الثلاثاء، 23 فبراير 2016

مقال / صناعة الإنسان العربي / الأستاذ هارون الصبيحي /


صناعة الأنسان العربي
قديما كانت التربية غالباً تنتهج اسلوب الحزم و الشدة إلى درجة الظلم وعدم إعطاء الحرية
في التعامل مع الأبناء وبشكل خاص الإناث، لم يكن للصغار والشباب أي دور يذكر في صناعة القرار وهذا طبعا أدى إلى الاحساس بالظلم والكبت ومحاولة التمرد للخروج من هذا القالب.
اليوم انقلبت الآية من الضغط إلى الانحلال الأخلاقي وعدم مبالاة الأهل بحجة الحرية
وأصبحنا لانميز بين الشاب والفتاة وانتشرت المخدارات وأشياء آخرى جميعنا يعرفها.
اذا نحن انتقلنا من خطأ إلى خطأ آخر مع اختلاف التفاصيل.
هذه الصورة تأخذنا لاشعوريا إلى الاسئلة التالية
لماذا لا تكون الوسطية منهجا للحياة في مجتمعاتنا العربية؟
لماذا لم تتشارك قوى المجتمع مع القيادات والحكومات لصناعة أنسان عربي سوي وسليم فكريا وجسديا؟
أين دور الأم العربية من الجيل القديم والحالي؟
من وجهة نظري هي سلسلة من الأخطاء المتراكمة عبر أعوام طويلة ربما كان أبرزها الفقر وأدارة الدولة وأنعدام الثقافة والوعي وكل ذلك أدى إلى فجوة كانت تتسع مع الأيام حتى وصلنا إلى هذه المجتمعات الكسولة والضعيفة والغير منتجة والأهم من ذلك غياب جيل جديد قادر على حمل المسؤولية والنهوض بالوطن.
الأعلام العربي بانواعه مقصر وغائب عن المشهد بل ويفتقر للكفاءات التي تملك القدرة على التأثير في المجتمع.
الكارثة كانت في الواسطة والمحسوبية التي قتلت نظرية الرجل المناسب في المكان المناسب.
ما اريد قولة أن طريق النجاح العربي يبدأ من وجود جيل عربي يؤمن بالوسطية ويعشق العمل والأنتاج ويوازن بين المصلحة العامة والخاصة وحتى ننجح بذلك لابد من تأهيل الأم العربية ودعمها بشتى الطرق حتى تربي على هذا الأساس.
لوكنا كعرب نخطط للمستقبل بنظرة بعيدة المدى لتم منذ عشرات الأعوام صرف راتب شهري لكل أم عربية لديها أطفال تربيهم ولكنهم صرفوا الأموال على شراء الاسلحة ليقاتلوا أنفسهم.
هارون الصبيحي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق