الأربعاء، 24 فبراير 2016

العطش المصلوب / فراس المصطفى / سوريا

العطش المصلوب
/ فراس المصطفى /
.............................
عطشانٌ أنا..
أرجوكَ رياً من عين الماء..
هناك بسفح التلة
جفّ النبعُ ، والماءُ غار 
كرضاب غادَر 
بعد غروب العشق 
كدمعة حزن بمآقي العَبرة
أرتشفُ حياةً
من قطرات.. قد بقيتْ
شفتيّ تشققتا 
كالطين المسكين.. 
تقبّله ضربات الشمس
عطشٌ ذوبني كشموع النَّذر
أمام الصلوات.. 
وندائي لله.. 
عطشان أنا..
كبدي محروق..
ألتمسُ قطرة ماءٍ.. 
دام أنيني أياماً.. عطشاناً 
من قلة قطر..
آلام الليل مَقاتلُ روحي
وجراحي قد كتمتْ أنفاسي 
نازفة من دمي الأحمر 
وكأن دماء جراحاتي سيل
نزفٌ من ماء لا تتوقف
أصبحت الآن بلون عيون الخمر
حين تلاوة كلمات الألم
ناديتُ بأعلى صوتٍ
خرج من آهات جراحي
من عطش ..
يخنقني مولاي
شيء قد هامَ على صدري
أشواكٌ في داخل أحشائي 
كسكاكين الكُرْه
وأنا في داخل آلامي
ذكرتُ يسوع على الأخشاب
قد ذَرَفَتْ عيناه 
دموع الحزن
كيف تحمّل آلام الصَلب
كيف تألم
عيناي تشققتا.. لا أتكلم أبداً
ودمعي سال على خَدَّيَّ
يرنو من شفتيّ وقد 
تشققتا كالأرض العطشانة
حلقي أصبح كشِراكٍ للصيد
كالأشواك الملتفة.. شَجىً 
ودموعي تقترب رويداً 
حتى جفَّتْ..
تجاوز دولاب الزمن.. دقائق معدودات
حتى جلب الله القطر.. 
فاحت رائحة العطر الملكوتي 
لهول المنظر..
قطرتْ قطرات من مطر الله
على شفتيّ.. 
والفرح امتلأ بداخل قلبي
سقاني الله..
بقيتْ أشياء تحزنني 
لا بد وأن يأتي يوم
أرتشف الذكرى 
ذكرى من ملأتْ قلبي من حُبٍّ
إقتلعتْ أشياء أكرهها
وبقيتْ نبتة أيوب في الصبر
وسقتْ زهرة طيب القلب 
وبراءة أطفال الحارة 
حين يكونون بلا تعب
نتجتْ بثمار لا كثمار الدنيا
هي أنقى خلق الله تعالى
لا لون لها.. لا شكل لها
هي تالية العطش المصلوب 
هي قطر نقاء..
وبراءة أرواح لم تُخلَقْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق