موت وميلاد
قصة قصيرة : الدكتور صاحب خليل إبراهيم
يوم عاصف , والهواء بارد جداً , يثلج الوجه
, كلما يستره يراه بحاجة ماسة إلى ستر أجزاء
اُخَـر .
كان في تشييع جنازة , وكلما أبعد عن وجهه
البرد القارص , احتاج إلى غطاء آخر يستره
في بداية المقبرة الكبيرة مترامية الأطراف ,
يسير متلفتاً في كلّ اتجاه , وعلى مقربة من
من النقطة التي توصله بالمقبرة نظر باتجاه
البيوت القديمة المتهالكة فرأ في إحدى الرفوف
حمامة وضعت بيضة لها , وبجانبها الطير
الذكر يضع له عوداً صغيراً لعش أنثاه وهديله
يتعالى شيئاً فشيئا وهو زهيان .
سرعان ما عاد بذاكرته قليلا يوم كان يعيش
في برلين , في أحد شوارعها رآه مرتجفاً
منكمشا عـلى نفسه من شدة البرد , يقفز
من شجرة إلى شجرة مجردة الأوراق ,
وحط عـلى الأرض الباردة جداً والبرد يلسعه
بيدَ أنَّ هذا العصفور نفض جسده وطار,
وشاهد في حديقة بيته بعـد أن عـاد إليه
, شاهـد الأزهار تذبل وتموت , وتتناثر
أوراقها اليابسات عـلى الأرض , وتزهر
ثانية وتخرج أزهار أُخَر جديدة .
انتبه فجأة , وصوت قادم من بعيد :
ـــ لا اله إلاّ الله
ـــ سار بسرعة ليلتحق بموكب التشييع
وذكرياته المتتابعـة تلاحقه أينما وجِد
عاد إلى بيته مسرعاً وهو يتلعثم بكلامه
ويتلاشى كل شيء , وثمة أشياء ترتسم
بذاكرته حين ودّعَ مقبرة وادي السلام
صوت يعـلو :
ـــ موت
ــ، وميلاد
قصة قصيرة : الدكتور صاحب خليل إبراهيم
يوم عاصف , والهواء بارد جداً , يثلج الوجه
, كلما يستره يراه بحاجة ماسة إلى ستر أجزاء
اُخَـر .
كان في تشييع جنازة , وكلما أبعد عن وجهه
البرد القارص , احتاج إلى غطاء آخر يستره
في بداية المقبرة الكبيرة مترامية الأطراف ,
يسير متلفتاً في كلّ اتجاه , وعلى مقربة من
من النقطة التي توصله بالمقبرة نظر باتجاه
البيوت القديمة المتهالكة فرأ في إحدى الرفوف
حمامة وضعت بيضة لها , وبجانبها الطير
الذكر يضع له عوداً صغيراً لعش أنثاه وهديله
يتعالى شيئاً فشيئا وهو زهيان .
سرعان ما عاد بذاكرته قليلا يوم كان يعيش
في برلين , في أحد شوارعها رآه مرتجفاً
منكمشا عـلى نفسه من شدة البرد , يقفز
من شجرة إلى شجرة مجردة الأوراق ,
وحط عـلى الأرض الباردة جداً والبرد يلسعه
بيدَ أنَّ هذا العصفور نفض جسده وطار,
وشاهد في حديقة بيته بعـد أن عـاد إليه
, شاهـد الأزهار تذبل وتموت , وتتناثر
أوراقها اليابسات عـلى الأرض , وتزهر
ثانية وتخرج أزهار أُخَر جديدة .
انتبه فجأة , وصوت قادم من بعيد :
ـــ لا اله إلاّ الله
ـــ سار بسرعة ليلتحق بموكب التشييع
وذكرياته المتتابعـة تلاحقه أينما وجِد
عاد إلى بيته مسرعاً وهو يتلعثم بكلامه
ويتلاشى كل شيء , وثمة أشياء ترتسم
بذاكرته حين ودّعَ مقبرة وادي السلام
صوت يعـلو :
ـــ موت
ــ، وميلاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق