الأربعاء، 24 فبراير 2016

ذات وشم أسود / الاديب صلاح البابلي / العراق

ذاتَ وشْمٍ أسودُ..
هدمْتُ أحقافاً أستلذّ أيْكَتها .
واستوطنتُ كهفي بانتظارِ عشتار
تجيء لتمامِ ميقاتنا فقد أينعَ القمر .
لم أسمعْ لعاذِلتي ولم تُسعفني نشوةَ القدر،
بَكرتْ تخوّفُني عيونَ العسسِ وغُربةَ حلّاجٍ في كاساتِ خمْرته.
أخبرتُها بأنّ الحَفْرَ لا ينفعُ الحجر
فاسمها إنجيلٌ أُحيي بهِ الموتى 
غَفِلَ عنه جبريلَ وأسريتُ بهِ شطرَ وجهها الحرام ،.
يا كافرة--
لم تنفعْ التي هي أحسنُ .
وما ادّخرتُهُ من ميراثِ (جميل)
فمتى اللقاء -
وقد صبرتُ بما ينوءُ بنوحٍ وألفِه 
تشتمني النوارس ،ووتلفظني كُرهاً أجلافُ العاشقين -
وكأني ملجمُ قُطامةَ تبصقهُ المنابر.
شتمتُ قبلهم سَوْءَةَ الجنين 
وخطيئةَ من ربّياني صغيراً
محضُ سُراب ،
وفي النفسِ كثيرٌ من الثرثَرة
ليلةٌ بيضاء ولم يكنْ هنا قمر 
فكم أنا أكرهُكَ أيّها الأبيض 
ما ذنبي إن لم أكن ذئباً
وكهفي يُطاردني مثلَ اللعنة
وما زلتُ أفعى مجلّلَةً بالحياء
وقلاعي حصينةٌ مني -
وبستاني دانيةٌ قطوفها 
تحصُدها شجاعةُ المستعمرين 
لِيغْترفوا من عذب الرضاب 
ولم يزلْ حُصْرُماً ينتظرُ السحاب 
ذاتَ وشم..
مُرّي بنا 
يوماً أو بعضَ يوم -
ودعي عنقاءُ الهوى تنهضُ من جديد
فقلبي محرابٌ لا يمسَسْهُ الّا المطهّرون 
أسرحُ بين ليلٍ وفجرٍ لذّةً للشاربين 
أُداري وحشتي بمزاميرَ داود 
وكسيحاً قد ذوى من وجده العُود
وأفتحُ خبائي لِذي النونِ حينَ يعود 
لهذا أعشقُ الغراب ..
---صلاح النبهاني---

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق