الأحد، 30 أبريل 2017

وطن الشمس // للاستاذ مصطفى الحاج حسين // سوريا

وطن الشمس ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
ياوجعَ الرّوحِ مهلاً
ياشرخَ الحُلُمِ اليابسِ
يارمقَ الفتنةِ
وإعصارَ الخيبةِ
أتنفّسُ صليلَ الآهِ
المزمنِ بالموجِ الخانِقِ
أتلهّفُ لموتٍ أبيضَ
ولثقوبِ العتمةِ
أجادلُ سكّينَ الدّمعِ
والبسمةُ تُسلَخُ كالشّاةِ
ومضٌ في شجرِ النّدى
يحتطبُ الوقتُ خبزاً
يمشّطُ جدائلَ الخوفِ
والأرضُ تمشي على صدري
تنهمرُ أحلامُ الجّوعِ
الدّربُ يلوّحُ بالغربةِ
مناديلُ الجنازةِ تتهادى
في حضنِ الشّفقِ النّائحِ
والرّيحُ تعوي خلفَ
تواشيحِ الابتهالِ
الدّمعةُ تسرقُ ضحكتَنا
الشّجرُ يثمرُ غربتَنا
والزّمنُ الشّائبُ أرعنُ بالوقتِ
حجرٌ في فمِ اللّهفةِ
ترابٌ في عيونِ الشّهدِ
ماءٌ يغتسلُ بالدّمِ
وَجَفَّت شفاهُ الأنداءِ
حينَ الصّبحُ يزأرُ بالعطشِ
يعضُّ الحنينُ عنقَ الرؤى
يتسامقُ ملحُ الرّغبةِ
هوجاءُ صحارى المدى
يحفرُ السّديمُ قبرَهُ
في جوفِ البرقِ
والنَّسمة تتعكَّزُ على نبضي
يا سفحَ الوَلُهُ العاثرِ
يا نسغَ الصّمتِ الهائجِ
ووهجَ الأسى
سندقُّ في الغيمِ الأبيضِ
مساميرَ الانتظارِ
ونشربُ من ظمأِ الغربةِ
ضوءَ الرّعدِ الآتي
من وطنِ الجّرحِ النَّازفِ شمساً
والمشبعِ بالموتِ *
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق