الاثنين، 12 نوفمبر 2018

مجلة انكمدو العربي للثقافة والأدب // افي قصيدة الشاعر : ضياء محمود المجيد // بقلم : الاسستاذ حميد شغيدل // العراق

قراءة في قصيدة الشاعر
ضياء محمود المجيد
اللؤلؤ المنحوت
............
اللؤلؤ المنحوت
......الكامل...
عشرة ابيات
............
رب سائل يسال..هل الشعر العمودي بخير...
ان الامم والشعوب نمت على ركيزة من تاريخها فتأصل بها حتى بدأ التوارث الجيني يظهر بشكل طبيعي في سلوكيات وابداعات تلك الشعوب.
لذا اجزم ان الشعر العمودي يبقى متسيدا للاداب رغم العزوف الكبير من البعض للتخلص من قيود الفراهيدي ..
كما ان الادباء اخذوا على عاتقهم احياء العمودي من خلال تشكيل المنتديات الرائعة التي ضمت كبار الشعراء ليس في العراق حسب بل في الوطن العربي .
لقد اتيحت لي الفرصة ان اشارك باحد هذه المنتديات واصغيت الى روائع من القصائد التي سرحت بي الى عالم الابداع والجمال وانتهلت من العصور كلها برؤية حديثة مليئة بالصور الرائعة..لقد كان مهرجان فرسان الشعر العمودي صورة من صور الامل الذي يسافر بنا نحو اليقين ان شعر العمود بخير.
كما ايقنت ان الامة التي انجبت الجواهري وعبد الواحد وحافظ وشوقي بعد الف سنة على رحيل المتنبي والمعري قادرة على تنجب لنا المزيد.
ومن فرسان الشعر العمودي اخترت لكم فارسا ضرب بقدميه مهماز الشعر ليبني لنا قصورا شامخة من القصائد الرائعة من خلال ديوانين رائعين .
ولم يكتف بل راح يمشي مختالا برائعة جديدة وضعت يدي عليها انها (اللؤلؤ المنحوت.)
تناثر اللؤلؤ بقصيدة لا ابالغ ان قلت انها اجمل قصيدة
قراتها .
اللؤلؤ المنحوت.عنوان جاذب اشتقه الشاعر من البيت الاول في القصيدة ليكون مدخلا لوصف رائع لحبيبة نثرت ابتسامها بين خمائل الجمال.
التمني هو المسلي الوحيد للعاشق مرة يتمنى ان يكون طيرا محلقا او يحط على سطح من احب .هنا تمنى شاعرنا (بليت) التمني ولكن لم يتمنى ان يكون طيرا انما غيمة تهطل بغيثها على شفاه يبست لتورق ..
(ساعة واموت)
الله هل هذاهو دليل الياس من اللقاء.وتمنى الساعة الواحدة ام اراد الشاعر ان يصب ثورته ويقيس عمره لا بمنظار الوقت الذي لا يعد بالدقائق بل بمقدار غفوة ارتشاف ازلية.
... التشبيه والاستعارة من اجمل المحسنات الادبية وان وضعها في مكانها الصحيح تجعل النص اكثر القا اما اذا جاء مقبوحة يقتل النص .ان الرائع ضياء المجيد وظف التشبيه بدعابة جميلة وصورة مذهلة لم تخطر على بال احد الا في بال المبدعين...
(و بَدَتْ تُلَملِمُ في الشِفاهِ رِضابَها
حتى بدا في ثَغرِها
البَسكوتُ)
ليس ذلك فحسب حيث ابهجنا حينما تنورت بنورها
بغداد والكوت ..
الوصف من الفنون الشعرية الرائعة حيث لم يترك الاولون مجالا لنا لنغوص فيه لذا اجده من اصعب اغراض الشعر استطاع الشاعر ان ينتقل بنا من فنن الى فنن...
(ومن الخُدودِ اَزاهرٌ تسمو بها
غَمّازَتانِ كَانهُنَ التوتُ)
دون تقليد وتضمين..حتى ولو بفكرة او توارد لخواطر انه الابداع حقا.
(يا هَمسَها نَثُّ الحريرِ و سِحرهِ
و لِحاظُها عندَ اللقاءِ قُنوتُ)
الا يصح القول..الصمت في حرم الجمال جمال.
لا اريد ان تضيع على المتلقي افكاره ولادعه هائما غي اجواء جمال النص.
تحية لك ايها المبدع
وعذرا لااختصار
النص
،،،،،،،،
اللؤلؤ المنحوت
بَسَمَتْ فبانَ اللؤلؤُ المنحوتُ
مثلُ النجومِ يُنيرها الملكوتُ
يا ليتني فوق الشفاهِ سحابةً
احيا بها في ساعةٍ و اموتُ
و بَدَتْ تُلَملِمُ في الشِفاهِ رِضابَها
حتى بدا في ثَغرِها البَسكوتُ.
طَلَعَتْ على ليلٍ بهيِ بِنورها
فَتَنوَّرَتْ بغدادُنا و الكوتُ
واذا خَطَتْ فوق اليَبابِ تناثَرَتْ
سُحُبٌ هَطولُ يَنُثُّها البَرَشوتُ
ومن الخُدودِ اَزاهرٌ تسمو بها
غَمّازَتانِ كَانهُنَ التوتُ
يا هَمسَها نَثُّ الحريرِ و سِحرهِ
و لِحاظُها عندَ اللقاءِ قُنوتُ
دَخَلَتْ بحاري تَستَلِذُ بِاَيْكِها
وانسابَ سِحرُ هَيامِها المَكبوتُ
لا تَستَخِفّي بالدجى و عيونهِ
قد نازَعَتني بالكلامِ صَموتُ
ما ابلغَ الصمتُ الحروفُ بَشَمنهُ
اما الكلامُ فما يَقيءُ الحوتُ
ضياء محمود المجيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق