(قرأة للدكتور محمد جاموز لنص(الشعرُ جازَ الرد)
نحن مع شاعر من بلاد الرافدين ؛ واسع الاطلاع، ضليع بالتحليل الادبي للنصوص،.. فهو شاعر امتلك ناصية الكلام وطوع الحروف والقوافي ليرسم بها لوحات الابداع بأسلوب مزج بين البلاغة والبساطة، الفخامة والرمزية، والتمرد والانتقاد لواقعنا المر المزري، بنصوصه الجريئة، اجله، وقد اختلف معه، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ... انه الاستاذ علي حمادي الناموس
(الشعرُ جازَ الرد(
ورجوتُ لو يفضي الطريقُ لبابِكم
سينوبُ صوتُ القلبِ بالخفقاتِ
سيظلُ يطرقُ مولعاً بهلوعهِ
مُتٙداعيا من شدةِ الآهاتِ
عليّ أرى من خٙلفِ سِتركِ نظرةً
تغني الفؤادٙ بأعذبِ الكلماتِ
فتزيحُ من صدري الهمومٙ ونارٙها
وتعوّضُ الشهقاتِ بالضحكاتِ
سأدورُ كالمجنونِ من هٙولِ اللقا
عٙجٙبي وجدّتُكِ قبلتي وصلاتي
يا كعبةٙ العُشاقِ سِحرُك بيّنٌ
كالشمسِ مشرقةٌ على فلواتي
ولقد قصدتُكِ مولعا متحيرا
(هَذي)* الحروفُ تفيضها نزواتي؟
أم أنهُ خَبَلُ القريضِ يَشدُني
عَليّ أراه مُجَمِّعاً لشتاتي
حتى ترنحٙ شاهقٌ من أحرفي
ليقيمَ لي قربٙ الديارِ رُفاتي
وترقرقتْ بينِ الجفونٍ حٙرائقٌ
لم أدرِ قَبْلُ الدمعُ كالجمراتِ
تيهي على قلبي فنارُكِ سلوتي
وفضيضُ من بعضِ الرضابِ حياتي
أني عبدتُكِ و(الخليلُ) مُعارضا
بعض الزحاف تلوحُ في ابياتي
لكنني أنوي بزحفيّ غاية
حتى أصلكِ وتنتهي مأساتي
فكتبتُ ما لا أرتجيه تجاوزاً
فالشعر( أ)جازٙ الردٙ بالزفراتِ
حتى تٙجمعتِ الحروفُ بخاطري
وانثالٙ مُعجمُها بكلِّ لغاتي
علي حمادي الناموس
\العراق 19\4\2017
يبدأ شاعرنا الرائع قصيدته دون مقدمات بواو العطف او الاستئناف، وكأنه يكمل حديثا سابقا، وهذا ما نلمسه من عنوان قصيدته، فهي رد على قصيدة شاعر فيبدأ راجيا ان ينتهي به المسير وان توصله الطريق الى بيتهم ( ورجوتُ لو يفضي الطريقُ لبابِكم ).. فلن يكف الفؤاد عن الخفقان ( سيظلُ يطرقُ ) بلوعة وهيام حتى يكاد يتهاوى و تكتب الآهات نعيه( مُتٙداعيا من شدةِ الآهاتِ).. ومناي مجرد نظرة من عينيك تغنيني عن اي كلام وتسبغ على قلبي اعذب مكافأة (تغني الفؤادٙ ).... ما هذا الحنين الجارف ايها الشاعر الباذخ... اذهلتنا!!!... ويجيبنا دون انتظار قائلا: لكني حين اصل سأصمت ويتكلم قلبي ( بالخفقاتِ).. مبدعا لوحة جميلة تجسد الوله والشوق بأبهى معانيه!... وابان اللقاء تتلاشى الهموم كسراب بقيعة يحسبها الظمآن ماء.. وتستبدل النفس آهات الحسرة واللوعة بالبشاشة والابتسام والضحك السعيد ( وتعوّضُ الشهقاتِ بالضحكاتِ)... مهلا سيدتي دعيني افشي لك سرا : آن اللقاء سأفقد اتزاني ووقاري واعدو واقفز كالمجانين( سأدورُ كالمجنونِ) ... فلا تستغربي فأنا اقدم طقوس ومناسك العبادة لمن اراها (قبلتي وصلاتي)... ويلتفت مناديا اياها ولكن ليس باسمها بل بصفتها الاستثنائية (يا كعبةٙ العُشاقِ).. جمالك كالشمس المشرقة في آفاقي لا تخفى على عين ( كالشمسِ مشرقةٌ)!.. وهنا ارى الشاعر قد قدم صورة جميلة لكنها كلاسيكية مكررة خلت من التجديد او الابتكار... ! ويستأنف حديثه معها بأنه طار اليها على جناح الوله؛ وبوصلة الحيرة ( مولعا متحيرا).. متسائلا هل اندفاعه نزوة وحروفه هذيانا لا طائل ولا مغزى لها ( (هَذي)* الحروفُ تفيضها نزواتي؟)... ام ان جنون الشعر( ُ خَبَلُ القريضِ )هو من يوجه خطاه اليها كي يلملم ما تبعثر منه من حكمة وروية واتزان... <br>
) مُجَمِعاٌ لشتاتي)؟... هذا الارتباك ، وتلك الحيرة لم يحسمهما الا تطوح شلال الحروف (ترنحٙ شاهقٌ من أحرفي).. كي تنتشل جسده المسجى حذاء الديار ( ليقيمَ لي قربٙ الديارِ رُفاتي).. وتذرف عيناه دمعا حارقا كالجمر لم يعان أواره من ذي قبل ( الدمعُ كالجمراتِ)... لكن شاعرنا -وبمازوشية - يستعذب هذا العذاب، لا بل ويطلب المزيد ( تيهي.. فنارُكِ سلوتي).. وثمالة الرضاب نسغ عمري ووجودي ( وفضيضُ من بعضِ الرضابِ حياتي)... فهو يقر انه احبها حتى العبادة ( أني عبدتُكِ)، وهنا كان عليه اعلاء الهمزة فوق الالف... و ينبري شاعرنا الى النقد الذاتي فالخليل يعترض على وزن قصيدته ( و(الخليل) مُعارضا) لورود الزحافات فيها ( بعض الزحاف(..
والزحاف هو التغيير الذي يلحق ثاني السبب ولا يصيب الاوتاد وهو من العلل والجوازات في الشعر وعددها ثمانية // كالاضمار والوقص والخبن والقبض والعصب. ... //.. ولكن شاعرنا مصر عليها على امل انهاء معاناته بالوصول اليها (حتى أصلكِ)...
ويقر شاعرنا -منتقدا نفسه نقدا ذاتيا-ان يراع قد خط ما هو دون مستوى طموحه ورضاه ( فكتبتُ ما لا أرتجيه)... لماذا يا استاذ؟ ويجيبنا ( تجاوزا).. فهو لم يكتب بالحروف قصيدته، بل بالآهات و يردف مبررا وهذا جائز في عالم الشعر ( فالشعر( أ)جازٙ الردٙ بالزفراتِ).. وقد ادام الآه والزفرات حتى تجمعت حروف الابجديات كلها في خلده ووجدانه ونطقت بكل اللفات...
(حتى تٙجمعتِ الحروفُ بخاطري
وانثالٙ مُعجمُها بكلِّ لغاتي(
ختاما امامنا قصيدة فخمة تكاد تخلو من التشابيه والصور البيانية، وهذا من دواعي الرد على قصيدة او النسج على منوالها، صيغت بقلم متمرس، وبفكر متقد، وثراء لغوي وعروضي باذخ
د. محمد جاموز\سورية
نحن مع شاعر من بلاد الرافدين ؛ واسع الاطلاع، ضليع بالتحليل الادبي للنصوص،.. فهو شاعر امتلك ناصية الكلام وطوع الحروف والقوافي ليرسم بها لوحات الابداع بأسلوب مزج بين البلاغة والبساطة، الفخامة والرمزية، والتمرد والانتقاد لواقعنا المر المزري، بنصوصه الجريئة، اجله، وقد اختلف معه، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ... انه الاستاذ علي حمادي الناموس
(الشعرُ جازَ الرد(
ورجوتُ لو يفضي الطريقُ لبابِكم
سينوبُ صوتُ القلبِ بالخفقاتِ
سيظلُ يطرقُ مولعاً بهلوعهِ
مُتٙداعيا من شدةِ الآهاتِ
عليّ أرى من خٙلفِ سِتركِ نظرةً
تغني الفؤادٙ بأعذبِ الكلماتِ
فتزيحُ من صدري الهمومٙ ونارٙها
وتعوّضُ الشهقاتِ بالضحكاتِ
سأدورُ كالمجنونِ من هٙولِ اللقا
عٙجٙبي وجدّتُكِ قبلتي وصلاتي
يا كعبةٙ العُشاقِ سِحرُك بيّنٌ
كالشمسِ مشرقةٌ على فلواتي
ولقد قصدتُكِ مولعا متحيرا
(هَذي)* الحروفُ تفيضها نزواتي؟
أم أنهُ خَبَلُ القريضِ يَشدُني
عَليّ أراه مُجَمِّعاً لشتاتي
حتى ترنحٙ شاهقٌ من أحرفي
ليقيمَ لي قربٙ الديارِ رُفاتي
وترقرقتْ بينِ الجفونٍ حٙرائقٌ
لم أدرِ قَبْلُ الدمعُ كالجمراتِ
تيهي على قلبي فنارُكِ سلوتي
وفضيضُ من بعضِ الرضابِ حياتي
أني عبدتُكِ و(الخليلُ) مُعارضا
بعض الزحاف تلوحُ في ابياتي
لكنني أنوي بزحفيّ غاية
حتى أصلكِ وتنتهي مأساتي
فكتبتُ ما لا أرتجيه تجاوزاً
فالشعر( أ)جازٙ الردٙ بالزفراتِ
حتى تٙجمعتِ الحروفُ بخاطري
وانثالٙ مُعجمُها بكلِّ لغاتي
علي حمادي الناموس
\العراق 19\4\2017
يبدأ شاعرنا الرائع قصيدته دون مقدمات بواو العطف او الاستئناف، وكأنه يكمل حديثا سابقا، وهذا ما نلمسه من عنوان قصيدته، فهي رد على قصيدة شاعر فيبدأ راجيا ان ينتهي به المسير وان توصله الطريق الى بيتهم ( ورجوتُ لو يفضي الطريقُ لبابِكم ).. فلن يكف الفؤاد عن الخفقان ( سيظلُ يطرقُ ) بلوعة وهيام حتى يكاد يتهاوى و تكتب الآهات نعيه( مُتٙداعيا من شدةِ الآهاتِ).. ومناي مجرد نظرة من عينيك تغنيني عن اي كلام وتسبغ على قلبي اعذب مكافأة (تغني الفؤادٙ ).... ما هذا الحنين الجارف ايها الشاعر الباذخ... اذهلتنا!!!... ويجيبنا دون انتظار قائلا: لكني حين اصل سأصمت ويتكلم قلبي ( بالخفقاتِ).. مبدعا لوحة جميلة تجسد الوله والشوق بأبهى معانيه!... وابان اللقاء تتلاشى الهموم كسراب بقيعة يحسبها الظمآن ماء.. وتستبدل النفس آهات الحسرة واللوعة بالبشاشة والابتسام والضحك السعيد ( وتعوّضُ الشهقاتِ بالضحكاتِ)... مهلا سيدتي دعيني افشي لك سرا : آن اللقاء سأفقد اتزاني ووقاري واعدو واقفز كالمجانين( سأدورُ كالمجنونِ) ... فلا تستغربي فأنا اقدم طقوس ومناسك العبادة لمن اراها (قبلتي وصلاتي)... ويلتفت مناديا اياها ولكن ليس باسمها بل بصفتها الاستثنائية (يا كعبةٙ العُشاقِ).. جمالك كالشمس المشرقة في آفاقي لا تخفى على عين ( كالشمسِ مشرقةٌ)!.. وهنا ارى الشاعر قد قدم صورة جميلة لكنها كلاسيكية مكررة خلت من التجديد او الابتكار... ! ويستأنف حديثه معها بأنه طار اليها على جناح الوله؛ وبوصلة الحيرة ( مولعا متحيرا).. متسائلا هل اندفاعه نزوة وحروفه هذيانا لا طائل ولا مغزى لها ( (هَذي)* الحروفُ تفيضها نزواتي؟)... ام ان جنون الشعر( ُ خَبَلُ القريضِ )هو من يوجه خطاه اليها كي يلملم ما تبعثر منه من حكمة وروية واتزان... <br>
) مُجَمِعاٌ لشتاتي)؟... هذا الارتباك ، وتلك الحيرة لم يحسمهما الا تطوح شلال الحروف (ترنحٙ شاهقٌ من أحرفي).. كي تنتشل جسده المسجى حذاء الديار ( ليقيمَ لي قربٙ الديارِ رُفاتي).. وتذرف عيناه دمعا حارقا كالجمر لم يعان أواره من ذي قبل ( الدمعُ كالجمراتِ)... لكن شاعرنا -وبمازوشية - يستعذب هذا العذاب، لا بل ويطلب المزيد ( تيهي.. فنارُكِ سلوتي).. وثمالة الرضاب نسغ عمري ووجودي ( وفضيضُ من بعضِ الرضابِ حياتي)... فهو يقر انه احبها حتى العبادة ( أني عبدتُكِ)، وهنا كان عليه اعلاء الهمزة فوق الالف... و ينبري شاعرنا الى النقد الذاتي فالخليل يعترض على وزن قصيدته ( و(الخليل) مُعارضا) لورود الزحافات فيها ( بعض الزحاف(..
والزحاف هو التغيير الذي يلحق ثاني السبب ولا يصيب الاوتاد وهو من العلل والجوازات في الشعر وعددها ثمانية // كالاضمار والوقص والخبن والقبض والعصب. ... //.. ولكن شاعرنا مصر عليها على امل انهاء معاناته بالوصول اليها (حتى أصلكِ)...
ويقر شاعرنا -منتقدا نفسه نقدا ذاتيا-ان يراع قد خط ما هو دون مستوى طموحه ورضاه ( فكتبتُ ما لا أرتجيه)... لماذا يا استاذ؟ ويجيبنا ( تجاوزا).. فهو لم يكتب بالحروف قصيدته، بل بالآهات و يردف مبررا وهذا جائز في عالم الشعر ( فالشعر( أ)جازٙ الردٙ بالزفراتِ).. وقد ادام الآه والزفرات حتى تجمعت حروف الابجديات كلها في خلده ووجدانه ونطقت بكل اللفات...
(حتى تٙجمعتِ الحروفُ بخاطري
وانثالٙ مُعجمُها بكلِّ لغاتي(
ختاما امامنا قصيدة فخمة تكاد تخلو من التشابيه والصور البيانية، وهذا من دواعي الرد على قصيدة او النسج على منوالها، صيغت بقلم متمرس، وبفكر متقد، وثراء لغوي وعروضي باذخ
د. محمد جاموز\سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق