الخميس، 22 نوفمبر 2018

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // قوارير الطفولة .. تتهشم // بقلم : مرام عطية // سوريا

قواريرُ الطفولةِ ... تتهشَّم
--------------
ياإلهي !!
غابتْ شمسُ الإنسانيَّةِ 
و تساقطتْ أوراقُ الحقِّ 
تهشمتُ قواريرُ الطفولةِ
و انتصرت مناجلُ الحربِ
جفَّتْ أنهارُ الأمانِ في وطني
و صارَ الضياعُ سكني
ازدهى وادي الخرابُ
لبسَ فساتيني و تقلَّدَ أساوري
و احتفتْ بي الأفاعي والغربان
ها أنا أفتشُ في حضن الوطنِ
عن واحةٍ خضراءَ
عساي أحظى بِعرفةِ ماءٍ
و حفنةٍ حبٍّ
بحليبٍ لأطفالي وعلبةِ دواءٍ
برشفةِ حنانٍ وفاكهةِ سلامٍ
فأين ينبوعكَ أيها الغيمُ
لأبلِّلَ عطشي
أين سنابلُ يديكَ لينتعشَ جسدي
ودفءُ روحكَ لأهزمَ فلولَ الزمهريرِ
الحربُ شربتْ كلَّ أشواقي
وقضمتْ عشبَ أحلامي
نهشتْ لحمَ أطفالي
وطحنتْ عظامَ أجدادي
أينَ خبزُ روحكَ لأحيا ؟!
و مزنُ حبِّكَ
لأغتسلَ من خطايا فقري
وأخمدَ نيرانَ الأسى ؟!
--------
مرام عطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق