قصة قصيرة -----القصة التي شغلت الناس لعشرة اعوام
[مريم]
تعدّدت المرّات التي تقدّم فيها عماد لخطبة سلمى وجميعها قوبلت ْ بالرفض من اهلها بذريعة أنّهُ رجلٌ مطلّقٌ ولديهِ بنتٌ بعمر عشر سنين برغم ما تميّز بهِ من الوسامة والحضور ويسر الحال ،فبيتٌ كبير في مكان راقي لا تشاركهُ فيهِ غير أمّهِ بعد زواج أختهِ الوحيدة .هو امنيةٌ للكثير من النساء وعمرهُ الاربعيني زادهُ كمالاً ورجولةً وأناقةً وهو المحبوب والممدوح من زملائهِ لخلقهِ وبساطتهِ واريحيّتهِ ولطالما شغل بال الكثيرات دون ان يلتفت اليهنَّ سوى سلمى التي غادرت الثلاثين ولم يطرق بابها نصيب حياتها الّا بقدوم عماد وقد جمعهما الحبُّ الى درجة العشق فتلتهب اشواقهما وتدعوهما الى لقاء الجسدين الظامئين للارتواء من رحيق كليهما فكان موعدهما بمغادرة الدائرة .
الكاميرات الخارجية كانت تتابعهما حتى جلوس سلمى الى جانب عماد في سيارتهِ لكنها لم تستطع تحديد وجهة انطلاق سيارتهما بعد مغادرة المرآب ،فيصلا الى شقة عماد في منطقة اخرى بعيداً عن محل سكنهِ،
دخلا معاً والرغبات الجامحة وصلت حدّاً لا يمكن اسكات اصواتها المستغيثة بعد صبر طويل على صراخها داخلهما ليبدأ خلع اردية الانتظار المقيتة لتتلاقح الجوارح بينهما،تلاشت المسافات،الانفاس امتزجت ولا يسمع غير نغمات الانفعالات وهي في الدرجات العليا من الشبق،حواسهما اختلطت وتداخلت في منصهر اللا وعي فذاب الجسدان ،تحولّا الى كتلة كيميائية حد التماهي ،صارا في غيبوبة من العشق لم تحدث بين رجل وامراة،ربما بسبب الحرمان الذي عاشتهُ سلمى وهي الان بين احضان عماد المتمرّس وذو الخبرة الكبيرة والدراية بما تحتاجهُ المرأة لايصالها الى ذروة المتعة لجسدها المنسي من سنين لتنطقَ عروقها الخاملة فتصعد الدماء من قدميها حتى قمة رأسها لتتفاعل كل ذرات كيانها في نشوة البذخ الجنسي الذي حصلت عليه من عماد وهي تهمس لهُ:
-نعم عماد......نعم
-زدني ما استطعت َ
-آهِ منكَ،ايّ خمرٍ سقيتني
-لا تتركني اصحو من سكراتكَ
لم يبخل عماد عليها بما امتلكهُ من فنون مباشرة النساء ليعطيها لها دفعةً واحدةً بحجم اشتياقها وكل قصدهِ ان يوفرَ لها اقصى درجات الفرح والسعادة لأمرأةٍ تزوجها ولم يشهدْ على زواجهما غير ملائكة السماء،استمرَّ موقد الحب مستعراً بين الجسدين ولم ينطفىء الّا ببرود يدي سلمى وهي تترك معانقة عماد الذي حاول ارجاعها ولكنها بقيت متدلّيةً لتعلن توقف نبضات قلبها.
لم ينشغل عماد بالبكاء عليها،صاريفكر بكيفية التخلص من جثتها والهروب من مسائلة الناس والشرطة ،وحين جنَّ عليه الليل يحملها ملفوفة بدثار دون ان يتعرف عليها احدٌ ليرمي بها في مكان منعزل ممتلىءٍ بالقمامة بعيداً عن عيون الناظرين .في نفس الليلة يعود لمجالسة أمّهِ وابنتهِ مريم ،لم ينم ليلتها وهو غير مصدّقٍ بأنّ سلمى ماتت بهذه الطريقة المأساوية.
في صباح اليوم التالي يتوجّهُ عماد الى دائرتهِ ليلقاهُ احد زملائهِ فيسألهُ:
-اراك بدونها يارجل
-من سلمى؟الم تأتِ هذا اليوم
-لالا لم أرها منذ الصباح
-ربما مشغولة،اوربما مريضة
قبل بلوغ الساعة الحادية عشر من نهار ذلك اليوم تدخل ثلاث سيارات بعلامات حكومية وبرتب عسكرية عالية الى مقر الشركة لتستفهم مديرها :
-اين سلمى استاذ ؟الموظفة لديكم
-عفواً سيادة العقيد ماذا هناك ؟
-اين ابنتنا ؟هي غائبة عن البيت منذ البارحة وهذه مسؤوليتكم
لم يكن امام المدير العام سوى اللجوء الى شعبة الكاميرات للاجابة على تساؤلات اهلها وما التقطتهُ يوضّحُ دون لبسٍ خروج سلمى من باب جانبي للّحاق بعماد الذي خرج من الباب الرئيسي وكان اللقاء في المرآب .
في حينها تمَّ منع جميع الموظفين من المغادرة لايّ سببٍ كان .
عماد يشاهد ما يجري ولم يظهر ارتباكاً يلفت انظار الاخرين ،حتى يفاجأَ باعتقالهِ بتهمة اختطاف سلمى ولم يستطع الانكار بعد مشاهدتهِ التصوير فيصحبهُ اخوتها مقيّداً الى مكان رميها،
وجدوا سلمى ميّتةً دون كدمات على جسدها او ايّة آثار اخرى تشير لجريمة قتل ،لكن ما شاهدوه لم يمنع من ان يودع عماد السجن ليقف امام ضابط التحقيق متّهماً بقتل سلمى وعليهِ ان يجيب على سؤال المحقق :
-قل لي كيف قتلتها ؟
-انا لم اقتلها
-ولمَ اخفيت جثتها ؟
-كنت مرتبكاً
-لكنكَ لم تبلّغ عن موتها في شقتكَ محاولاً تظليل السلطات باخفاء جريمتكَ
-نعم لأنّي اخشى من اتهامي بقتلها
-ساجعلكَ تعترف ايها القاتل ،ولي طرقي لانتزاع الاعتراف منكَ
كان تقرير الطب العدلي يشير الى ان المجني عليها توفيت بسبب توقف القلب المفاجىء ،وبعد ستة اشهر من الحادثة يقف عماد امام قاضي المحكمة مدافعاً عن نفسهِ حين سألهُ القاضي :
-ابني عماد اجبني بصراحة
-نعم سيدي
-كيف ماتت سلمى ؟
-سيدي نحن تزوجنا ولم يشهد علينا غير الله واثناء المعاشرة التي تمّت بيننا كزوجين حدثت لها انفعالات شديدة وهي فرحة وسعيدة وفجأةً بردتْ اعضاؤها وسكت نبض قلبها .
بعد اطلاع هيئة المحكمة على كل حيثيات وملابسات القضية يرفع القاضي الجلسة الى موعد اخر بعد طلبهِ بتشكيل لجنة طبية خاصة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لكشف ومعاينة عماد .
في احد الصباحات ينادى على القضية لينطق القاضي بالحكم :
-استناداً الى تقرير اللجنة الطبية الخاصة وتقرير دائرة الطب العدلي ثبتتْ براءة عماد من تهمة القتل الموجّهة اليهِ بقتل سلمى بعدما ثبت للمحكمة انها توفيت بسبب توقف القلب المفاجىء بعد المعاشرة التي تمّت بينهما .
-كما حكمت المحكمة على عماد بالسجن خمس سنين لاخفائهِ الجثّة وعدم ابلاغ السلطلت ،رُفعتْ الجلسة .
في السجن تمرُّ السنين على عماد ثقيلةً لتنتهي بهِ والشيبُ ينتصف شعر رأسهِ والتجاعيد ترتسم على قسمات وجههِ الجميل والابتسام مفارقٌ لهُ ومريم ابنتهُ الوحيدة ذات الخمس عشرة سنةً وبعد فقدها لجدّتها تضطرُّ للعيش مكرهةً في بيت امها المتزوجة بعد ان بقيت لوحدها وهي لا تتحمّل ان يشار َ عليها بابنة القاتل من زميلاتها في المدرسة .وكأنّ القصة تبدأ من جديد برحلة مريم دون ابيها
[مريم]
تعدّدت المرّات التي تقدّم فيها عماد لخطبة سلمى وجميعها قوبلت ْ بالرفض من اهلها بذريعة أنّهُ رجلٌ مطلّقٌ ولديهِ بنتٌ بعمر عشر سنين برغم ما تميّز بهِ من الوسامة والحضور ويسر الحال ،فبيتٌ كبير في مكان راقي لا تشاركهُ فيهِ غير أمّهِ بعد زواج أختهِ الوحيدة .هو امنيةٌ للكثير من النساء وعمرهُ الاربعيني زادهُ كمالاً ورجولةً وأناقةً وهو المحبوب والممدوح من زملائهِ لخلقهِ وبساطتهِ واريحيّتهِ ولطالما شغل بال الكثيرات دون ان يلتفت اليهنَّ سوى سلمى التي غادرت الثلاثين ولم يطرق بابها نصيب حياتها الّا بقدوم عماد وقد جمعهما الحبُّ الى درجة العشق فتلتهب اشواقهما وتدعوهما الى لقاء الجسدين الظامئين للارتواء من رحيق كليهما فكان موعدهما بمغادرة الدائرة .
الكاميرات الخارجية كانت تتابعهما حتى جلوس سلمى الى جانب عماد في سيارتهِ لكنها لم تستطع تحديد وجهة انطلاق سيارتهما بعد مغادرة المرآب ،فيصلا الى شقة عماد في منطقة اخرى بعيداً عن محل سكنهِ،
دخلا معاً والرغبات الجامحة وصلت حدّاً لا يمكن اسكات اصواتها المستغيثة بعد صبر طويل على صراخها داخلهما ليبدأ خلع اردية الانتظار المقيتة لتتلاقح الجوارح بينهما،تلاشت المسافات،الانفاس امتزجت ولا يسمع غير نغمات الانفعالات وهي في الدرجات العليا من الشبق،حواسهما اختلطت وتداخلت في منصهر اللا وعي فذاب الجسدان ،تحولّا الى كتلة كيميائية حد التماهي ،صارا في غيبوبة من العشق لم تحدث بين رجل وامراة،ربما بسبب الحرمان الذي عاشتهُ سلمى وهي الان بين احضان عماد المتمرّس وذو الخبرة الكبيرة والدراية بما تحتاجهُ المرأة لايصالها الى ذروة المتعة لجسدها المنسي من سنين لتنطقَ عروقها الخاملة فتصعد الدماء من قدميها حتى قمة رأسها لتتفاعل كل ذرات كيانها في نشوة البذخ الجنسي الذي حصلت عليه من عماد وهي تهمس لهُ:
-نعم عماد......نعم
-زدني ما استطعت َ
-آهِ منكَ،ايّ خمرٍ سقيتني
-لا تتركني اصحو من سكراتكَ
لم يبخل عماد عليها بما امتلكهُ من فنون مباشرة النساء ليعطيها لها دفعةً واحدةً بحجم اشتياقها وكل قصدهِ ان يوفرَ لها اقصى درجات الفرح والسعادة لأمرأةٍ تزوجها ولم يشهدْ على زواجهما غير ملائكة السماء،استمرَّ موقد الحب مستعراً بين الجسدين ولم ينطفىء الّا ببرود يدي سلمى وهي تترك معانقة عماد الذي حاول ارجاعها ولكنها بقيت متدلّيةً لتعلن توقف نبضات قلبها.
لم ينشغل عماد بالبكاء عليها،صاريفكر بكيفية التخلص من جثتها والهروب من مسائلة الناس والشرطة ،وحين جنَّ عليه الليل يحملها ملفوفة بدثار دون ان يتعرف عليها احدٌ ليرمي بها في مكان منعزل ممتلىءٍ بالقمامة بعيداً عن عيون الناظرين .في نفس الليلة يعود لمجالسة أمّهِ وابنتهِ مريم ،لم ينم ليلتها وهو غير مصدّقٍ بأنّ سلمى ماتت بهذه الطريقة المأساوية.
في صباح اليوم التالي يتوجّهُ عماد الى دائرتهِ ليلقاهُ احد زملائهِ فيسألهُ:
-اراك بدونها يارجل
-من سلمى؟الم تأتِ هذا اليوم
-لالا لم أرها منذ الصباح
-ربما مشغولة،اوربما مريضة
قبل بلوغ الساعة الحادية عشر من نهار ذلك اليوم تدخل ثلاث سيارات بعلامات حكومية وبرتب عسكرية عالية الى مقر الشركة لتستفهم مديرها :
-اين سلمى استاذ ؟الموظفة لديكم
-عفواً سيادة العقيد ماذا هناك ؟
-اين ابنتنا ؟هي غائبة عن البيت منذ البارحة وهذه مسؤوليتكم
لم يكن امام المدير العام سوى اللجوء الى شعبة الكاميرات للاجابة على تساؤلات اهلها وما التقطتهُ يوضّحُ دون لبسٍ خروج سلمى من باب جانبي للّحاق بعماد الذي خرج من الباب الرئيسي وكان اللقاء في المرآب .
في حينها تمَّ منع جميع الموظفين من المغادرة لايّ سببٍ كان .
عماد يشاهد ما يجري ولم يظهر ارتباكاً يلفت انظار الاخرين ،حتى يفاجأَ باعتقالهِ بتهمة اختطاف سلمى ولم يستطع الانكار بعد مشاهدتهِ التصوير فيصحبهُ اخوتها مقيّداً الى مكان رميها،
وجدوا سلمى ميّتةً دون كدمات على جسدها او ايّة آثار اخرى تشير لجريمة قتل ،لكن ما شاهدوه لم يمنع من ان يودع عماد السجن ليقف امام ضابط التحقيق متّهماً بقتل سلمى وعليهِ ان يجيب على سؤال المحقق :
-قل لي كيف قتلتها ؟
-انا لم اقتلها
-ولمَ اخفيت جثتها ؟
-كنت مرتبكاً
-لكنكَ لم تبلّغ عن موتها في شقتكَ محاولاً تظليل السلطات باخفاء جريمتكَ
-نعم لأنّي اخشى من اتهامي بقتلها
-ساجعلكَ تعترف ايها القاتل ،ولي طرقي لانتزاع الاعتراف منكَ
كان تقرير الطب العدلي يشير الى ان المجني عليها توفيت بسبب توقف القلب المفاجىء ،وبعد ستة اشهر من الحادثة يقف عماد امام قاضي المحكمة مدافعاً عن نفسهِ حين سألهُ القاضي :
-ابني عماد اجبني بصراحة
-نعم سيدي
-كيف ماتت سلمى ؟
-سيدي نحن تزوجنا ولم يشهد علينا غير الله واثناء المعاشرة التي تمّت بيننا كزوجين حدثت لها انفعالات شديدة وهي فرحة وسعيدة وفجأةً بردتْ اعضاؤها وسكت نبض قلبها .
بعد اطلاع هيئة المحكمة على كل حيثيات وملابسات القضية يرفع القاضي الجلسة الى موعد اخر بعد طلبهِ بتشكيل لجنة طبية خاصة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لكشف ومعاينة عماد .
في احد الصباحات ينادى على القضية لينطق القاضي بالحكم :
-استناداً الى تقرير اللجنة الطبية الخاصة وتقرير دائرة الطب العدلي ثبتتْ براءة عماد من تهمة القتل الموجّهة اليهِ بقتل سلمى بعدما ثبت للمحكمة انها توفيت بسبب توقف القلب المفاجىء بعد المعاشرة التي تمّت بينهما .
-كما حكمت المحكمة على عماد بالسجن خمس سنين لاخفائهِ الجثّة وعدم ابلاغ السلطلت ،رُفعتْ الجلسة .
في السجن تمرُّ السنين على عماد ثقيلةً لتنتهي بهِ والشيبُ ينتصف شعر رأسهِ والتجاعيد ترتسم على قسمات وجههِ الجميل والابتسام مفارقٌ لهُ ومريم ابنتهُ الوحيدة ذات الخمس عشرة سنةً وبعد فقدها لجدّتها تضطرُّ للعيش مكرهةً في بيت امها المتزوجة بعد ان بقيت لوحدها وهي لا تتحمّل ان يشار َ عليها بابنة القاتل من زميلاتها في المدرسة .وكأنّ القصة تبدأ من جديد برحلة مريم دون ابيها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق