الخميس، 11 فبراير 2016

قصة / تعي دفيكي الجزء الأول / الكاتبة نورة حلاب / لبنان

" تعي دفيكي " الجزء الأول
زوجي العزيز :

هو احد امرين ،،، او انك صرت تشكو من شح خطير في المشاعر او تعطل ميزان الحس لديك لذلك صرت تستعين" ببوست" سخيف ترسله لي في عز هذا البرد كما يفعل غيرك لتحدثني عن الدفئ وتقول لي " تعي دفيكي " ....
ماذا تظن نفسك ...عصري ،، مهضوم ،، ام انك صرت اخيرا الرجل المتعاطف الحنون ....
لعلمك يا سيدي انني انتمي لجيل العقد الخامس عند النساء ،، الذي صار اليوم وسط تلك الأجيال المعاصرة ما يسمى بالرقم الصعب و العملة النادرة ..

جيلنا الذي كان عقد زواجه منذ ثلاثة عقود وهو لم يزل بعد في عمر الورود ....
كان الزواج المبكر الموضة في ايامنا وكنا حريصات على اتباع احدث خطوطها وازياءها وقصاتها ...
كنا في عمر الورود و كنا نواكب الموضة ومع امواجها كنا نموج ....
وكنتَ كغيرك من الرجال ، فارس الأحلام جواد يمتطي جواد ، يصهل معه ويصهل لصهيله وحين يبلغ بوابة دارنا ،،،، يشد لجامه ويكاد يفقد صوابه
حين ترحب به عرائش الياسمين ، يستقبله عطره الفواح الرقيق وتحييه شتول الورد ويسلم عليه قوام الزنبق الأنيق .........
مددتَ لي يدك حينها فتركتها لك ببراءة عمر الطيبة والصبا ...رفعتني على جوادك ،، فجلست خلفك احتمي بظهرك واطوق خصرك لتنطلق بي حينها وردة ندية مضرّجة بالخجل والوجل ...
كنت اسمع صهيل فرسك وصهيل قلبك فيرتجف قلبي حماساً وتاثراً والفرس يعدو بنا نحو ارض الحب والفرح الموعود .......

هناك شعرت بالبرد لأول مرة حين عرفت انك تنتمي لعشيرة لا تشبه عشيرتي ....الحب عندكم مسوّر بحدود !!!!! ولا يمنح للصبية الغريبة مجاناً وله في ذلك شروط وقيود ..
وكنت اشعر بالبرد بينهم ..... وحينها كان عليك ان تقول لي " تعي دفيكي " ..ولكنك كنت تبقى صامتا كأبي الهول ..

ولم اكن سوى في الثامنة عشرة ...يافعة جدا وطيبة جدا ومستغربة جدا وسط وجوه مسطحة تجيد تبديل الأقنعة ،،، فلا اعرف الأصلي فيها من التقليد واشعر انني غريبة جدا وضعيفة جدا ....
في االثامنة عشرة ،،، كنت أحاسَب على هفواتي وكانني املك خبرة الثامنة والثلاثين وكم كنت ارتجف واشعر بالبرد ،،، وكم انتظرتك لتقول لي
" تعي دفيكي " ..
كنت احلم ان ترفع لي رأسي حين اوشك ان انكّسه وتثبّت لي كتفي حين اود لو الوذ بالفرار ...

ولكنك وسط اهلك كنتَ الشيخ والأمير ،، كنتَ الزعيم وكان لك السمع دون تردد وكانت لك الطاعة بلا حدود .وكنت اشعر بالبرد ولم تقل لي يوماً " تعي دفيكي " ....
بعدها تعلمت ان اعتمد على نفسي فاوقد لها دفئاً من نفسي وحين جاور قلبي ذات يوم نبضاً ضعيفاً آخر غير نبضي عرفت انني انتظر مولوداً منك فتفائلت ...
اخيرا ستكون لي ...اخيرا ستعيش معي سحر اللحظة وروعة الحدث السعيد اخيرا سيصبح لنا عائلة واطفال وخصوصيات ...اخيرا سنصبح اسرة انت لي فيها السند والحامي وال................
ولكنك............................والى للقاء في الجزء الثاني
والأخير

( نورة حلاب // لبنان )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق