ولي ماض.. (قصة قصيرة)
صوت العكاز يطرق الأرض لا حركة في ذلك الحي سوى تلك العجوز العائدة إلى منزلها المكون من دور واحد أرضي إنها العاشرة مساء، بعدما ظلت طوال اليوم قرب المحطة تستجدي ما تجود به الأيادي الكريمة، دخلت كوخها وخزنت غلتها كما العادة في ثقب في الجدار تداريه ساعة حائطية،و غيرت ثيابها ثم جلست لتتناول عشاءها البسيط الذي قامت بتسخينه، ما هي إلا دقائق حتى اقتحم ثلاثة شبان عليها الكوخ أفزعوا جلستها ،كانت ستبدأ بالصراخ لكن أحدهم وضع السكين على رقبتها مهددا إن صدر عنك أي صوت ستودعين الحياة حالا، فاستسلمت لواقعها وظلت تراقب ما يحصل كان الإثنان الآخران يقلبان المنزل المكون من غرفتين ومطبخ ،ثم الصالون حيث تجلس هي مقابلة لتلك الساعة التي على الحائط ،قلبوا المنزل رأسا على عقب وبعثروا كل محتوياته رغم بساطتها وتواضعها طمعا في إيجاد غنيمة فلم يجدو شيئا، كانو يتحركون برشاقة وخفة وكلهم ثقة في قوتهم ونصرهم على تلك المسكينة التي تجاوزت السبعين ولا تملك حيلة أمامهم سوى متابعتهم بعينيها ،عندما عجزوا عن إيجاد أي شيء رغم أنهم على يقين أنها تتحصل على المال ،لأنهم يراقبونها منذ فترة، فجاء قرارهم بالإستيلاء على ما توفره منذ زمن فلربما تملك دخيرة سنوات، اتجهوا إليها أين المال أيتها العجوز ،فردت لا أملك أي مال فصفعها أحدهم بقوة انطقي أين المال! ولكنها لم تنطق وأبدت جلدا وتحملا ،صرخ أحدهم لا تريدين الكلام سأجعلك تتكلمين الآن وشرع في تمزيق ملابسها لاستباحة ذلك الجسد الواهن الضعيف ولكن كان ذلك خطأ منه أن يقترب من جسد تلك العجوز معتقدا أنه طوع يديه ،لأن الجسد ليس هو الروح فالروح أقوى، وهنا انقلبت عينا العجوز إلى الأبيض وتشنجت أعصابها وصدر عنها صوت مكتوم من الداخل وبنظرة غاضبة منها ارتفع ذلك الشاب إلى السقف وسقط إلى الأرض دون حراك، فنظر الآخران إلى بعضهما في تعجب واتجها جريا نحو الباب في محاولة للهرب تاركين صديقهم بالأرض لم يتكلفا عناء التأكد من موته أو حياته، وصلا الباب الذي انغلق لوحده في وجههما تسمرا رعبا ليسمعا نداء العجوز التي بدا صوتها أقوى :عودا لحمل زميلكما و سوف أفتح لكم الباب و سأسمح لكم بالرحيل وإن عودتم إلى هنا أو رأيت خيالكم أو أبصرت منكم مجرد نظرة زائغة، سترون مالم يره بشر في حياته،لقد أتيتم طمعا في السرقة ثم أصبحت لكم مطامع أنا نفسي لا أملك فيها حيلة لا أعرف نظرتكم للمرأة ولكن هذا ما أنا عليه،هيا احملاه بسرعة وغادروا قبل أن أغير رأيي في مسامحتكم،حملاه بسرعة أصبح الباب مفتوحا الآن وخرجوا ثم انغلق الباب وراءهم بقوة،فركضا مبتعدين بزميلهما الفاقد الوعي،وعادت العجوز إلى طبيعتها بعد أن انسحب ذلك الظل منها واجتمع مشكلا ملاكا غاية في الوسامة والفتوة ومرونة الشباب،ابتسمت له العجوز، لك زمن غائب ما ذكرك فينا، قال ذكرني شيء يخصني وملكي، لا يحق لأحد لمسه، أتذكرين ! أجابته :نعم كيف أنسى أول إحساس في حياتي وأول عشق و....و...فضحك ذلك الطيف ،وقال أنت تذكرين إذن ،وعادت الذاكرة بالعجوز إلى الوراء حينما كانت فتاة في الثامنة عشر لتجد نفسها أنها على علاقة عاطفية مع هذا الذي لا تعرف ماهيته ملاك ،جن أم ماذا ، كل ما تعلمه أنها عاشت أحاسيس مرغوبة عند كل الناس أما هي فلم تكن تحلم بها أو تتوقع وجودها إلا أنه كان لها أن تستمتع بأجمل الأحاسيس وأروعها معه ، لكنها تذكر أيضا تلك الحوادث التي كانت تقع لخطابها أحدهم كان قد أصيب بمرض عقلي وأصبح مجنونا بالكامل وغيره كثير، لكن كانت تقول لا شأن لي إنه هو السبب،صحيح أنه يمنحها ما تريده كامرأة ولكن لا يحق لأحد من الرجال الإقتراب منها لأنه سيجد نفسه في مواجهة عاشقها الخفي، فذلك العاشق ربما كان ضعيف أمامها لا يستطيع معاقبتها ولكن له قدرة على معاقبة الطرف الآخر ، بحثت في البداية عن خلاص وعلاج لم ينجح الأمر نتيجة لتشبت ذلك المخلوق بها لتصبح بدورها تعشقه ولم تعد لها رغبة في محاربته أو التخلص منه وشيئا فشيئا لم يعد يعنيها أحد سواه،وهكذا ظلت تلك المرأة وحدها طيلة سنين هذا ما يبدو للناس ولكن في الحقيقة هي ليست لوحدها بالمرة إنه معها دائما كما توضح ذلك من حضوره في هذه الليلة، فلو تعلق الأمر بمجرد السرقة لربما ماكان ظهر ولكن عندما تعلق الأمر بذلك الجسد الذي يعشقه و احتله منذ سنوات طيلة أزمنة عديدة ،فقد أثار ذلك غضبه بشدة رغم تقدم تلك المرأة في السن إلا أنها لا زالت تعنيه، استفاقت العجوز من شرودها على وقع طرق الباب ،ابتسمت قائلة هل من ضيوف جدد ! أجابها حيث مازال واقفا، إنهم الجيران سمعوا عندك ضجة يريدون الاطمئنان عليك ثم ابتسم واختفى،فتحركت هي نحو الباب لتجد فعلا الجيران،سألوها عن الأمر أخبرتهم أنها كانت تريد أن تنزل حقيبة صار لها زمن،من فوق خزانة الملابس فأوقعتها وأحدث ذلك صوتا لأن الحقيبة من الحجم الكبير وتركوها وذهبوا فأغلقت الباب وهي تبتسم قائلة إنها حقيبة من أيام الشباب منغلقة على أسرار عديدة .
السعدية خيا /المغرب
صوت العكاز يطرق الأرض لا حركة في ذلك الحي سوى تلك العجوز العائدة إلى منزلها المكون من دور واحد أرضي إنها العاشرة مساء، بعدما ظلت طوال اليوم قرب المحطة تستجدي ما تجود به الأيادي الكريمة، دخلت كوخها وخزنت غلتها كما العادة في ثقب في الجدار تداريه ساعة حائطية،و غيرت ثيابها ثم جلست لتتناول عشاءها البسيط الذي قامت بتسخينه، ما هي إلا دقائق حتى اقتحم ثلاثة شبان عليها الكوخ أفزعوا جلستها ،كانت ستبدأ بالصراخ لكن أحدهم وضع السكين على رقبتها مهددا إن صدر عنك أي صوت ستودعين الحياة حالا، فاستسلمت لواقعها وظلت تراقب ما يحصل كان الإثنان الآخران يقلبان المنزل المكون من غرفتين ومطبخ ،ثم الصالون حيث تجلس هي مقابلة لتلك الساعة التي على الحائط ،قلبوا المنزل رأسا على عقب وبعثروا كل محتوياته رغم بساطتها وتواضعها طمعا في إيجاد غنيمة فلم يجدو شيئا، كانو يتحركون برشاقة وخفة وكلهم ثقة في قوتهم ونصرهم على تلك المسكينة التي تجاوزت السبعين ولا تملك حيلة أمامهم سوى متابعتهم بعينيها ،عندما عجزوا عن إيجاد أي شيء رغم أنهم على يقين أنها تتحصل على المال ،لأنهم يراقبونها منذ فترة، فجاء قرارهم بالإستيلاء على ما توفره منذ زمن فلربما تملك دخيرة سنوات، اتجهوا إليها أين المال أيتها العجوز ،فردت لا أملك أي مال فصفعها أحدهم بقوة انطقي أين المال! ولكنها لم تنطق وأبدت جلدا وتحملا ،صرخ أحدهم لا تريدين الكلام سأجعلك تتكلمين الآن وشرع في تمزيق ملابسها لاستباحة ذلك الجسد الواهن الضعيف ولكن كان ذلك خطأ منه أن يقترب من جسد تلك العجوز معتقدا أنه طوع يديه ،لأن الجسد ليس هو الروح فالروح أقوى، وهنا انقلبت عينا العجوز إلى الأبيض وتشنجت أعصابها وصدر عنها صوت مكتوم من الداخل وبنظرة غاضبة منها ارتفع ذلك الشاب إلى السقف وسقط إلى الأرض دون حراك، فنظر الآخران إلى بعضهما في تعجب واتجها جريا نحو الباب في محاولة للهرب تاركين صديقهم بالأرض لم يتكلفا عناء التأكد من موته أو حياته، وصلا الباب الذي انغلق لوحده في وجههما تسمرا رعبا ليسمعا نداء العجوز التي بدا صوتها أقوى :عودا لحمل زميلكما و سوف أفتح لكم الباب و سأسمح لكم بالرحيل وإن عودتم إلى هنا أو رأيت خيالكم أو أبصرت منكم مجرد نظرة زائغة، سترون مالم يره بشر في حياته،لقد أتيتم طمعا في السرقة ثم أصبحت لكم مطامع أنا نفسي لا أملك فيها حيلة لا أعرف نظرتكم للمرأة ولكن هذا ما أنا عليه،هيا احملاه بسرعة وغادروا قبل أن أغير رأيي في مسامحتكم،حملاه بسرعة أصبح الباب مفتوحا الآن وخرجوا ثم انغلق الباب وراءهم بقوة،فركضا مبتعدين بزميلهما الفاقد الوعي،وعادت العجوز إلى طبيعتها بعد أن انسحب ذلك الظل منها واجتمع مشكلا ملاكا غاية في الوسامة والفتوة ومرونة الشباب،ابتسمت له العجوز، لك زمن غائب ما ذكرك فينا، قال ذكرني شيء يخصني وملكي، لا يحق لأحد لمسه، أتذكرين ! أجابته :نعم كيف أنسى أول إحساس في حياتي وأول عشق و....و...فضحك ذلك الطيف ،وقال أنت تذكرين إذن ،وعادت الذاكرة بالعجوز إلى الوراء حينما كانت فتاة في الثامنة عشر لتجد نفسها أنها على علاقة عاطفية مع هذا الذي لا تعرف ماهيته ملاك ،جن أم ماذا ، كل ما تعلمه أنها عاشت أحاسيس مرغوبة عند كل الناس أما هي فلم تكن تحلم بها أو تتوقع وجودها إلا أنه كان لها أن تستمتع بأجمل الأحاسيس وأروعها معه ، لكنها تذكر أيضا تلك الحوادث التي كانت تقع لخطابها أحدهم كان قد أصيب بمرض عقلي وأصبح مجنونا بالكامل وغيره كثير، لكن كانت تقول لا شأن لي إنه هو السبب،صحيح أنه يمنحها ما تريده كامرأة ولكن لا يحق لأحد من الرجال الإقتراب منها لأنه سيجد نفسه في مواجهة عاشقها الخفي، فذلك العاشق ربما كان ضعيف أمامها لا يستطيع معاقبتها ولكن له قدرة على معاقبة الطرف الآخر ، بحثت في البداية عن خلاص وعلاج لم ينجح الأمر نتيجة لتشبت ذلك المخلوق بها لتصبح بدورها تعشقه ولم تعد لها رغبة في محاربته أو التخلص منه وشيئا فشيئا لم يعد يعنيها أحد سواه،وهكذا ظلت تلك المرأة وحدها طيلة سنين هذا ما يبدو للناس ولكن في الحقيقة هي ليست لوحدها بالمرة إنه معها دائما كما توضح ذلك من حضوره في هذه الليلة، فلو تعلق الأمر بمجرد السرقة لربما ماكان ظهر ولكن عندما تعلق الأمر بذلك الجسد الذي يعشقه و احتله منذ سنوات طيلة أزمنة عديدة ،فقد أثار ذلك غضبه بشدة رغم تقدم تلك المرأة في السن إلا أنها لا زالت تعنيه، استفاقت العجوز من شرودها على وقع طرق الباب ،ابتسمت قائلة هل من ضيوف جدد ! أجابها حيث مازال واقفا، إنهم الجيران سمعوا عندك ضجة يريدون الاطمئنان عليك ثم ابتسم واختفى،فتحركت هي نحو الباب لتجد فعلا الجيران،سألوها عن الأمر أخبرتهم أنها كانت تريد أن تنزل حقيبة صار لها زمن،من فوق خزانة الملابس فأوقعتها وأحدث ذلك صوتا لأن الحقيبة من الحجم الكبير وتركوها وذهبوا فأغلقت الباب وهي تبتسم قائلة إنها حقيبة من أيام الشباب منغلقة على أسرار عديدة .
السعدية خيا /المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق