه الأموال ؟ واجابوا كلا ! لم يقبل . والعجيب سألوا انفسهم واجابوا عليها ؟ ونقضوا اهم نقطة اعتمدوا عليها ان الامامة والعصمة خاصة فهل صارت عندك كي تجيب ؟ فمن المعلوم يجب ان تسند رأيك على نصوص ؟ لا ان تجيب بدل الامام الحسين ع وهذا تجاوز بحد ذاته .
وحملة شنت من فائق الشيخ وماجدة التميمي وهما سياسيان معروفان برلمانيا وتكتليا ، في ان الزيارة عبارة عن انهاك للبلد ، واوساخ تتعب البلدية موجهين اصابعهم بصورة رسمية الى الإيرانيين كاستثناء بالحكم من دون غيرهم ، مطالبين جزية او ضريبة المتوكل على الزوار لكن بدل الـ ١٠٠ دينار ذهب ١٠٠ دولار مع رفع كل المواكب والتكافل الاجتماعي في الزيارة فان المواكب تقدم اكل ومناما مجانا لذا يجب ان ترفع ويكون هناك مطاعم وفنادق تديرها الدولة او الافراد او الخصخصة ، وكانت الفكرة من الاثنين تهتم ماديا ، وقد صرحوا ان الحسين ع لايحتاج هذا الجمع من الناس .
لا ادري أي نبي احتاج الناس ! او أي وصي احتاج الجموع يا فائق الشيخ ! ومع هذا لانحاورك بما يحمل الانسان من ايمان بقضية الحسين ع او عدمه ، لكن نحاورك أيها النائب والسياسي المدني بما صرحت به بحملتك الانتخابية ( المدنية واحترام الأقلية ) فهل تحترم الأكثرية التي تنطوي الزيارة فيها الى ٢٢ مليون ، والاخت ماجدة التميمي التي تريد تفرض ضريبة وتمنع المواكب كي تبني الفنادق وتفتح المطاعم ، ابنوا الفنادق وطوروا البلد لم يمنعكم موكب وكما هناك فقراء ينامون في المواكب فان هناك من يحبوا الراحة في الفنادق فلماذا تجبرون الناس ؟ اليس الحرية هي من جاءت بكِ للبرلمان؟ فلماذا لاتحترمين حرية الناس ؟ ومافرقك عن المتوكل الا القدرة التي هي ثوب مسلوب من حكومتك ! ؟ ثم بدل ما تفكري بشيء قد كفت الناس به مؤونة الحكومة التي يجب ان توفر ذلك ، يمكن ان يكون لك توفيرا في ماتبنينه من فنادق ومطاعم ، مدارس ، ومستشفيات ، وطرق وجسور ، الخ 
لم تستطيع الدولة توفير سيارات نقل لا بالمجاني ولا بالاموال ، لم تستطيع ان توفر الحكومة أي شيء غير الضرائب خصخصة الكهرباء ، وضريبة الماء ، وضريبة الرواتب ...الخ، ولم يكفِ النفط الذي لم يأخذ منه الشعب شيء! ففكرتم كي تسلبوا الناس بابسط حقوقهم ؟ استخسروا في شعبهم كيف يتكافل فيما بينهم ويعين بعضهم البعض في زيارة التي لولا هذا التكافل لاصبحت الحكومات ليس مكشوفة بالعار والذل ، بل بالنهاية التي رسمها اسلاف الشيخ والتميمي .
في النهاية ، شاهدنا من السياسين العجب ، الفتنة ، والتكتل ، والمجاعة ، والقتل ، والتشريد ، والتنكيل ، والاستبداد ، الا في هذا الزمان لم نر سياسين في كل العالم ، يتكافل شعبهم في قضية ويعملون بكل جهدهم لتفتيته ، لا ادري أي وطن مرسوم بذاكرة هؤلاء ، واي تفكير يقودهم الى الرذيلة .
الاغلال التي تصنعوها لايمكن ان تثني مسيرة الاحرار ، ويال بؤس العراق حين ورد في ظله حدادين ، لايصنعون الا القضبان ، ويال نعيم العراق فيه نار تصهر كل حديد ، وشعلة تنير لكل طريق : الحسين عليه السلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق